الاعلام تايم_عماد نصيرات

لفت نظري وبشكل يومي أوراق أشجار اللبلاب المحروقة التي تتسلق أشجار النخيل في شارع النصر الممتد من محطة الحجاز حتى باب سوق الحميدية العريق، وسبب حرق هذه الأوراق الجميلة التي تزين الشارع برمته بسيط جداً ولا يحتاج إلى مهندس زراعي لاكتشافه بل إلى مزارع بسيط … تسقى هذه الأشجار بوساطة الري بالرذاذ فيؤدي ذلك إلى تجمع قطرات المياه على الأوراق، هذه القطرات تعمل عمل المكبرات الزجاجية التي تستقطب أشعة الشمس وتركزها ما يؤدي إلى حرق هذه الأوراق الجميلة.

لا أدري إن كانت "كثرة غلبة" مني أني توقفت في إحدى المرات وقلت للعامل الذي كان يرعى هذا المنصف ومزروعاته: إن طريقة السقاية هذه تتسبب في حرق الأوراق ولابد أن يخبر الجهة المسؤولة عنه بذلك لكي يعتمدوا طريقة الري بالغمر ومن تحت الشجيرات ووعدني بأنه سيفعل … ولكن على ما يبدو لا حياة لمن تنادي …والنتيجة أن أوراق اللبلاب التي من المفترض أن تزين الشارع برمته أصبح منظرها محزناً بسبب الإهمال لذلك نتمنى على قسم الحدائق في محافظة دمشق أن يكلف أحد المهندسين الزراعيين… وما أكثرهم… بهذه المهمة لتغيير الحال.

هذه المسألة تدفعني إلى الحديث عن أهمية الاهتمام بالحدائق العامة، من قبل كل رؤساء الوحدات الإدارية في محافظة ريف دمشق الذين يعتقد معظمهم بأن الاهتمام بالحدائق ليس من الأولويات في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد …. بل العكس تماماً، فرعاية الحدائق في هذه الظروف هي على رأس قائمة الأولويات لأنها باتت المتنفس الوحيد لأكثر من 90 % من المواطنين الذين لا تستطيع إمكاناتهم المادية الترفيه عن أطفالهم في الحدائق والملاعب الخاصة.

في مدخل بلدة أشرفية صحنايا وعلى اوتستراد دمشق – درعا منصف زراعي من أجمل المنصفات عمر أشجاره يزيد على السنوات العشرة معظمها مات من شدة الإهمال… وكل ما تحتاجه هذه الأشجار رية واحدة في الشهر، وكذلك قام مجلس بلدة أشرفية صحنايا العام الماضي بزراعة شجيرات المرجان على منصف مدخل البلدة وكان موعد الزراعة على غير ميقاته وهذا تسبب بموت عشرات الشجيرات التي تمت زراعتها ولم تنجُ شتلة واحدة….على حساب من ذلك ؟!، أما الأحاديث عن الحدائق المهملة في صحنايا وأشرفيتها وغيرها من المدن والبلدات والبلديات فهي بحاجة إلى تحقيق خاص حيث لا تفي هذه الزاوية بالغرض…ودمتم.