تحقيقات وتقارير

الخيانة الزوجية هل هي ستار للخوف على الأطفال


الإعلام تايم _ لبانة علي

 

لم تبخل أم محمد" بشيء من الحب والاحترام والعطف على زوجها وأطفالها، وعلى مدار الساعة لا تكل ولا تمل لتأمين حاجاتهم الضرورية ورعايتهم والاهتمام بتفاصيل حياتهم، ورغم ذلك لم ترق معاملة زوجها  لها الى المستوى المطلوب، "أعطيتُ زوجي كل شيء ولم أقصر معه بشيء" تقول أم محمد، "ولكنه كثيراً ما يسهر خارج البيت ويهمل حقي وحق أولادي.. فأصحابه  وأصدقاؤه (لا بل صديقاته) كل شيء في حياته وليت المسألة توقفت عند هذا الحد، بل إنه قام مؤخراً بضربي وطردي من المنزل".

وبحرقة وحسرة تمسح "أم محمد" دموعها وتضيف: " نعم, في إحدى الليالي عاد ثملاً ولم يكن في المنزل خبز والأولاد لم يكونوا قد ناموا بعد ويريدوا أن يأكلوا، فطلبت منه احضار الخبز، فضربني وحمّلني مسؤولية التقصير في واجباتي وطردني من المنزل وأنا الآن في منزل أهلي  مع أطفالي طلبت الطلاق لأنني لم أعد اتحمل استهتاره وخيانته".


تعد الخيانة الزوجية من أكثر الموضوعات الاجتماعية حساسية سواء على صعيد البحث العلمي أو على صعيد الحياة الاجتماعية.


في حديث خاص لـموقع "الإعلام تايم" قالت الباحثة الاجتماعية هبة الهندي: " كثيراً ما نشاهد حالات خيانة خلف ستار الزواج وتحت شعار ( الحفاظ على الأطفال والخوف عليهم من الضياع)، ونتناسى بذلك أن وجود الطفل في مناخ أسري مريض أخلاقياً ونفسياً أخطر عليه بكثير من وجوده في أسرة منفصلة. لذلك ونظراً لخطورة هذا الأمر كان لا بد من البحث في مسببات خيانة الزوج فوجدنا أن أبرزها: عدم اهتمام الزوجة بنفسها والملل من الحياة الزوجية وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل الزوج وعدم وجود التكافؤ الثقافي والاقتصادي والاجتماعي بين الزوجين والمراهقة المتأخرة وكذلك العلاقات غير الشرعية وبحث الزوج عن الكمال ورفاق السوء و سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .... وما إلى ذلك.


تابعت الهندي قائلة :" لقد أشارت الكثير من الدراسات والتقارير عن ارتفاع حالات الطلاق في دمشق بسبب الخيانة الزوجية، وفقاً لمعطيات أوردها القاضي الشرعي الأول محمود معراوي، مشيراً إلى  نسبة 10% من عدد الدعاوي المنظورة أمام المحكمة الشرعية، أي ما يعادل 40 قضية شهرياً تتعلق بالخيانة الزوجية، ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى الوضع المتأزم والظروف الضاغطة التي يمر بها المجتمع والتي أبرز منعكساتها اختلال الميزان الأخلاقي وتشرذم منظومة القيم.


وعلى الجانب الآخر تروي الأرقام حكايات زواج خارج البلاد كتب لها الفشل بفعل خيانة الزوج حيث أن 50% من حالات طلاق السوريين في الخارج سببها الخيانة الزوجية، ويعود ذلك لعدة عوامل أبرزها الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها اللاجئين السوريين في الخارج، ورغبة البعض في الحصول على جنسية البلد المنشأ دون تكلف عناء الانتظار.


مما لا شك فيه أنه لا يمكن معالجة خيانة الزوج في حال كانت بداية اختيار الشريك خاطئة أو بنيت على أسس هشة، أما في حالات أخرى فمن المحتمل تدارك الطلاق والحفاظ على المنظومة الزوجية في حدود تسمح ببلوغها مرحلة السعادة والاستقرار مستقبلاً.


لذلك يجب على كل فرد مقدم على خطوة الزواج أن يقوم ببلورة أفكاره تجاه الحياة التي سيقدم عليها وأن يعي بأن أي خلل في منظومة العلاقة الزوجية لن يرتد على الفرد وحده وإنما على أسرة بأكملها.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=39067