الحدث السياسي

الأسد : خسارة معركتنا ضد الإرهابيين ستؤدي إلى فوضى في كل الشرق الأوسط


قال السيد الرئيس في في مقابلة حصرية مع وكالة (فرانس برس) أجريت معه الأحد في قصر الشعب في دمشق:"أن فرص ترشحه الى ولاية رئاسية جديدة في حزيران المقبل "فرص كبيرة"، مستبعدا القبول برئيس حكومة جديدة من معارضة الخارج، وذلك قبل يومين من مؤتمر (جنيف2).
وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال عن احتمال ترشحه لولاية رئاسية جديدة، "بالنسبة الي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب، أما بالنسبة الى الرأي العام السوري، إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام ورأي عام يرغب بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة".
وتابع "بالمختصر، نستطيع أن نقول بأن فرص الترشح هي فرص كبيرة".
ورداً على سؤال عما اذا كان يوافق على تعيين رئيس حكومة ووزراء من المعارضة الموجودة خارج سورية في حكومة انتقالية، اعتبر الرئيس الاسد أن لا صفة تمثيلية لهذه المعارضة وأنها "من صنع" أجهزة مخابرات اجنبية.
وقال "الكل يعرف الآن بأن بعض هذه الأطراف التي قد تجلس معنا لم تكن موجودة بل وجدت خلال الأزمة من خلال أجهزة المخابرات الاجنبية سواء في قطر أو في السعودية، أو في فرنسا أو في الولايات المتحدة ودول غيرها، عندما أجلس مع هؤلاء فأنا أفاوض تلك الدول. فهل من المعقول أن تكون فرنسا جزءاً من الحل السوري، أو قطر أو أميركا أو السعودية أو تركيا مثلاً؟ هذا الكلام غير منطقي".
وأشار  الرئيس الأسد الى وجود "قوى أخرى معارضة سورية لديها أجندة وطنية، يمكن أن نفاوضها  حول ما هي الرؤية لمستقبل سورية، ويمكن لهذه القوى أن تشارك معنا في إدارة الدولة السورية".
وأضاف "من حيث المبدأ، المشاركة نحن معها، وهي شيء جيد"، لكن "كل واحد من هؤلاء يمثل الدولة التي صنعته، ومشاركة هؤلاء تعني مشاركة هذه الدول في الحكومة السورية!".
وتابع الرئيس ساخراً "لنفترض بأننا وافقنا على مشاركة هؤلاء (معارضو الخارج) في الحكومة، هل يجرؤون على المجيء إلى سورية؟  إنهم لا يجرؤون. كانوا يتحدثون في العام الماضي أنهم يسيطرون على 70 في المئة من سورية، ولكنهم لا يجرؤون على المجيء إلى الـ70 في المئة التي حرروها كما يدعون. فهم يأتون إلى الحدود لمدة نصف ساعة ومن ثم يهربون من سورية، فكيف يمكن أن يكونوا وزراء في الحكومة؟".
وخلص الى أن "هذه الطروحات غير واقعية على الإطلاق، نستطيع أن نتحدث عنها بصيغة النكتة أو المزاح".
وعما هو منتظر من مؤتمر (جنيف2)، قال الرئيس الأسد "الشيء البديهي الذي نتحدث عنه بشكل مستمر هو أن يخرج مؤتمر جنيف بنتائج واضحة تتعلق بمكافحة الإرهاب في سورية، وخصوصا الضغط على الدول التي تقوم بتصدير الإرهاب عبر إرسال الإرهابيين والمال والسلاح الى المنظمات الإرهابية، لا سيما السعودية وتركيا، وطبعاً الدول الغربية التي تقوم بالتغطية السياسية لهذه المنظمات".
وقال "هذا هو القرار الأهم أو النتيجة الأهم التي يمكن لمؤتمر جنيف أن يخرج بها"، معتبراً ان "أي نتيجة سياسية تخرج من دون مكافحة الإرهاب ليس لها أي قيمة".
وأشار الأسد الى أن سورية  تخوض معركة ضد الارهاب "لا نستطيع أن نتحدث عن الانتصار" فيها "قبل أن نقضي على الإرهابيين".
وأوضح أن "ما خطط له في البدايات وهو إسقاط الدولة السورية خلال أسابيع أو خلال أشهر هذه المرحلة بكل تأكيد فشلت وانتصر فيها الشعب السوري.. ولكن هناك مرحلة أخرى من المعركة وهي مكافحة الإرهاب، وهذه المرحلة نعيشها اليوم بشكل يومي، ولم تنته بعد".
وقال الرئيس الاسد "نستطيع أن نقول بأننا في هذه المرحلة نحقق تقدماً.. نحن نسير إلى الأمام ولكن هذا لا يعني بأن النصر قريب، هذا النوع من المعارك معقد.. ليس سهلاً.. وبحاجة لزمن طويل".
وأضاف "في أي معركة، احتمالات الخسارة والربح واردة دائماً، ولكن عندما تدافع عن بلدك، فمن البديهي أن تضع احتمالاً وحيداً هو احتمال الربح، لأن خسارة سورية لهذه المعركة تعني فوضى في كل منطقة الشرق الأوسط".
وكرر القول أن ما يجري في سورية "ليست ثورة شعبية كما كان يُصور في الإعلام الغربي، بأنها قضية ثورة شعبية ضد نظام يقمع الشعب وثورة من أجل الديمقراطية والحرية. كل هذه الأكاذيب الآن أصبحت واضحة للناس.. لا يمكن لثورة أن تستمر ثلاث سنوات وتكون شعبية وتفشل".
ورفض الرئيس الاسد التمييز بين مقاتلين معتدلين ومتطرفين في المعارضة، قائلاً "لا توجد فئتان اليوم . نحن أمام جهة واحدة هي القوى المتطرفة. بالمختصر، نحن نقاتل طرفاً واحداً هو المنظمات الإرهابية المتطرفة بغض النظر عن تسميات الاعلام الغربي".
وقال الرئيس الأسد مشاركة حزب الله اللبناني في القتال في سورية، بدخول "العشرات من الجنسيات من خارج سورية" للقتال فيها، مشيراً الى أن أصحاب هذه الجنسيات "قاموا بالاعتداء على المدنيين في لبنان وخصوصاً على الحدود السورية وعلى حزب الله"، إلا أنه أشار الى ان "خروج كل من هو غير سوري خارج سورية" هو "أحد عناصر الحل".
وأوضح أن ذلك سيكون من ضمن "سلّة متكاملة تهدف إلى خروج المقاتلين وتسليم كل المسلحين -حتى السوريين منهم- سلاحهم الى الدولة السورية".
وعما اذا كان الوضع الأمني سيسمح باجراء الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، قال الرئيس الاسد "الطرق بين المناطق مفتوحة، وكل الناس تستطيع أن تتحرك ، فيستطيع الأشخاص الذين يتواجدون في مناطق ساخنة أن يأتوا إلى المناطق المجاورة القريبة ويقوموا بعملية الانتخاب".
وأضاف الرئيس  "يكون هناك صعوبات، ولكنها ليست عملية مستحيلة".
ورداً على سؤال حول اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان موجهة الى الحكومة السورية من منظمات دولية، قال الرئيس الأسد "أي منطق ذاك الذي يقول بأن الدولة السورية تقتل شعبها؟  هذا الكلام غير منطقي"، مضيفاً "هذه المنظمات لا توجد لديها وثيقة واحدة تثبت بأن الحكومة السورية قامت بارتكاب مجزرة ضد المدنيين في أي مكان منذ بداية الأزمة حتى اليوم".
وتتهم منظمات غير حكومية النظام ومقاتلي المعارضة بانتهاكات عديدة قد ترقى الى "جرائم حرب".
وقال الرئيس الأسد أن "الجيش لا يقوم بقصف مناطق، الجيش يضرب الأماكن التي يوجد فيها الإرهابيون. أما بالنسبة الى سقوط المدنيين ضحايا، فهذا للأسف يحصل في كل الحروب.. لا يمكن أن يكون هناك حروب نظيفة لا يسقط فيها ضحايا من الأبرياء المدنيين. لذلك الحل هو في إيقاف الحرب، لا يوجد أي حل آخر".
على صعيد آخر، تحدث السيد الرئيس عن فرنسا، متهماً اياها بالتحول الى "دولة تابعة" لقطر والسعودية بسبب "البترودولار".
وقال أن من الجوانب التي لم يتمكن من فهمها خلال الحرب الممتدة منذ حوالى ثلاث سنوات في بلاده "تأثير البترودولار على تغيير الأدوار على الساحة الدولية. فمثلاً تتحول قطر، الدولة الهامشية، إلى دولة عظمى، وتتحول فرنسا إلى دولة تابعة لقطر تنفذ السياسة القطرية. وهذا ما نراه الآن بين فرنسا والسعودية".
كما اتهم فرنسا بتنفيذ السياسات الأميركية، مضيفاً "لا أعتقد ان فرنسا سيكون لها دور بالقريب العاجل (في سوريا والمنطقة) حتى تبدل سياساتها بشكل كُلي وبشكل جذري وحتى تكون دولة مستقلة بسياساتها".
وأضاف أن ما يحصل في المحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري، "مسيس" و"يهدف الى الضغط على حزب الله" الذي يقاتل الى جانب قوات النظام في سورية.
وقال الرئيس الأسد  بعد أيام على بدء جلسات المحاكمة في لايدسندام قرب لاهاي "نحن نتحدث عن تسع سنوات من عمر هذه المحاكمة.. هل كانت عادلة؟ كل مرة كانوا يتهمون طرفاً لأسباب سياسية. حتى في الأيام القليلة الماضية لم نر أي دليل حسي قُدّم حول الجهات التي تورطت في هذه القضية".
كما تساءل الأسد "ما هو سر هذا التوقيت؟ عمر هذه المحاكمة تسع سنوات.. هل ما قدم منذ أيام كُشف فقط في هذه المرحلة؟".
  وقال الرئيس الاسد "أعتقد ان كل ما يحصل هو مسيّس وهدفه الضغط على حزب الله في لبنان، كما كان في البداية هدفه الضغط على سوريا بعد اغتيال الحريري مباشرة.
.
وأكد السيد الرئيس الذي يعيش في دمشق مع زوجته وأولاده الثلاثة انه لم يفكر يوماً بـ "الهروب" من سورية.
وقال أن كل السيناريوهات التي وضعها منذ بداية الأزمة في منتصف آذار 2011 "هي سيناريوهات حول الدفاع عن الوطن وليس حول الهروب.. لا يوجد خيار للهروب في مثل هذه الحالات، يجب أن أكون في مقدمة المدافعين عن هذا الوطن".
واستمرت المقابلة التي أجريت في مكتبة قصر الشعب 45 دقيقة، و كما اتيح لمصور (فرانس برس) التقاط الصور خلال الحوار. في مقابلة حصرية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=3794