وجهات نظر

باختصار: سؤال عن الهدنة !

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية

 


سألني أحد الإعلاميين حول المقصود من هدنة الساعات الثلاث في حلب، فلم أجد بدا من التلاعب بالألفاظ لأني غير مؤمن إطلاقاً بهدنات مع مسلحين حتى لو كانت إنسانية صرفة من أجل الأهالي، باعتبار أن المستفيد منها هم المسلحون الذين يستغلون كل دقيقة تهدئة من أجل تحسين وضعهم ومن ثم زيادة التحشيد، إضافة إلى ادخال سلاح جديد وإعادة التذخير بكميات كبيرة.
ومن المعلوم أن آخر ما أدخلته الدول الراعية لهؤلاء، أي ما وصل إلى يد المسلحين، ما مقداره خمسمائة آلية بينها مائتا دبابة من انواع متطورة إضافة الى أكثر من ألفي صاروخ حراري مضاد للآليات، إضافة الى مشتقاتها من سلاح خفيف ومتوسط.


هذا النوع من السلاح لعب دورا في المعارك الأخيرة، وسيلعب أدواراً في المعارك المقبلة، ومن الواضح أن الدول الممولة للمسلحين باتت تقدم ماهو متقدم من سلاح في خزائنها، وهذا هو رأي الأميركي الذي يسمح بوصول هذا النوع إلى المسلحين.
وهذا يعني أيضاً، أن الشهية مفتوحة للمزيد نوعيا، في مبارزة طرفي النزاع، حيث نقرأ لهما موقفين مختلفين تماما، أي أن الرأي الواضح لدى الجيش العربي السوري يجزم أن حلب ستتحرر من المسلحين قبل أن ينتهي هذا العام، فيما يقول المسلحون إنهم باقون وليس من قوة يمكن لها اقتلاعهم من المدينة.


الأرقام التي يتم تداولها حول عدد المسلحين الذين يقاتلون في حلب، هي بعشرات الآلاف تبدو أرقاما فلكية، وجميع هجماتهم هي بالآلاف أيضاً حتى قيل إنهم خلال معركة واحدة كان عدد المسلحين أكثر من سبعة آلاف، وأنهم استعلموا أكثر من مائة صاروخ " تاو " ضد الآليات، تقدمهم انتحاريون ومفخخات، ناهيك عن الصواريخ الهائلة التي أطلقت.
نحن إذن أمام جيش بكل معنى الكلمة، قوة عسكرية مدربة ومجهزة وتملك الجرأة في الهجوم على أنواعه ومن ثم الاشتباك، وهي ضد فكرة حرب العصابات التي تقوم على مفهوم اضرب واهرب .. مجرد اشتباك يدوم ساعات يعني أن الطرف المسلح يمارس حربا أقرب إلى الكلاسيكية.


هدنة الساعات الثلاث ستدعم موقف المسلحين الذين قيل إنهم يستقدمون قوات لهم من ادلب ومن اماكن مختلفة لأنهم كما قلنا لايريدون خسارة حلب، بل إن مشغليهم يصرون على البقاء في المدينة التي تذكرنا حالتها الأخيرة لما وصلت إليه برلين الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية حين تم تقاسمها بين أطراف الحرب الكبرى وأراد ستالين أن تكون له حصة الأسد.
لايمكن إعطاء المسلحين أية هدنة أو وقت للراحة وممارسة التحشيد وإعادة النظر بالخطط ، صحيح أن الجيش العربي السوري بحاجة أيضا لراحة وإعادة نظر بسير المعارك، إلا أن هنالك فرقاً كبيراً بين هدنة الجيش وتلك التي تعتبر هدية للمسلحين.


كنا جميعاً قبل أيام نتابع أملاً بالحرب التي يخوضها الجيش وحلفاؤه، وهي كانت أم المعارك بكل معنى الكلمة لم تكن حرباً عادية، أو إغارة على عصيان، بل على قوة مزنرة بالسلاح الفتاك حتى اخمص قديمها إضافة إلى أعدادها التي نأسف القول أنها تزيد دوما رغم أن رأياً روسيا ربما لرئيس الأركان أكد فيه أن هنالك أكثر من ألف قتيل من المسلحين وألفي جريح منهم خلال معارك حلب الأخيرة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=38126