الإعلام تايم - السفير علاء حلبي قبل تسعة أيام، انتشر تسجيل مصور لـ"الجهادي" السعودي عبد الله المحسيني يُعلن فيه بدء عمليات اقتحام مدينة حلب من محاور عديدة، معتبراً أن "الجيش السوري غير قادرٍ على الاشتباك على عدة جبهات"، تبعه في اليوم التالي تسجيلٌ مصور آخر للمتحدث العسكري باسم حركة "أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر الذي أكد بدوره أن "النظام غير قادر على الاشتباك على أكثر من جبهة بسبب نقص عناصره".
لكن ما حدث بعد ذلك أثبت العكس تماماً، وهو أن المسلحين غير قادرين على العمل على جبهات عدة في آن واحد، ما أفسح المجال للجيش السوري والفصائل المؤازرة له للتقدم على ثلاث جبهات دفعةً واحدة، في ريف حلب الشمالي، وفي ريف اللاذقية الشمالي، وفي عمق الغوطة الشرقية، معقل "جيش الإسلام"، على الرغم من إعلان الفصائل "الجهادية" إطلاق معركة للسيطرة على مدينة حلب بالكامل.
وتقع بلدة حوش نصري على بعد نحو كيلومتر واحد من قرية الريحان المرتفعة، التي يسعى الجيش السوري للسيطرة عليها ضمن عمليته، كما تبعد عن دوما نحو ستة كيلومترات.
ومقابل تقدم الجيش السوري، أعلن "جيش الإسلام" إطلاق عملية عسكرية تستهدف استعادة منطقة المرج شرق الغوطة الشرقية أطلق عليها اسم "ذات الرقاع". وفي وقت ذكرت فيه مواقع معارضة أن مسلحي "جيش الإسلام" سيطروا على بناء ومحطة وقود قرب مطار مرج السلطان، نفى مصدر عسكري ذلك، مؤكداً أن اشتباكات وقعت بالفعل، إلا ان المسلحين لم يحققوا أي تقدم.
وقال مصدر عسكري لـ "السفير" إن "استعادة كنسبا جاءت بعد تمهيد ناري كثيف شارك فيه سلاح الجو السوري ـ الروسي المشترك، حيث تقدمت قوات الجيش السوري عبر محورين، وبسطت سيطرتها على قلعتي شلف وطوبال، قبل أن تتوغل داخل كنسبا".وشـملــت عملـيـات السـيـطرة بالإضافة إلى كنسبا قرى شلف، عين باصور، مرج الزاوية، قبونو، بيت جناورو وطوبال، حيث انسحب مسلحو "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" إلى بداما ومرتفعات كباني.
وفي حلب، لا تزال الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة "ساكنة" من دون تحقيق أي خرق جديد رغم إعلان الفصائل الإسلامية بدء معركة "تحرير كامل مدينة حلب"، فيما كثفت الطائرات الحربية السورية والروسية الغارات على مواقع المسلحين، بالتزامن مع استمرار رصد الثغرة التي فتحها المسلحون من منطقة الراموسة نحو أحياء حلب الشرقية.
ورغم حالة الثبات على جبهات ريفي حلب الغربي والجنوبي، إلا أن قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تتابع عمليات الحشد للقوات لبدء عملية عسكرية لسد "ثغرة الراموسة" بعد انتهاء عمليات القصف التمهيدي.
وفي هذا السياق، يشير مصدر عسكري إلى أن قوات الجيش السوري ستعمل ضمن خطة تستوعب عمليات الهجوم المتوالية التي تتبعها الفصائل المسلحة عبر إرسال مجموعات "انغماسية" صغيرة إلى عدة جبهات في وقت واحد، وذلك عن طريق تأمين خط فصل ناري دائم بين مواقع سيطرة الجيش السوري ومناطق سيطرة المسلحين، بالإضافة إلى فتح عدة جبهات في آن معا، بينها التوغل في الريف الجنوبي، الأمر الذي من شأنه أن يعيد التوازن إلى مدينة حلب، وفق المصدر. |
||||||||
|