نافذة على الصحافة

تركيا باتت دولة بلا قانون تحكمها تصفية الحسابات


تناولت صحيفة (اللوموند) الفرنسية في افتتاحيتها الأثنين 20 كانون الثاني/ يناير الأزمة الشاملة التي تعصف في تركيا والانحراف التسلطي الذي ينتهجه رجب طيب أردوغان واستخدامه عمليات العزل لتحقيق مصالحه الشخصية حصراً وكيف باتت تركيا دولة بلا قانون يحكمها تصفية الحسابات إضافة الى نشوب حرب خفية داخل الدولة التركية.

وذكرت اللوموند في مقال تحت عنوان "إنها المباراة الزائدة بالنسبة للسيد أردوغان في تركيا، إن الوضع في تركيا سيئ إذ عاد هذا البلد للعيش مع شياطينه القديمة في  الصراعات الخفية على السلطة ومعارك الأجهزة على خلفية الفضائح السياسية المالية".

وتربط (اللوموند) ما يجري في تركيا الآن بالاغتيالات السياسية خارج الأراضي التركية مشيرة بذلك إلى الحرب الخفية داخل تركيا نفسها الجارية الآن والمعلومات الأخيرة حول اغتيال ثلاثة ناشطين أكراد في باريس قبل عام.

وتلفت الصحيفة إلى أن المعلومات الأخيرة تفيد بأن الأجهزة السرية التركية ربما تورطت في اغتيال هؤلاء الناشطين.

وتضيف (اللوموند) "كل شيء ممكن مادام المناخ السائد في أنقرة يتلاءم مع تصفية الحسابات عبر التسريبات المتداخلة إذ قام رئيس الوزراء أردوغان بتغيير مكان عمل مئات رجال الشرطة وعشرات القضاة للرد على تحقيق قضائي يتعلق بقضية فساد وتبييض أموال تمس بعض المقربين منه والهدف هو خنق التحقيق ولكن الخطر هو رؤية موظفي الدولة الغاضبين يوزعون بعض الوثائق الصحيحة أو المزيفة هنا وهناك بهدف زعزعة استقرار رئيس الحكومة".

وتقول الصحيفة الفرنسية "إن الضحية الأولى لهذا الوضع في تركيا هو دولة القانون إذ أن أردوغان يواصل منذ عام 2011 انحرافه التسلطي يوما بعد يوم بشكل يبعث على قلق متزايد وعند ظهور أي صعوبة يتحدث عن مؤامرة من أعدائه في الداخل حتى داخل حزب العدالة والتنمية وأعدائه في الخارج عندما لا يكونون من الأوساط المقربة من إسرائيل."

وتشير الصحيفة إلى إن مفهوم أردوغان للديمقراطية هو أنه يمتلك الدولة بمجرد نجاحه في الانتخابات ولذلك يسمح لنفسه بتطهير الإدارات من أجل تحقيق مصالحه حصرا وعلى الصعيد الداخلي لم يعد يتحمل أي معارضة وهذا ما أظهرته المظاهرات خلال ربيع عام 2013 وعلى الصعيد الخارجي أوصلت السياسة التي يتبعها أردوغان في النهاية إلى أسوأ وضع مع عدد كبير من جيرانها.

وتعتبر (اللوموند) أن نشوة حب الذات التي تصيب أولئك الذين يبقون فترة طويلة جداً في السلطة أصابت أردوغان وتزعزع الاقتصاد التركي وانهارت العملة ويشعر المستثمرون بالحذر ووصل القلق إلى الحليف الأمريكي وبذلك يكون أردوغان على وشك تحطيم الدولة التركية.

وتنصح صحيفة (اللوموند) أردوغان بترك منصبه وتقول "من المفترض أن يعرف أردوغان أن الحياة المهنية الأفضل هي التي لا تستمر إلى الأبد."

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=3797