وجهات نظر

سيارة "كافرة" في أرض الخلافة

طارق ابراهيم


الاعلام تايم_طارق ابراهيم


روى أحد الرواة يا سادة يا كرام.. أن سيارة ملعونة دخلت بغير قصد أرضاً بعيدة عن الشام.. "منطقة محررة" كما يُطلق عليها طالبو حرية "النكاح"من أبناء "وهاب" و"صهيون" في مهد الحضارة والارض التي بارك حولها الرحمن.


سيارة ضلت طريقها فكانت صيداً ثميناً لأولئك الذين ادّعوا النبوة، بل و أكثر ادّعوا الالوهية، فصاروا يطلقون أحكامهم ويحاسبون الناس على أفعالهم بفتاوى وحدود لم نشهد لها وجوداً منذ ولادة التشريع الإسلامي قبل أربعة عشر قرناً،  ومع أن ديننا فيه الكثير من الشواهد أنه دين الرحمة والتسامح.. انتفض أحفاد أبي جهل وأبي لهب يثأرون.. وأي ثأر.. لقد استطاعوا بفضل جهودهم "الجبارة" أن يقنعوا البشر في أقاصي الارض أن وجود الارهاب متلازم بوجود "الدين المحمدي" أينما حلّ.. خالفوا الشرع الآلهي.. فالله يأمرهم "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .. وجادلهم بالتي هي أحسن".. ويردون بقطع اليد والرأس والتمثيل بالموتى والاحياء و تقطيع الايدي والارجل من خلاف..


قصة ليست من نسج الخيال.. واقعة رواها من عاصرها واستفاض.. يقولون إنها سيارة كافرة.. فيها رجل وامرأة وطفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها.. ضلّوا الطريق.. بصوت عالٍ إنهم كفار صليبيون .. ممنوع الاقتراب واللمس .. قبل التطهير.. ولا يكون ذلك الا بالدفن بالتراب لسبعة أيام.. لم يكن بحسبان تلك العائلة أن أرضاً قبل سنوات كانوا يجوبونها مجيئا وذهابا ومتى شاؤوا وكلهم ثقة أن شيئاً لن يعكر صفوهم.. ستلقى هذا المصير.. واي مصير إنه "الوأد".


وحدث ما حدث ودفنت السيارة في التراب.. ثم شاءت الاقدار أن تنجو السيارة ومن بداخلها من أيدي أبو قتادة الداعشي.. لتصبح  ملكاً لـ "أبو البراء" و"أبو المغيرة" من أتباع قائد "جبهتي "فتح الشام" أو "النصرة".. ليس مهما الاسم المهم أن الفتاوى العنيفة والقلوب المنهوشة والانتحاريين والرؤوس المشوية والمتفجرات والسبايا و"جهاد النكاح" هي رد واضح لمن أراد أن يكون "الطيب" الجولاني "إرهابيا معتدلا" هذه الايام..


وغنم أولئك الاتباع السيارة قبل إزهاق روحها..  ولكن حزنا عميقاً خيم على الوجوه لما آلت إليه حال السيارة وأصحابها المدفونين فيها.. ليس على الذين ماتوا إنما خوفاً على أن تكون الغنيمة الجديدة قد تعطلت أو تغيرت مواصفاتها.. وبالفعل أزيل التراب ونجحت الخطة وتم دفن الجثث.. وأصبحت السيارة ملكا مستحقا للسارق الوارث عن سارق .. للص يرث عن لص .. للإرهابي الوارث عن إرهابي..


لا مجال لسرد الشواهد والأدلة التي تدحض وتدفن كل حروفكم المصهينة وتأويلاتكم الابليسية وحدودكم الوهابية ولكن سنذكركم!!..ما تقولون في؟؟؟.. "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".. "لا إكراه في الدين".. "أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين".. "إنّ إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم".. "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. هذا تشريعنا الذي لن تستطيعوا أن تشوهوه وتحرفوه فهو محفوظ رغما عن أنوفكم.. ماذا تقولون لمن أعطانا درسا في السماحة والعفو عند المقدرة والذي قال قولته المشهورة لمن وقفوا في وجه دعوته وحاولوا قتله في كل مناسبة وفرصة.. "اذهبوا فأنتم الطلقاء".. وتدّعون تمثيله.. قريب هو اليوم الذي سيقول لكم فيه "بعداً بعداً" لأنه لم يدر ما أحدثتم بعده..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=37742