وجهات نظر

حصان حلب وحصان طروادة .. عن جواز السفر التركي للسوريين

نارام سرجون


الإعلام تايم - مقالات


كتب الاستاذ محمد نور الدين مقالاً يشرح فيها الأسباب الكامنة الخفية من وراء محاولة تركيا تجنيس السوريين الراغبين بالحصول على جنسيتها .. ولايهمنا منها مايفيد حزب العدالة والتنمية من زيادة الأصوات الانتخابية لصالحه فهذا لايعنينا "فخار يكسر بعضه" .. ولكن مايعنينا هو إضافة سرقة جديدة الى رصيد السرقات التي بدأت في مصانع حلب وثرواتها والآثار والنفط السوري والقمح والقطن والمنتوجات الاستراتيجية والصوامع ومحطات الحرارة الباهظة الثمن .. والعرض بالتجنيس هو سرقة جيدة للكفاءات السورية والنحب المتعلمة التي بسبب الحرب قد تجد العرض مغريا خاصة ان الخطة التركية ستركز أولاً على ذوي الكفاات العلمية والنخب المتعلمة والاقتصادية.

ولكن الأخطر في العرض وفق مقالة نور الدين أنه يريد ان يسرق الارض في من المستقبل أيضا حيث تكون لهؤلاء الأتراك ذوي الأصول السورية كل الحقوق كجالية تركية قد تعود بعد نهاية الحرب وتشكل حالية كبيرة. تعتبر أي حكومة تركية أنها معنية بمصالحها وحمايتها مثل حجة حماية التركمان وقبر سليمان شاه .. وتكون مثل مسمار جحا في البلاد وتؤسس لتدخلات اخرى بل وتشكل مبرراً قانونياً لدى الأمم المتحدة لإجراء استفتاء للانفصال كما تم التلاعب باستفتاء لواء اسكندرون والادعاء أن غالبيته تركية مما يشكل تهديداً ديموغرافياً حقيقياً للبلاد خاصة أن الأمم المتحدة معروفة أنها تحب سيناريوهات الانفصال بالاستفتاء والتقطيع كأسهل وسيلة لتجزئة البلاد .. فهي منذ قرار تقسيم فلسطين الظالم فصلت كيانات كثيرة عن جذورها وأصولها .. ولاتزال لاتتوقف عن هذه الطريقة وآخرها تقسيم السودان وقريبا التقيسم القادم في ليبيا .. الأتراك يعلمون الآن أنهم يخرجون من الشمال السوري بلا حمص .. وأن الجيش السوري سيقف عند خط الحدود  لكن هذه مطمورة تركيا وحصان طروادة العثماني أو ماسيسمى "حصان حلب" وهو جواز السفر التركي .. لأن التركي لايزال يحلم بسوريا ويعتبر خروجه منها مثل خروج العرب من الأندلس .. وكما نوستالجيا الحنين للأندلس العربية فان التركي له أندلسه التي ينظر اليها برومانسية وطنية ويحلم بها .. ولكن الفارق هنا أن اندلسه قريبة منه على خط الحدود.


من الناحية العددية فان عدد اللاجئين في تركيا يقدر ولاادري أن كانت هناك مبالغة من قبل الأتراك من أجل التهويل وطلب المنطقة العازلة او التسول من اروربة بحجة المساعدات بأكثر من مليونين ونصف .. وهؤلاء بعد سنوات سيكونون أكثر ويتم دفعهم للعودة لافتعال آزمة مع السكان في ريف حلب لتصبح دولية وتطالب تركيا بتدخل الأمم المتحدة واحصاء الجالية التركية في حلب لاستردادها واسترداد حقوقها ..أو وضعها تحت المظلة التركية.


أدعوكم لقراءة مقال محمد نور الدين الغني بالمعلومات كالعادة .. ورغم أنني قد أكون قاسياً في الطرح فانني أتساءل أن كان على الحكومة السورية ومجلس الشعب دراسة تشريع يمنع قبول الجنسية التركية الى جانب الجنسية السورية حصراً.


لذلك يجب أن نطرح سؤالاً مهما على القراء وهو: هل توافق أن تدرس الحكومة السورية تشريعاً يقضي باسقاط الجنسية السورية عن حملة الجنسية التركية؟ أو على الأقل منع ازدواجية الجنسيتين السورية والتركية تحديداً؟ وهذا يعني أن يتخلى صاحب الجنسية التركية عن حقوقه في سورية ويبيع أملاكه ويكون دخوله الى سورية عبر فيزا مثل أي سائح تركي بعد أزالة الاتفاقية القاضية بعبور الحدود المتبادل دون تأشيرة دخول.


هذا ليس اعتداء على حق مواطن سوري بل حماية لكل الجغرافيا والهوية السورية لأننا أمام خطر مصيري في الشمال وأمام جار يعتبر اننا جالية عثمانية حيث وصلت وقاحة نعمان قورتولمش، نائب رئيس الحكومة التركية أنها تخطت كل التخيلات إذ قال: "إن كل مواطن يعيش في بلد كان تحت الحكم العثماني يمكن له أن يأتي إلى تركيا ويحصل على الجنسية التركية".


السوريون الذين يحملون جنسيات آخرى إلى جانب الجنسية السورية أثبتوا أنهم سوريون قبل كل شيء وأن سوريتهم هي الأصل والجنسيات الاخرة التي يملكونها أنما هي لتسهيل حياتهم وحركتهم .. أما السوريون الذين لجؤوا الى تركيا فإن لهم ولاء لتركيا يتنامى وهو أمر طبيعي بحكم الالتصاق الطويل بالمجتمع الجديد التركي وهذا شأنهم .. ولكن لبعضهم ميولاً اسلامية عثمانية حيث الولاء للخلافة والدين وليس للوطن مما يبرر اسقاط الوطن من أجل الخلافة .. ولكن قادة تركيا يريدون الاستفادة من وجود السوريين ذوي الجنسية التركية ليكونوا طعماً على سنارة اصطياد حلب في المستقبل .. أو ليكونوا حصان حلب الذي يدفع به الاتراك لاحقاً  وهنا يجب وضع العواطف الوطنية والسقسطة القانونية جانباً والتصرف بحكمة قبل أن نجد أنفسنا أمام حركة غادرة من تركيا بعد سنوات .. ونكرر ماحصل سابقاً عندما استقبلنا عشرات آلاف العائلات الكردية التركية التي فرت من القمع التركي في خمسينات وستينات القرن الماضي واليوم نجد أن بعضهم يريد كياناً كردياً رغم أننا منحناه الارض والأمان ليعيش آمنا ولي لعلن دولة على أرض منحت له لايوائه وانقاذه .. وعند اندلاع الأزمة منح كثيرون منهم الجنسية السورية كما كانوا يطالبون لنجد أننا أمام فكرة روج آفا من جديد: هل توافق على دراسة تشريع يمنع حمل الجنسية السورية والتركية في آن واحد .. حصرا؟؟
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=37127