نافذة عالمية

مسؤولون ألمان يشككون في مقترحات اوباما لتخفيف برامج التجسس


أصر مسؤولون ألمان على ضرورة مواصلة الضغط من أجل توقيع اتفاق "لا للتجسس" مع الولايات المتحدة في رد فعل على مقترحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول التخفيف من برامج التجسس أمس السبت 18 كانون الثاني وذلك بعد فضيحة التنصت التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الأميركية على حكومات العالم بما فيها ألمانيا .. والتي كشفها الموظف السابق لدى جهاز الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن العام الماضي.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير العدل الألماني الاشتراكي الديمقراطي "هيكو ماس" قوله لصحيفة (بيلد ام سونتاغ) الألمانية الصادرة يوم الأحد "ان مشاريع أوباما خطوة أولى"، مضيفا "ان ثقة ألمانيا في شريكها الأميركي لن تعود إلا حين نوقع اتفاقا يحمي بشكل قانوني ملزم بيانات المواطنين كافة".

بدوره اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتغن في مقابلة مع صحيفة (تاغشبيغل)  "أن إعلان أوباما هو إعلان تقني ولا يستجيب للأسف للمشكلة الحقيقية" مشيراً إلى اختلافات عبر الأطلسي فيما يتعلق بالنظرة إلى الحرية والأمن.

من جهته قال فولفغانغ بوسباك رئيس لجنة البرلمان الألماني للشؤون الداخلية أن "شيئاً لن يتغير في ممارسات التجسس الأميركية" معرباً عن خشيته من مواصلة الأميركيين لجمع البيانات بما فيها عن الحلفاء.

وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أعلن في وقت سابق أن حكومته سوف تحلل خطاب أوباما بالضبط.

وكان أوباما قال أمس السبت في مقابلة مع محطة التلفزيون الألمانية العامة (زد دي اف) إن "وكالات المخابرات الأميركية مثل الوكالات الألمانية وكل الوكالات الأخرى ستواصل الاهتمام بنوايا الحكومات في العالم وهذا الأمر لن يتغير" معتبراً أن عملية جمع البيانات من قبل المخابرات الأميركية "تصب في خدمة أهدافنا الدبلوماسية والسياسية".

وفي محاولة لاحتواء الغضب الألماني رأى أوباما أنه على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ألا تقلق في هذا المجال معترفا بشكل ضمني أن المخابرات الأميركية تنصتت على أحد هواتف ميركل النقالة ما أثار فضيحة في ألمانيا متحدثاً في الوقت ذاته عن علاقات الصداقة والثقة التي تجمع البلدين.

ومن المتوقع أن يبحث مسؤولون ألمان وأميركيون عمليات التجسس الواسعة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركي أثناء الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى ألمانيا في وقت لاحق الشهر الجاري.

وطلبت ألمانيا في وقت سابق من الولايات المتحدة عقد اتفاقية عدم التجسس بين البلدين من أجل وضع حد لتنصت وكالة الأمن القومي الأميركي على السياسيين والمدنيين ورجال الأعمال في البلدين لكن الأمل في عقد مثل هذه الاتفاقية تبدد بعد أن رفضت واشنطن الكشف عن الوسائل التي أعتمدتها للتنصت على هاتف ميركل.

وكانت تقارير سابقة كشفت أن الرئيس الأميركي أوباما كان على علم بقيام وكالة الأمن القومي بالتنصت على مكالمات ميركل منذ عام 2010 ما أثار جدلا واسعا وتوترا في العلاقات بين البلدين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=3756