الإعلام تايم- الديار "كلنا عبيد في البلاط الاميركي"!
أميركياً، ممنوع على المملكة أن تكون دولة قوية، ولا مجال للغوص في تفاصيل التقاعس الأميركي في مساعدة السعودية في حربها في اليمن الا في نطاق محدود جداً أو ممنوع على تركيا كذلك، وعلى مصر، وعلى إيران.
كيف يمكن للإعلامي السعودي أن يقول أن الأميركيين هم من خططوا للصراعات المذهبية، وللحروب على أنواعها، ولن يحاولوا وقف النيران حتى تتحول المنطقة، بأسرها، الى حطام؟ الإعلامي لا يتطرق أبداً الى الدور الذي تضطلع به بلاده والذي يندرج في السياق الأميركي الخاص بسورية، إذ أن ثمة عوامل معقدة أو متعددة، هي التي جعلت النظام يصمد، وليس الولايات المتحدة التي حاولت، وبكل الوسائل، لإبقاء الحرائق على تأججها في المناطق السورية كافة.
لا يتصور أن ترضى الولايات المتحدة بدولة قوية في السعودية، هناك وسائل كثيرة يمكن ان تستخدمها لإضعاف المملكة أو لإرباكها وربما لتشتيتها.
بشدة ينتقد رجب طيب أردوغان لأنه لم يدرك منذ البداية أن الأميركيين لا يمكن أن يقبلوا بعودة السلطنة العثمانية، حتى ولو ابتدع أحمد داود أوغلو مصطلح النيو عثمانية. واثق من أن إدارة الرئيس باراك أوباما تقف وراء الانقلاب الذي يبدو أنه أعدّ على عجل، فالإدارة لاحظت أن اعتذار أردوغان من فلاديمير بوتين لم يكن لأغراض سياحية أو اقتصادية، وإنما لأغراض استراتيجية. الاقتراب من موسكو بعدما خذلته واشنطن، بالأحرى بعدما استشعر أن بلاده تحولت إلى هدف لـ"السيناريو الاميركي". في رأيه أن واشنطن لا تتحمّل حليفاً مشاغباً أو مشاكساً، تحديداً في الدول الاسلامية، ليلفت الى أنه كانت للوثرية نظرة مخيفة للإسلام، وهذه لا تزال في عمق البنية اللاهوتية للمجتمع الأميركي، وحيث البراغماتية لا تلغي العلاقة الوطيدة بالكتاب المقدس. تركيا دخلت في الدوامة، قد يكون مسموحاً لأردوغان أن يكون سلطاناً أو سفاحاً، في الداخل، لا مشكلة لدى الأميركيين في العودة إلى المشانق ما داموا هم يعتمدون الكرسي الكهربائي. المهم ألا يتجه شرقاً نحو روسيا، والمهم ألا يحاول مع دول عربية أن يكون اللاعب الأكبر على رقعة الشطرنج، أميركا هي اللاعب الأول واللاعب الثاني واللاعب الثالث... أردوغان بسحقه الانقلاب لم يعد يستطيع أن يغفو ليلاً، المؤسسة العسكرية تشعر بأنها أهينت حتى العظم، المؤسسة منكسرة كما لو أنها الأيام الاخيرة من الحرب العالمية الأولى حين راح سكان الولايات العثمانية يرشقون بالحجارة الجنود الأتراك وهم يندحرون أمام الجيوش الأخيرة...
هذا يجعل من الانقلاب التالي أمراً بديهياً. في كل الحالات فقدت تركيا دورها الجيوسياسي. إنها دولة مثخنة بالجراح، وحيث الشرطة أو حيث الرعاع يجلدون الجنود وحتى الضباط في الطرقات... |
||||||||
|