الاعلام تايم_البناء هل لاحظتم مداليل المكان الذي استقبل فيه بوتين «السلطان» أردوغان؟ ليس في الكرملين وإنما في قصر قسطنطين في سان بطرسبورغ. أيّ في مدينة قسطنطين التي كان اسمها البيزنطي قسطنطينوبل Kostantinopel اي مدينة قسطنطين عندما كانت عاصمة الأرثوذكسية في العالم. وهذا يعني انّ مدينة قسطنطين لا زالت عاصمتنا، ايّ عاصمة الأرثوذكسية الروسية وهي محتلة منك، وأنا استقبلك في قصر قسطنطين الأرثوذكسي…! هذه الاستدارة النصفية للسلطان المراوغ الثعلب أثارت زوبعة في دوائر أوباما وبعض تابعيه من العاملين في حقل تخريب نتائج مداليل وتداعيات النصر الكبير في حلب… ولأنّ اتجاه الرياح دارت على غير ما يريدون فبدأوا بالصراخ: ثلاث ساعات لا تكفي، ثلاث ساعات لا تكفي، لا بدّ من يومين أو أكثر…! حذار ثم حذار ثم حذار الموافقة على أيّ هدنة كانت غير الثلاث ساعات، كحدّ أقصى المسموح به هو يوم كامل في الأسبوع من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء. ويجب تذكير الروس وهذا ضروري جداً وفي غاية الأهمية انّ سبب انتصار الجيوش السوفياتية في اعادة تحرير مدينة خاركوف اليوم في اوكرانيا أيام الحرب العالمية الثانية، هو الوقت الذي امتدّ لحوالي ستة أشهر بين احتلال الجيوش الألمانية بقيادة الفيلد مارشال مانشتاين وبدء الهجوم السوفياتي المضادّ في أواخر صيف عام 1943 لاستعادة المدينة. أيّ أنّ منع هتلر لقائد الميدان مانشتاين من تطوير الهجوم ضدّ الجيوش السوفياتية في جبهات تلك المنطقة، هو الذي أعطى الجيوش السوفياتية فرصة: - إعادة تنظيم الصفوف. - تعويض الخسائر خسروا في المعركة التي احتلّ خلالها الألمان مدينة خاركوف في شهر آذار 1943 فوق ستة وثمانين الف جندي . - القيام بعمليات حشد وتسليح هائلة مكّنتهم من الانتصار على الجيش الألماني وتحرير خاركوف… وما كان لذلك من تداعيات استراتيجية على الجبهات كافة وعلى نتائج الحرب العالمية الثانية. وهذا ما حدث بالضبط مع الجيش السوري في شباط من العام الحالي عندما استعاد السيطرة على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي الغربي: خان طومان… ثم ما الذي حدث؟ 1 ـ كسر زخم الهجوم السوري. 2 ـ تمّ إنقاذ بقايا فلول المسلحين من الإباده المحققة. 3 ـ تمّ إعطاؤهم ستة أشهر من الوقت لإعادة التنظيم وتعويض الخسائر والبدء بالحشد من جديد لاستعادة المناطق التي خسروها وهذا بالضبط ما حصل مع الجيوش السوفياتية بين شباط وتموز/ آب 1943. أيّ فرصة الاستعداد بعد انكسار زخم هجوم العدو . ماذا حدث بعد كسر زخم الهجوم السوري على جبهات غرب وجنوب غرب حلب من خلال فرض الهدنة على قادة الميدان؟ 1 ـ نجاة فلول المسلحين من الإباده التامة. 2 ـ إعطاؤهم المجال لإعادة تنظيم صفوفهم والحشد وإعادة التسلح من جديد من خلال تركيا طبعاً . 3 ـ عودتهم لامتلاك زمام المبادرة من جديد وقيامهم بالهجوم المضادّ الذي استعادوا بنتيجته خان طومان/ العيس / تلة العيس… 4 ـ انتقالهم من خلال هذه المكاسب الميدانية ليس فقط الى وضع التوازن الاستراتيجي في قواطع عمليات أرياف حلب وليس بالشكل المطلق مع الجيش السوري، وإنما الى وضعية التفوّق الاستراتيجي التي مكّنتهم من شنّ هجومهم الجديد وبقوات كبيرة فرقة كاملة بين القوات المشاركة في النسق الأول للهجوم وقوات الاحتياط في النسق الثاني . 5 ـ تحقيقهم نتائج مهمة من خلال مجموعة من المفاجآت والأسلحة النوعية الجديدة التي حصلوا عليها خلال فترة الهدنة، وكذلك مجموعة من التكتيكات القتالية الجديدة… النتيجة: 1 ـ خلق واقع ميداني جديد على الرغم من عدم الوصول الى درجة تغيير الواقع الميداني. 2 ـ محاولات توظيف هذا الواقع من قبل مشغلي المسلحين، أيّ الأميركي وأذنابه في المنطقة مثل السعودية وتركيا وقطر وخاصة تركيا، أعني توظيف هذا الواقع الجديد في الميدان لتثبيته كوضع دائم، وذلك من خلال فرض هدنة على الجيش السوري بهدف: - عدم السماح له من الاستفادة من وضع الاستنزاف الذي يعاني منه المسلحون. - حرمان الجيش السوري وحلفائه من الاستفادة من حشودهما واستعداداتهما لشنّ هجوم مضاد. - كسب الوقت لإيجاد إخراج أفضل لخروج جبهة النصرة من ثوب القاعدة وتسويقها بشكل أفضل… وهذا من أولى اهتمامات الدجال أردوغان الآن عبر بوابتي موسكو وطهران… لذلك كله وجب الحذر وعدم الثقة بهذا اللص المراوغ والثعلب المكار، ويجب ألا تمرّ الخطة الأميركية الموكلة إليه… إنهم يريدونها «كامب ديفيد» جديدة تنكس أعلامنا.. فيما نحن نريدها «فتح مكة» ترفرف من خلالها راياتنا على طول المدى في بلاد الشام كلّها. حلب تنتصر والشام إلى العلا.
بعدنا طيّبين قولوا الله. |
||||||||
|