تحقيقات وتقارير

التسرب المدرسي.. هل من حلول ؟؟؟


الإعلام تايم - عروب الخليل

ظاهرة التسرب الدراسي تعانى منها كل الدول بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة ..


حيث تعد مشكلة التسرب هدراً مباشراً للطاقات البشرية والماديــــــة وفي أحسن الحالات نقول  تأخرهم دراسياً أو تكرار رسوبهم أو انحرافهم واستنفاذ المدة المسموح بها لغيابهم وبالتالي شطبهم.


والسؤال الذي يجب أن يسأل لماذا يترك أطفالنا مدراسهم، قد يترك الأطفال دون علم الأهل أما المستغرب أن يجبر الأهل أطفالهم على ترك المدرسة وإلحاقهم إن أفلحوا بعمل "لايسمن ولايغني من جوع "هنا التساؤل.

 

كلنا يعرف أن مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول للصف التاسع مجانية ، وخلال الأزمة خففت وزارة التربية عن عاتق الأهل نسبياً من حيث اللباس والمستلزمات الأخرى، وبرغم هذا هناك بعض  الأهل يجبرون أولادهم على ترك مدراسهم والحاقهم بمهن لا تضيف مادياً الا النذر اليسير.

 

محمد فتى يقيم بحي   "دف  الشوك" أجبره أبوه على ترك المدرسة وألحقه عامل بوفيه،  بحجة أنه يريد منه  مساعدته بالمصروف!!! 


سألنا والد محمد لماذا أجبره على ترك المدرسة أجاب: "لايمكنني إطعام أولادي الخمسة وأمهم وما أدخل من مال لا يكفي ثمن خبز وبحاجة من يعينني، وأجاب أنه بحاجة المال لذلك لم يعلمه مهنة ويدفع لمعلم مهنة ليقبل به.

 

براءة فتاة بعمر الورود تركت دراستها لتعين أهلها ،هكذا قالت، وللأسف لم تختر عمل مهني يكون لها رديفاً بالمستقبل.


بقليل من الواقعية نفهم أن يكون طفلاً كسولاً وليس باستطاعته إكمال دراسته، ولكن أليس من الأجدى (وإن كان هذا يستحق التأمل فيه)، إلحاقه بمهنة تفيده بالمستقبل وترفع عبئأ عن مجتمع منهك اقتصادياً بفعل الحرب ويكون شخصاً ايجابياً يقدم خدمة لنفسه ولمجتمعه. 

 

مع الأخذ بالحسبان إنّ عمالة الأطفال ظاهرة سرطانية خبيثة تنهش جسد المجتمع وتهدد بنيته الاجتماعية، وكيف يمكن ضياع مرحلة الطفولة وفقدان  الأشياء الجميلة.

 

ولأنه لا يكفي لنا أن نتوقف أمام منظر طفل ترك مدرسته، يجب علينا جميعاً أن نسرع للمساهمة في حل هذه القضية الشائكة التي تضيع أبناءنا وتوصلهم إلى جحيم العمل والانهيار المبكر.

 

يشار إلى أنه في سورية وخلال الأزمة أنجزت عدة حملات  تناهض ظاهرة ترك الأولاد مدارسهم منها حملة "حقي أتعلم"  التي أطلقت من قبل الأمانة السورية للتنمية لتشمل كافة المحافظات السورية بمشاركة الجهات الحكومية والخاصة والمجتمعِ الأهلي ساعية إلى تضافر الجهود لدعم المنظومة التعليمية مع مراعاة أولويات كل أسرة سورية وبالتالي السعي لعدم إضاعة أي فرصة تعليم لأي طفل جملة واسعة من الأعمال التي تصب في مصلحة أطفال سورية.

 

وقد حاولنا الاتصال بالقائمين على حملة "حقي أتعلم" لأخذ الإجابات على عدد من الأسئلة  .. ولم يتم الرد علينا؟؟

 

يتبادر إلى الذهن باستمرار التساؤل حول الحلول لهذه المشكلة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا، كيف لنا أن نقلل من الهدر التربوي نتيجة لهذه الظاهرة وهل هناك إجراءات وقائية للحد من ظاهرة التسرب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=38401