حوارات ولقاءات

ماجدي البسيوني.. تلون "النصرة" تدوير للارهاب !!؟؟


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 


الإرهاب لا مبرر له تحت كل الظروف وبغض النظر عن كل الدوافع المزعومة يجب أن يُدان دون تحفظ.. سورية التي خرجت منها  أول دعوة للمجتمع الدولي لتعريف ومكافحة الارهاب "1986".. ولأن الزمن الذي يمر دون إجراءات حقيقية سوف يتيح ذلك للإرهابيين توسيع انتشارهم نحو العالم.. وحدت الجهود ضمن جبهة واحدة في مواجهة الحرب الارهابية عليها، وفي سعي منها لتكثيف الجهود لمكافحة الارهاب، انبثقت منها اللجنة  الدولية لمواجهة الإرهاب التكفيري عبر مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في آب 2015
عن هذا ودور الاعلام في مواجهة الارهاب ومحاور أخرى حدثنا الكاتب و الصحفي ماجدي البسيوني رئيس تحرير جريدة العربي عضو اللجنة المنبثقة عن المؤتمر الدولي بمكافحة الارهاب.


بداية.. قال البسيوني: "إن ما يحدث في سورية ومصر و اليمن و العراق و البحرين و كافة أنحاء العالم من ارهاب ليس بحاجة إلى مؤتمرات و لجان بقدر ما نحن بحاجة إلى إعلام يوصل للمتلقي رسائل وطنية عبر كل الأطر الإعلامية بصدق فيما يحدث على الارض"، فالجندي في الميدان عندما يطلق النار يصيب مجموعة من الاعداء أما الاعلام عندما يطلق رسائله فهو يصل إلى العالم أجمع، مشيراً أنه لابد أن يكون هناك تناغماً بين الجيش و الاعلام لإيصال الصورة الحقيقية لما يجري،  فالاعلام الغربي على سبيل المثال في أي حادثة كانت لديه أساليب لحث الشعب و توجيهه إلى الجهة التي يريدها مؤكداً أن للإعلام الدور الأول في إيصال صورة الارهاب الحقيقية.


وعن حقيقة ما يجري في الميدان السوري وردة الفعل الاميركية من بدء معركة  تحرير حلب بيّن البسيوني أن المشروع الأميركي الصهيوني في سورية سقط في حلب، هذا المشروع الذي استعدوا إليه بإنشاء الكيان الوهابي لنهب ثروات هائلة سواء أكانت أرضية أو استراتيجية فحلب التي  صمدت على مدى 5 سنوات كان يُراد منها إعادة انتاج بنية الهوية السورية، بما يحرفها عن مواقفها القومية والعروبية.


وتابع.. أن المتغيّرات التي حصلت وعصفت بالمنطقة بعد الانقلاب الفاشل في تركيا والذي أسماه بالحالة "الرفضوية الفوضوية" وما تبعه من دخول لتركيا في حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي و قيام أردوغان بإحكام قبضته على تركيا من خلال أخونة الدولة والحكومة والمؤسسات وتصفية كل القوى المعارضة التي كشفت فساده عبر إعادة هيكلة الجيش والقضاء والإعلام والتعليم لضمان الولاء لسلطانيته.. بددت أحلامه إلى الأبد بإعادة بعث الخلافة التركية على حساب الدم العربي وبالتحديد الدم والجغرافيا السورية والتي كان الرهان أن تكون حلب ساحتها الرئيسية.


لذلك كان الانسحاب الأردوغاني الممول مالياً وعسكرياً وبشرياً والمشرف والمخطط لكل ما يتصل بجرائم الإرهابيين وأنشطتهم في حلب و السارق و الناهب لثرواتها و مصانعها إلى الداخل، حيث كنا نلحظ التطورات الحاصلة في تركيا في سياستها الخارجية من خلال المصالحة مع روسيا والاعتذار عن إسقاط السوخوي الروسية العام الماضي، فالمشروع الأردوغاني في حلب سقط والآن السلطان العثماني منكفئ على نفسه، لافتاً أن العامل الحاسم في تحقيق النصر في حلب وتحريرها هو الإرادة والتصميم للجيش العربي السوري العقائدي وصمود الشعب والتفافه حول جيشه وقيادته رغم الحصار و الجوع و الفقر و الدمار، مشيداً بالعملية الانسانية في مدينة حلب  بالتنسيق مع روسيا لحل الوضع الإنساني الصعب وإنهاء معاناة سكانها والتي شملت 3 ممرات لخروج المدنيين الراغبين في مغادرة المدينة وإنشاء ممر آخر لخروج المسلحين الراغبين في إلقاء السلاح.


إن تداعيات الانتصار في حلب أعاد صياغة المعادلات والتحالفات والتوازنات الإقليمية والدولية، التي جهدت أميركا ومعها الأدوات التنفيذية من مشيخات النفط  والمعارضات "الفندقية" لكي تحوّل سورية إلى دولة مقسمة، و كان أول تلك التداعيات التنكّر وراء أقنعة وأسماء إرهابية وتكفيرية جديدة لتتحول "النصرة" إلى "فتح الشام"."
وفي هذا المحور أوضح البسيوني أن "جبهة النصرة" الخارجة من وعاء الوهابية وبطن القاعدة  سارعت إلى تغيير جلدها بالاسم الجديد "فتح الشام" ما يعني بأن هناك مشروعاً خبيثاً جديداً تخطط له أميركا وحلفائها فبعد خسارة جبهة الشمال وحلب يأتي الآن الدور لكي توكل مهمة جديدة لهذه الجماعة بالعنوان والمسمى الجديد لإعادة تدوير إرهابيي القاعدة، وربما سوف ينسحب ذلك قريباً على مجموعات أخرى والدليل قول الإدارة الأميركية بأنها ستراقب سلوك ومدى التغيير في الممارسات، مبيناً أنه سواء غيرت اسمها أم لم تغير فكل من يسفك دم هو إرهابي وهذا لن يلغي أدراجها من قائمة الإرهاب.


وختم البسيوتي أن ما حصل في حلب كان هدية للجيش العربي السوري في عيده الذي استطاع أن يكون حجر عثرة في طريق استكمال أمريكا وحلفائها لمشروعها في المنطقة والعالم فالمواطن السوري والجيش هو من صنع النصر، منوهاً أن الارهاب سوف يرد على كل من تقاعس بالقضاء عليه ولو بعد حين...
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=37777