تحقيقات وتقارير

للجوارب أيضاً حكاية.. ارتفاع أسعارها لايطاق


الإعلام تايم _لبانة علي

 

"يلي اخترع موضة البنطلون المشقوق والكنزات يلي متل الشرايط لو يعملها موضة عالجرابات كمان لنص العالم تكيف لأنو غالبية الناس عندون درج كامل منها ...!"

 

الجوارب تعتبر من السلع الأساسية حيث يرتديها الناس مثلها مثل الملابس، ولها أنواع فمنها (الرياضي ، والرجالي، والنسائي ..) وهناك أنواع لفصل الشتاء وأخرى لفصل الصيف، فلا أحد يستطيع أن يتجاهلها رغم صغرها ونسيان البعض لها فهي تحمي من برد الشتاء وحر الصيف، وموجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها البلد .. طالت "الجوارب" أيضاً.

"خياطة الجوارب" بات أمراً اعتيادياً لدى أغلب السوريين، وذلك في ظل ارتفاع أسعارها في أسواقنا المحلية لأضعاف كثيرة مقارنة مع ما قبل الأزمة، فسعرها بات (يكسر الخاطر) رغم تدني جودتها.

و خلال جولة لـ" الإعلام تايم" على بعض أسواق دمشق، تم لمس الارتفاع الهائل الذي بدا واضحاً في أسعار الجوارب حيث وصل سعر الجراب القطن الواحد 600 ل.س بعد أن كانت 75 ل.س ووصل سعر الجراب النسائي 500 ل.س بعد أن كان 45ل.س كذلك حال الكولونات فوصل سعرها لـ 800 ل.س بينما كانت 50 ل.س ويزداد سعرها كلما زاد حجم القياس فسعر لـــ 'small' أقل من سعر 'large' وهكذا ...

" محمد" عسكري شرح لنا معاناته "أنا لا أستطيع أن أرتدي البوط العسكري من دون الجوارب، وفي ظل الغلاء الذي نعيشه أصبحت أخيط جواربي فهي تتلف بسرعة بسبب تدني "نوعية الجودة" ولم يعد عندي القدرة على شراء الجديد كلما اهترئ، بينما كنت اشتري في كل شهر جراب جديد وأتلف القديم ".

وعند سؤالنا صاحب معمل لصناعة الجوارب الولادية و الرجالية في ريف دمشق "أبو مالك" عن سبب تراجع الجودة وارتفاع الأسعار قال:" إن جودة إنتاج الجوارب انخفضت مقارنة مع جودتها ما قبل الأزمة السورية، فلو أراد المصنع أن يقوم بصناعة نفس الجوارب التي كان يصنعها قبل الأزمة فإنها ستكلفه 10 أضعاف تكلفتها حالياً، وبالتالي ارتفاع سعر الجوارب بشكل كبير بحيث لا يستطيع المستهلك شرائها، فهو مضطر لخفض جودة الجوارب لكي تتلاءم وقدرة المستهلك الشرائية.

كما نوه صاحب المعمل أن حجم إنتاج الجوارب انخفض لعدة أسباب أهمها انخفاض عدد المعامل الخاصة بصناعة الجوارب نتيجة تعرضها للتدمير، بالإضافة إلى هجرة الكثير من اليد العاملة الخبيرة وانتقال الكثير من المعامل إلى الدول المجاورة وخاصة تركيا ولبنان، حيث انتعشت صناعة الجوارب السورية في تلك البلدان بل وأصبحت منافسة بشكل كبير.

وأضاف.. أيضاً ارتفاع أسعار المشتقات النفطية مؤخراً أثر بشكل كبير على الصناعة ومنها صناعة الجوارب حيث ارتفعت التكاليف بمقدار 100 ليرة على كل دزينة بالنسبة للمعمل وربما ضعف المبلغ بالنسبة لبائع الجملة وربما ضعفي المبلغ بالنسبة لبائع المفرق، حيث أن انقطاع التيار الكهربائي يجعلنا مجبرين على تشغيل المولدات العاملة على المازوت، بالإضافة إلى تكاليف الشحن والنقل والتي ارتفعت للضعف، وصعوبة الحصول على المواد الأولية وخاصة الخيوط، مشيرا إلى أنه يتم شراء الخيوط القطنية محليا، ولكن بنفس الوقت لا تجد طلبك بشكل دائم وبالكميات المطلوبة، عدا عن ارتفاع أسعارها 5 أضعاف عما كانت عليه سابقا، أيضا هناك خيوط البوليستر الوطني ولكنه  أيضا لا تغطي الحاجة المحلية، أما الأنواع الأخرى من الخيوط فهي لا تتوفر محليا مما يدفع المصنع لاستيرادها وهنا يلعب سعر الصرف دورا كبيرا في تحديد تكاليف الإنتاج، فمعظم الخيوط لدينا مستوردة من الصين والهند، عدا عن أن العديد من المصانع باتت تستأجر أماكن لكي تعمل، في حين كانت قبل الأزمة تصنع في مكان تملكه، لافتا إلى أنه في حال مقارنة الأسعار ما قبل الأزمة وحاليا، فقد كان سعر دزينة الجوارب الرجالي قبل الأزمة 180 ليرة سورية أما الآن فهي 1100 ليرة، من النوع الوسط.

 

فهل يتغير حجم الطلب على الجوارب في ظل ارتفاع الأسعار ولجوء المستهلك "لخياطة جواربه" كمنعكس مباشر لارتفاع أسعارها ..؟ وهل تتراجع الحكومة الجديدة عن رفع سعر المازوت لما له من أثر كبير على الصناعة بشكل عام... وارتفاع الأسعار بشكل خاص ..!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=37946