تحقيقات وتقارير

داريا ليست الاخيرة.. من التالي؟


الإعلام تايم - لما محمود

تتسارع وتيرة المصالحات والاتفاقات على الأرض التي تبرم بين الحكومة السورية و مسلحي بعض المناطق، لإنهاء كامل الوجود المسلح في المنطقة، و بدأت الأمور في سورية تتجه للاستقرار تدريجياً و تسلك طريقها إلى مكانها المطلوب، آخر هذه الخطوات تمثلت باتفاق داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق لتصنف بأنها عادت آمنة والعلم السوري عاد يرفرف من جديد.

يعد اتفاق داريا خطوة نوعية هامة نظراً للأهمية التي تتمتع بها، فهي قلب غوطة دمشق الغربية، و ستكون هذه التسوية نموذجاً لتسويات أخرى قادمة في مناطق متعددة مثل جوبر و المعضمية ومخيم اليرموك، وبداية العدّ العكسي لتساقط أوراق شجرة المسلحين للمناطق المحيطة في العاصمة وصولاً الى دوما، ومناطق القنيطرة ودرعا و وحمص وإدلب ودير الزور وحلب، ومنها تتدحرج كرات النصر إلى سواها لصالح الشعب السورية، بعد أن حقق الجيش العربي السوري إنجازات كبيرة في حربه على الإرهاب.

تسوية داريا الأخيرة التي تم بموجبها إخراج نحو 700 مسلح إلى إدلب بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة وأيضاً نحو 4000 مدني إلى مراكز إيواء خصصت لهم، لا تعد الأولى من نوعها ففي عام أيار 2014 أبرمت الحكومة السورية اتفاقاً مع المجموعات المسلحة في حمص يقضي بخروج نحو 2000 مسلح من أحياء حمص القديمة، وبالقرب من داريا، بلدة المعضمية والتي تشهد مصالحة وطنية ، هي الاخرى على موعد مع اتفاقية تشبه الى حد كبير استسلام المسلحين في درايا.

وإلى حلب فالمعركة تقترب من الحسم، لاسيما بعد تحرير مواقع إستراتيجية عدة قريبة من حلب خلال الأيام الماضية، لذلك يبدو أن معركة حلب قد أوشكت بالفعل على الحسم وذلك بانتصار الجيش السوري على هذه المجموعات، خاصة بعد أن تناقلت بعض المصادر أخباراً عن المسلحين المتواجدين في معظم مناطق حلب بأنهم يسعون إلى تسليم أنفسهم للجيش السوري وحلفائه دون خوض أي معركة، وفي المقابل تجمع الآلاف من المسلحين وعوائلهم على الحدود التركية السورية هرباً من المعارك التي تدور في ريف حلب الشمالي والانتصارات التي حققها الجيش السوري في تلك المنطقة.

ما يحدث من مصالحات و إنجازات ميدانية سيشكل نقطة ارتكاز قوية للحوار السوري في جنيف فما يتحقق في الميدان ينعكس إيجاباً على حوار جنيف ويشكل قيمة مضافة لما يملكه الوفد السوري من أوراق قوة وحق في حواره مع أسياد التنظيمات التكفيرية وبالتالي إجبار تلك الأطراف على الاعتراف بفشلهم في تحقيق أجندتهم التي وضعت في بداية الأزمة المفتعلة في سورية وأن الشعب السوري الذي قدم مئات آلاف الشهداء ويحقق الآن الإنجازات، لا يمكن أن يقبل بالإملاءات والشروط الأجنبية أو التدخل في بناء مستقبل سورية وبالتالي عليه إيجاد الآليات التي تحفظ ماء وجهه عبر تسهيل الحوار السوري السوري والتعاون مع الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب قبل أن يشكل هذا الإرهاب هاجساً لكل شعوب العالم.‏

متغيرات كثيرة على الصعيد الميداني ستصرف لصالح الحرب على الإرهاب، فالدولة مصرة على إنهاء الوجود المسلح الإرهابي وتطهير مناطق جديدة بكل الطرق الممكنة ، حلين لا ثالث لهما إما أن تقوم بتسوية أوضاعها أو تلقى مصيرها المحتوم في ساحة الميدان التي يخوضها الجيش السوري.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=38713