وجهات نظر

ما هو سبب هذه التحوّلات الجديدة ؟

د. بهجت سليمان


كان مخطّط ُ المحور الصهيو- أمريكي - الوهابي . هو إسقاط الدولة الوطنية السورية ، عَبـْرَ تجييش العصابات الإرهابية المتأسلمة في العالم وتسليحها وتصديرها ألى سورية.. بغرض إسقاط الدولة الوطنية السورية .
وعندما بجري إسقاط سورية في الحضن الصهيو- سعودي ، تكون العصابات الإرهابية المسلحة، قد جرى إنهاكُها وضَعْضٓعَتُها، بحيث يمكن التخلّص منها بسهولة - حسب المخطط المرسوم، .. وحينئذٍ يجري تسليم سورية للمحور الصهيو - وهابي - الإخونجي ، تمهيداً لإلحاقها بالمركز الاسرائيلي، أسْوةً بباقي كيانات المنطقة .
ولكنّ حسابات الحقل السوري، لم تنطبق على حسابات بيدر المشروع الصهيو- إميركي - الوهابي ، لأنّ سورية الأسد صمدت صموداً أسطورياً ، و" خَرْبَطَتْ " هذا المشروع الاستعماري الجديد، وتشجّعَ الشعبُ المصري، فقام بإسقاط حُكْمِ " خُوّان المسلمين "، بَعْدَ وصولِهِم ألى سُدَّة الحُكْم، بِعامٍ واحدٍ فقط، وأدّى ذلك إلى تَقَدُّم جمهورية " روسيا " إلى المقدّمة، لتكون شريكاً حقيقياً، في الدور والتأثير السياسي والاستراتيجي ، على مستوى الكرة الأرضية.
وبدأت الدائرة تدور، وتفـرض على " العم سام " التراجع عن مخطّطه الفاشل، ليس لِكَرَمٍ في أخلاق الأمريكي، بل لِأنّ الفشلَ لا آبَ له، والكلّ يحاولون التنصّل من تَحَمَّلْ مسؤوليته.
وخاصّةً، بَعْدَ أنْ تحوَّلَتْ قِطْعانُ الإرهابيين المتأسلمين، الذين تبنَّاهُمْ ودَعَمَهُمْ ، بِشَكْلٍ خاصّ - وبِقرارٍ أمريكي - ، ثلاثيُّ الفتنة في سورية " التركي - القطري - السعودي "، تَحَوّلَتْ إلى غُولٍ يتمدّد في أرجاء المنطقة ويتحَفّزُ للإطْباقِ عليها ، بل وللعودة - مُدَرَّباً هذه المُرّة - إلى البلدان الأوربية وغير الأوربية، التي جاء منها .
حينئذ، كان لابُدَّ لِأصحاب هذا المخطط الاستعماري الجديد، أنْ يَكْتَفوا بِـ فشلٍ واحِدٍ، هو الفشل في إسقاط سورية، وعدم إفساح المجال للإرهاب ، لكي يتحوّلَ مِنْ أداةٍ بِيَدٍ أصحاب هذا المخطط ، إلى شريكٍ مُضارِبٍ لهم ، الأمْرُ الذي لا يقبل به الاستعماريون، المُصِرّون على أنْ تبْقَى الأداةُ أداةً ، لا أكْثرَ ولا أقلّ . هذا هو أساس وقاعدة ومنطلق كلّ التحوّلات الجديدة الجارية في المنطقة وخارج المنطقة .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=3713