وجهات نظر

الأردن يتابع بدقة: تزامن "ذوبان" جبهة النصرة مع إعلان وزير الدفاع كارتر لـ "حرب" محتملة في جنوب سورية..

فرح مرقه



الإعلام تايم - الرأي اليوم


تواظب عمان على الصمت منذ إعلان وزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر جبهتها الشمالية ساحة معركة محتملة، في أسلوب قرر المحللون أن يصنفوه تحت بند "الصمت التكتيكي" والهادف للتروي وعدم قطف ثمار "غير ناضجة بعد".

 

الأردن لديه تصور أصلاً عن كون إعلان "الحرب" على جبهته الشمالية قد لا يتم، الأمر الذي يعتبر بالنسبة له سيان، فالجبهة الجنوبية في سورية والشمالية للأردن هي أصلاً تحت المراقبة ومعرضة بأي لحظة للتحول لميدان عسكري حقيقي.

 

في المقابل يقدّر الجانب الأمريكي بالطبع الدبلوماسية الأردنية، ويترك لها إعلاناً كالذي نقلته يومية الغد عن دراسة إيجاد غرفة تنسيق عملياتي في العاصمة عمان بين الأمريكان والروس، في سياق"مراحل" الحرب المقبلة على الإرهاب، والتي بالنسبة لعمان تعنيها أكثر من أي شيء أخر كون أولى مراحلها الجبهة الجنوبية السورية.

 

يشكك في السياق محللون بإمكانية وجود غرفة كالمذكورة في الأردن، معتبرين أن الجانب الأمريكي يفضل بالاحتفاظ بورقة "عمان" له وحده بعدما تجمدت التنسيقات السابقة بين عمان وموسكو.
بالنسبة للأردن فجبهته الشمالية (المقابلة للجبهة الجنوبية السورية) أصلاً جاهزة لأي عمليات منذ مدة، وقواعد انطلاق ضربات التحالف الدولي بالقيادة الأمريكية متوافرة على الحدود المذكورة، ومن هنا لم تتدخل عمان بالتصريح الأمريكي كونه يتماشى تماماً مع كل إجراءاتها السابقة سواء إغلاق الحدود أو حتى إعلان أنها ستتعامل بنهج الحرب مع أي محاولة اقتراب، وهو ما تم فعلا عدة مرات.

 

إعلان الحدود منطقة حرب جاء عقب هجوم الركبان، والذي انتهزت عمان فرصة حصوله للشكوى للجانب الامريكي مجدداً من عدم التنسيق الروسي معها، الأمر الذي طرحه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على نظيره في روسيا، ومن هنا على ما يبدو بدأ الحديث عن غرفة تنسيق تتمركز في الاردن.

 

بالمقابل، ينظر الجميع للحدود الشمالية باعتبارها أكثر المناطق تضرراً في الأردن منذ ازدادت وتيرة ضربات التحالف، إذ باتت الحدود الأردنية الأكثر عرضة لهجمات الجماعات المتطرفة الهاربة من أوكارها، وهنا تتخذ غرف عمليات الأردن من هجوم الركبان نموذجاً حقيقياً على ذلك.


من هذه النقطة تحديداً تشتكي عمان منذ مدة غياب التنسيق الروسي معها خصوصاً وطائراتها وراداراتها تتعرض للكثير من التشويش الروسي، حتى على الحدود الجنوبية الأمر الذي كان يعرقل تطبيق قواعد الاشتباك بصورة اوتوماتيكية.

 

اليوم، وبالإعلان الأمريكي على لسان كارتر أن التحالف قد يهاجم تنظيم الدولة "داعش" من الجنوب، يعني أن الأردن سيغدو بكل الأحوال مركزاً لخروج هذه العمليات من جهة، والأهم أن العمليات المذكورة ستطهر له "فلول" الإرهابيين الذين قد يتجهوا له بكل الأحوال باعتباره مكاناً قد يهربوا منه.


في الأثناء، يتابع الأردن بدقة تزامن الإعلان المذكور مع ما يسميه خبير مطلع بـ "ذوبان" جبهة النصرة، الأمر الذي لا يعتقد أنه جاء في سياق عبثي ودون تنسيق مع الأمريكيين على الاقل، والذين اليوم باتوا بحاجة "مظلة" جامعة غير موسومة بالإرهاب الفعلي لتجمع المعارضة السورية بعد انتهاء جيش سورية الجديد على الأرض عملياً وفشله في استقطاب الفصائل المعارضة.

 

يتقاطع هذا التحليل مع تحليل نشرته صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية الجمعة تحدث عن كون جبهة النصرة وبعد انعزاله عن القاعدة سيشكل اللواء الجامع للمعارضة المعتدلة في سورية، ورغم أن ذلك يريح الجانب الأمريكي والأردني، لكون الجبهة في المراحل السابقة كانت تنسق أمن الحدود مع المملكة ولم يتعرض عناصرها للأردن، إلا أنه يزيد من احتمالية الاستهداف العلني الروسي لأفراد "المعارضة" بحجة وجود الأعضاء المنحلين من "النصرة" الإرهابي ، والذين يحملون اليوم اسم "جبهة فتح الشام"الإرهابي .

 

قيمة إضافية تستفيدها عمان في السياق تتمثل بالتنسيق الأمريكي الروسي، الأمر الذي يعني أن العاصمة الأردنية ما عادت مضطرة لملاحقة الجانبين للتنسيق على حدودها، خصوصاً وهي تحسم موقفها بين الخيارين باختيار الحليف الأمريكي.


بكل الأحوال، لا تزال الحرب المنطلقة من الشمال الأردني في ظرف الاحتمال، كما أنها قد لا تحصل وقد يستمر التحالف بطلعاته الجوية فقط، خصوصاً وروسيا تبدي بعض التعنت في الأهداف التي تضربها، الأمر الذي يبدو أن عمان تراقبه وتتابعه دون رغبة في التدخل بمرحلة التنسيق والترتيب على اعتبار أن حليفها الأمريكي يقوم بالمهمة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=37644