جودي يعقوب- الاعلام
إيطاليا -روما
"رياح السلام من أجل العائلات السورية" كان هذا الشعار هو الشعار الأساسي للمبادرة التي أعتمدت على مدار يومي 18 و 19 كانون الثاني 2014 م من قبل المجلس الباباوي للأسرة وجمعية كاريتاس الإيطالية  ودوري الدرجة الأولى الإيطالي ، مع اقتراب مؤتمر جنيف 2 في 22 كانون الثاني 2014م المنعقد من أجل سوريا ، والذي يعتبر حدثاَ أو فرصة فريدة من نوعها للتأكيد على أسباب السلام والحوار والمصالحة من أجل التقارب الصريح من هؤلائك الأشخاص الذين يعانون نتيجة هذه الحرب الوحشية ، ومن أجل عولمة التضامن لبناء ثقافة السلام والتربية على السلام ، وتأتي هذه المبادرة لتقديم المساعدات العملية لدعم جميع العائلات السورية المتضررة ، وارسال المساعدات الكبيرة للاجئين السوريين من جميع المذاهب في لبنان والأردن حيث سيتم مساعدة العائلات الكاثوليكية والأرثوذكسية والمسلمة أيضاَ ، إنه شعار لنقول للعالم أجمع أننا نريد السلام ، ونحن نؤمن بهذا السلام ، ونريد أن يؤمن به أيضاَ المجتمع الدولي ، وأيضاَ جميع الأطراف الخارجية من سوريا .
جاء إلهام هذه المبادرة عندما صدرعن البابا فرنسيس تخصيص يوم 7 أيلول 2013م للصلاة والصوم من أجل سوريا ، كما قال Vincenzo Paglia رئيس أساقفة المجلس الحبري للأسرة : في ذلك اليوم ارتفعت من ساحة القديس بطرس " سان بيترو" صلاة إلى السماء من أجل إغلاق بعض الطرق المؤدية للصراع ، والآن وجب علينا أن نلتفت نحو الأرض وأن نقوم بمساعدة جميع العائلات السورية دون تمييز ، و يجب على كل هذا الألم أن ينتهي .
لذا هدفت هذه المبادرة كما صرح Paolo Beccegato رئيس كاريتاس "Caritas" الدولية الإيطالية : على جعل رياح السلام تهب على المجتمع الدولي ، لأن الإسبوع المقبل سيكون حدثآ رئيسيآ للسلام في سوريا ، ونأمل حقاَ من رياح الحرب أن تتغير وتبدأ رياح السلام بالهبوب ، وأن يجد جميع أطراف النزاع نقطة التقاء ليبدأوا رحلة حول المصارحة والسلام في هذا البلد الذي مزقته الحرب ، وقد اخترنا الملاعب ، لأن الرياضة في نهاية المطاف هي وسيلة رائعة للتواصل ، ونستطيع من خلالها ارسال رسائل التضامن مع الآخرين ، حيث أن شعار الرياضة هو : " اللعب معاَ ، والبقاء معاَ للتغلب على جميع الخلافات ، والعمل سوية كفريق واحد" ، هذه هي الروح التي يرغب جميع اللاعبين في إيصالها إلى الجميع .
ويأمل رئيس كاريتاس الدولية الإيطالية Paolo Beccegato من مؤتمر جنيف 2 أن يسعى إلى نزع السلاح ووقف العنف ، كما جاء في خطاب قداسة البابا فرنسيس أمام السلك الدبلوماسي لدى الكرسي الرسولي في "13 كانون الثاني 2014 م"  عندما صرح بأنه قد وضع المسألة السورية في أولويات قداسته ، وأنه يجب الآن أن يكون هناك تجديداَ للإرادة السياسية المشتركة لإنهاء الصراع في سوريا ، إذ وجه المجتمع الدولي على ضرورة انهاء هذا الصراع ، ويأمل من مؤتمر جنيف 2 أن يكون " بداية المسار المطلوب للتهدئة " مضيفاَ أنه من الضروري الإحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي ، ويجب علينا تقديم أي وسيلة ممكنة لمساعدة اللاجئين السوريين .
لذلك أحي المجلس الحبري للعائلة وكاريتاس إيطاليا بقوة هذا النداء ودعى إلى وضع حد للصراع في سوريا ، الذي بدوره قد تسبب في ارتفاع عدد الوفيات وملايين اللاجئين ، وهذه المبادرة "رياح السلام" التي أعطيت من قبل قداسته يمكن أن تكون نوعاَ من الصراخ من أجل السلام لكل شعوب العالم ، للمطالبة بوقف الأعمال العدائية ، لذلك عمد كاريتاس المجلس الحبري للأسرة مع كاريتاس إيطاليا على جمع التبرعات لعائلات اللاجئيين في سوريا ، وبالرغم من كل الصعوبات الراهنة استطاعت منظمة كاريتاس في سوريا أن تصل من أجل تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية من " الدواء ، وإيجاد سكن للنازحين وبخاصة لكبار السن والأشخاص المحتاجين " ، ناهيك عن الجهد الهائل الذي تقوم به الكنيسة الجامعة المقدسة بجميع مؤسساتها الخيرية ، لمتابعة هذا العمل الجبار .
وقد تم خلال هذه المبادرة رسم عبارة " رياح السلام للأسر السورية" على أرض جميع ملاعب كرة القدم العشرة الإيطالية ، و تم أيضاَ عرض فيلم وثائقي عن مخيمات اللاجئين في لبنان على شاشات عملاقة ، حيث كان قد تم تصويرهذا الفيلم الوثائقي في إحدى مخيمات اللاجئين في وادي البقاع بلبنان من قبل  Federico Fazzuoli و Elisa Greco والتي بدورها أكدت على أن الرياضة أيضاَ لا تنسى الحالات المؤلمة التي تؤثرعلينا ، كما هو الحال في أجزاء متفرقة من العالم وخاصة في سوريا ، حيث هناك أبرياء كثيرون لا ذنب لهم بلعبة الحرب المفروضة عليهم هذه ، ولكننا عندما نكون جنباَ إلى جنب مع التزام الجميع نستطيع أن نفوز بلعبة السلام .
والآن بدأت جميع أنظار العالم بالتوجه نحو قداسة البابا فرنسيس الذي يرعى ويصلي ويجهد من أجل تحقيق السلام في جميع العالم وخاصة في سوريا ، لنتحد بالصلاة معه ، و نقول لأمير السلام يسوع المسيح إمنح سلامك في سوريا آمين .