الاعلام تايم_لمى محمود

"العداد مو معدل"... "ما بتوفي معي" ... "لوين مشوارك"... عبارات اعتاد المواطن السوري سماعها من سائقي "تاكسي" الأجرة، ولامجال للاحتجاج أو التذمر من المواطن، إما أن يرضخ لاستغلالهم، ويدفع لهم الأجرة التي يطلبونها، حسب مزاجهم وطبيعة المكان الذي يقصده، أو يبقى واقفاً مكانه في انتظار قدرة إلهية، ومعجزة سماوية، في وقت ما عاد يشهد المعجزات.

أزمة كثر الحديث فيها إلا أنها لا تزال حتى الآن قائمة دون رقيب ولا حسيب، فمخالفات وفوضى سيارات الأجرة تعم .. تراوح في مكانها ليبدأ طمع واستغلال الأغلبية من سائقي "التاكسي" .

عبر العديد من المواطنين ممن يستخدمون سيارات "التاكسي"، لموقع " الإعلام تايم" عن استيائهم من سائقي سيارات الأجرة باستغلالهم المبالغ فيه بطلب أجرة أكثر من المقررة في العداد دون أي مبرر... تقول حنان سلامة "أوقفت "التاكسي" ليقلني من اوتستراد المزة بدمشق إلى ساحة الأمويين فطلب السائق 500ل.س بالرغم من أن المشوار بسيط جدا واعتدت أن أدفع فيه ١٥٠ ل.س كحد أقصى، مبينة أن سائق التكسي يحاول استغلال الركاب قدر استطاعته لتحقيق مكسب سريع".

أما رانيا محمد، تعتبر أن السائق يطلب زيادة على العداد بحجة ارتفاع أسعار البنزين، وأن العداد غير معدل والأجرة القديمة التي كانت تدفع ستجعله خاسراً. قاسم منصور... يقول "بحكم عملي يومياً يجب أن أخذ تكسي، شرح يومياته مع السائقين وقال: في أحد المرات ركبت مع أحدهم ونظره الى المارة وهو يقود حتى يأخذ زبون اخر، وكأني راكب سرفيس حتى وجد احدهم فوقف التكسي وحمل الحقيبة ووضعها في الخلف وركب الزبون بحجة انه كبير في السن والعداد ماشي طبعاً و وقت حان وقت نزولي ناولته 200 ل.س وكان العداد ل.س150 فلم يعجبه".

ديمة زيدان، تقول" نريد حلاً اتمنى أن يكون هناك ضوابط نستطيع الاستفادة منها بشكل واقعي و يومي لأنني أعاني من مشكلة سائقي التكسي بشكل يومي : ما في فراطة.. يطلب السائق عداد و نصف... بالإضافة إلى أنه في حال اعترضت على السعر بخاف أسمع شي كلمة او يبهدلني و كأني عاملة شي ذنب أو عم أسرقه. و عبارة التاكسي المشهورة صايرة : هادا المشوار صار ب 1500 ل.س يعني تسعيرة رسمية هم من وضعها".

المواطن ممدوح السيد قال: بعض سائقي التاكسي يتحججون بتعطل عداد الأجرة ويساومون على الأجرة، كما أن المشكلة الأبرز صرنا تحت رحمتهم.... "عم تسأل الشوفير لوين طريقك... مشان اذا بطريقو بياخدك و بيتشرط...واذا ما عجبو مشوارك ما بيتنازل وبيرد على السؤال".

بالمقابل لسائقي التاكسي مبرراتهم حول ذلك، فالسائق عبد الله يقول "يجب انصافنا وتعديل التسعيرة بعد ارتفاع سعر صفيحة البنزين، فالمعيشة لا ترحم كما أن رجال الشرطة ومخالفاتهم اليومية لنا لا ترحم". وسائق آخر أبدى تذمره من الركاب فمنهم يعجبه ومنهم لا، همهم الاعتراض من دون مبرر حتى ولو أخذت على العداد..

هذه المشكلات تصادفنا يومياً "حسب تعبيره" ، مضيفاً أن السائق إذا أخذ على العداد تماماً فالمهنة خاسرة.

أضحى ركوب سيارة الأجرة في دمشق رفاهية، ووسيلة تضاف الى العديد من الحاجيات الاساسية التي تحولت الى كماليات، بعدما كانت حاجة لاختصار الوقت و التفرد عن المواصلات... في الازمات كالتي تتعرض لها بلدنا ثمة مجتمعات تتعلم منها وتثتسمرها للخروج أكثر قوة على جميع الاصعدة، والبعض الاخر يقع فريسة سهلة لعواصفها، فينتشر الفساد ويعم الاستغلال، وتكثر الفوضى.. لتولد الاكمة الخارجية ازمات وازمات داخلية.. وهنا يبدأ دور الرقيب والقانون، فالمواطن العادي سلاحه الوحيد القانون، وملازه الأمن ذاك الرقيب..

عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق هيثم ميداني ، قال: إن المحافظة  وزعت اللصاقات المتضمّنة الأسعار الجديدة على خطوط النقل ضمن العاصمة، مشيراً أن الحملة مستمرة لحين الانتهاء من جميع حافلات الركوب، والتأكد من وجودها معلقة في مكان بارز ومقروء من قبل الركاب، مما يمنع استغلالهم وتقاضي أجور زائدة عما هو موضح في اللصاقة والتي فصلت بين أجرة نصف الخط وبين أجرة الخط الكامل بما فيها شركات النقل الداخلي.
ولفت ميداني إلى العقوبات الرادعة بحق المخالفين ممن يمتنعون عن وضع اللصاقة أو يتقاضون أجور زائدة ، تصل إلى 25 ألف ليرة .   

             
يذكر أنه ، استناداً إلى القرار الأخير برفع أسعار المحروقات البنزين والمازوت، أصدر المكتب التنفيذي لمجلس "محافظة دمشق"  تعرفة ركوب جديدة للتاكسي حيث يضاف مبلغ مادي استناداً للرقم الظاهر على العداد .