نافذة على الصحافة

مجلة أميركية: على أردوغان أن يلوم نفسه


الإعلام تايم - صحافة

نشرت مجلة "فورين بوليسي " تحليلاً حملت فيه رئيس النظام التركي رجب أردوغان مسؤولية الانقلاب في تركيا بإقرار حقيقة أنه بعد سنوات من الوعود الكاذبة التي أطلقها للشعب التركي وبعد تعميق جنون العظمة في شخصيته، حصل أردوغان على القصاص العادل له بحسب المجلة الأمريكية المتخصصة في السياسات الخارجية. 

 


وأوضحت المجلة  حقيقة الواقع القائم على الساحة السياسية في تركيا بأنه ليس صحيحاً ما يزعمه أردوغان عندما قال "إنه يريد تحويل تركيا إلى دولة ديمقراطية" فهذه هي المرة الخامسة منذ عام 1960 التي تنزل فيها الدبابات إلى شوارع المدن التركية ويحصل فيها إطلاق النار في شوارع أنقرة بدعوى أن الجيش التركي حاول القيام بانقلاب، فحتى لو ثبت فشل محاولة الانقلاب فإن ذلك مدعاة للتشكيك في استقرار الحياة السياسية في ظل أردوغان.

 


وبيّنت  المجلة في هذا الإطار أن صعود أردوغان على مطية حزب العدالة والتنمية عام 2002 بـ30 %من الأصوات ليس نتيجةً لأن ثلث الناخبين الأتراك يرغبون بالضرورة في المواقف الاجتماعية المحافظة التي يدعيها أردوغان، بل لأنهم أرادوا التغيير عما شهدته السنوات السابقة لقدومه من فضائح فساد متكررة وأزمات مصرفية انخفضت إزاءها قيمة الليرة التركية بصورة حادة مقابل الدولار الأمريكي.

 


وأضافت المجلة، أن أردوغان كان محظوراً في البداية من تولي مناصب عامة بسبب إدانته بالتحريض على الكراهية الدينية خلال الفترة التي قضاها رئيساً لبلدية اسطنبول، إلا أن  الأتراك الذين ضاقوا ذرعاً بالفساد قرروا إعطاء حزب "العدالة والتنمية" فرصة للمحاولة على أساس وعود أردوغان بحكم نظيف وبداية جديدة، إلا أن سياسات أردوغان المتقلبة حوّلت ثلث الأصوات إلى قبضة تتحكم بثلثي البرلمان التركي، وكان أول أفعال حزب العدالة والتنمية هو تغيير القانون من أجل السماح لأردوغان بدخول الحكومة، ومن هنا أتت غطرسة أردوغان بعد فوزه عن طريق حزبه في الانتخابات فأعلن نيته تنشئة جيل على أسس دينية وأدار ظهره لعلمانية كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية.

 


وخلصت المجلة  أن أردوغان بدأ بتأجيج النيران عن عمد حتى مع من كان يعتبرهم أصدقاءه مثل أتباع فتح الله غولن فانقلب عليهم وصادر شركاتهم وأصولهم وألقى القبض عليهم بتهم ملفقة واصفاً إياهم بأنهم "إرهابيون"، كما تراجعت وعوده بعد الانتخابات وعندما قام الأكراد بالتصويت لحزب الشعوب الديمقراطي بأغلبية ساحقة بدلاً من حزب "العدالة والتنمية" انتقم منهم وحوّل جنوب شرق تركيا إلى منطقة حرب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=37216