تحقيقات وتقارير

كفريا والفوعة.. الحصار إلى متى؟


الإعلام تايم - ربى شلهوب 

هو حصار خانق منذ زمن لكن الزمن لا قيمة له في ظل غياب المواد التموينية والغذائية والفيول والغاز والكهرباء ومادة الخبز وحليب الأطفال، بل وأكثر فالموت يصطاد أطفال الفوعة وكفريا من كل حدب وصوب .. آية سطيح طفلة من بلدة الفوعة  ذات 12 ربيعاً، والطفلين محمد وليث غياث الحاج حسن، ليث البالغ من العمر 5 سنوات وأخيه محمد ذو السبع أعوام، هم كجميع الأطفال يحلمون بطفولة تمتلئ باللعب والبراءة لكن القدر جار عليهم كما على جميع أبناء بلدتهم الذين تخلوا عن حقوقهم وهجروا منازلهم مرغمين على أمل أن يجدوا في البعد عنها الآمان، لكنهم لم يعلموا أنهم سيجدون قاتلهم متربص بهم أينما ذهبوا.

 

جرار الغاز وقذائف الهاون التي أطلقها الإرهابيون في 30 آب 2016 تكفلت بإزهاق روح آية، فيما تكفل رصاص قنص الإرهابيين بإصابة الطفلين محمد وليث، اللذين وصفت حالتهما بالحرجة نتيجة نقص الأدوية والمعدات في مشفى المدينتين والذي أدى لإرتفاع كبير في عدد الشهداء الذي فاق 3000 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء.

 

في العام الماضي وبرعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر تم تنفيذ ما سمي باتفاق الزبداني ــ كفريا والفوعة، حيث تم إجلاء 129 مسلحاً ومدنياً محاصرين في مدينة الزبداني مقابل إخراج نحو 400 أسرة محاصرة في بلدتي الفوعة وكفريا، وينص الاتفاق المبرم في 24 أيلول على وقف لإطلاق النار يليه إدخال المساعدات ومن ثم السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا إلى مناطق آمنة، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي المجموعات المسلحة من الزبداني ومحيطها إلى إدلب، معقل المجموعات المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد لستة أشهر.

 

لكن الهدنة لم تكن يوماً هدنة، فأكثرمن 200 قذيفة سقطت على الأحياء السكنية في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى المدنيين إضافة إلى تدمير العديد من المنازل.

 

هذه المجموعات الإرهابية لم توفر أي وسيلة لتصدير الموت والدمار إلى كفريا والفوعة وقطع كل شرايين الحياة فيها، مصادر أهلية أفادت بأن ما يسمى "جيش الفتح" الإرهابي استهدف بشكل مباشر خزانات وصهاريج المياه  التي تعتبر الشريان الوحيد للحياة في البلدتين المحاصرتين، وما زال القصف مستمراً بوتيرة عالية من مرابض جديدة في منطقة الصواغية.

 

ورداً على همجية المجموعات المسلحة في قصفها للبلدتين المحاصرتين  شن سلاح الجو في الجيش العربي السوري  سلسلة غارات على مواقع وتجمعات الإرهابيين في بنش في ريف إدلب الشرقي وحقق إصابات مباشرة في صفوفهم وأوقع الإرهابيين بين قتيل وجريح.

 

كما شنّ الطيران الروسي 7 غارات على مقرات ومخازن سلاح لـ "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" في مدينة إدلب حيث استهدف حاجز مدينة سراقب جنوب شرق إدلب بغارتين ومواقع تابعة للفصيلين الارهابيين المذكورين، على الطريق الواصل بين بنش وسرمين بـ 3 غارات وذلك في ريف إدلب الشرقي موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم.

 

إذاً نحن اليوم أمام عدو لا يعرف الرحمة ولا يعرف إلا القتل والتدمير غير ابه بآلاف المدنيين من نساء وأطفال، قرروا الصمود الذي لا خيار ولا بديل لهم عنه، فالمجتمع الدولي صامت متخاذل يكيل بمكيالين يتباكى على من يستطيع أن يجني منهم ثماراً لأجنداته.

 

نحن لا نعول كثيراً على المجتمع الدولي لكننا نتساءل متى ستدخل هاتان البلدتان في اتفاقات التسوية الحقيقية، فالوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الانتظار لأن كارثة إنسانية بكل ماللكلمة من معنى ستحل بالمدينتين المحاصرتين إذا لم يتم تدارك الامر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=38846