وجهات نظر

نوّاب الأمة..... مصلحة الأردن بمقارعة "اسرائيل" وليس سورية

عامر التل


يعيش بعص السياسيين والمثقفين والإعلاميين في الأردن حالة غريبة من الانفصام والكذب والتزوير، فالكثير ممن يحسبون على الطبقة السياسية في الأردن يعيشون حالة انفصام للوصول الى المال والمنصب بطرق أقل ما يقال عنها أنها غير أخلاقية .
فها هم سفراء أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني يسرحون ويمرحون في طول الأردن وعرضه بل وصل الأمر الى حد أن السفير الأمريكي شارك بدبكة بعد أن تناول المنسف الأردني في إحدى القرى الشمالية وأنا على قناعة أن أهل تلك القرية بريئون من هذا العمل المشين وأصدروا بياناً استنكروا فيه هذا العمل المخزي لقريتهم ولكل الأردنيين .
أما آخر القصص فهذا العهر الذي يمارس في الرد على السفير السوري بعد الكلام البذيء والمخالف للقوانين الأردنية على لسان أحد النواب خلال مناقشة مجلس النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للدولة، فرغم أن مشروع القانون المطروح لا علاقة له بالسياسة بل يفترض بالنائب أن يركز على مشروع القانون الذي يتضمن إفقار الأردنيين من خلال زيادة الضرائب والأسعار وأخذ آخر قرش في جيوبهم فإن النائب نسي ذلك كله ونفذ أمر مشغليه في مشيخة قطر وهاجم الرئيس الدكتور بشار الأسد . وأقول نفذ أمر مشيخة قطر لأن هذه المشيخة غضبت بعد أن توسلت ووسطت جهات عديدة لتعيد علاقتها مع سورية فجاء الرد السوري إننا لا نملك قرار إعادة العلاقات مع من سفك دم الشعب السوري والشعب السوري هو صاحب القرار .
وأما الطلب من رئيس الحكومة اعتبار السفير السوري في عمان شخص غير مرغوب فيه فكان الأولى أن يطالب النواب تنفيذ مذكرة نيابية وقعها العشرات منهم بطرد السفير الصهيوني، ولكن أحد النواب الذي وصل الى موقع متقدم بمجلس النواب معذور فقد ذهب إلى " اسرائيل " قبل أن يصل للموقع الذي وصل اليه ، لكي يقدّم أوراق اعتماده ..ودعا السفير البريطاني الى غداء في محافظته والسؤال هنا هل مجلس النواب، بمثّل الشعب، أم يمثّل الخارجين على إرادة الشعب ؟! فعلى الحكومة أن تقوم بتنفيذ إرادة النواب الذين طالبوا بطرد السفير الصهيوني في الأردن . للأسف عودتنا الحكومات الأردنية المتعاقبة على (إبداعها) في الرهان على الحصان الخاسر، فها هي سورية توشك على الخروج من الحرب التي شنت عليها منتصرة وها هي السعودية المفوضة من سيدها الأمريكي تتراجع وتعيد تموضعها ونحن في الأردن نقوم بافتعال معارك خاسرة لا ناقة لنا بها ولا جمل .
الأولى أن نحصن ساحتنا الداخلية من تداعيات خطة كيري لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن وكذلك معالجة مشاكلنا الاقتصادية التي أدت وستؤدي الى إفقار المواطن الأردني وليس افتعال معارك مع من انتصر في حربه ونريد نحن ان نقف مع المهزوم .
باختصار ولا أريد الإطالة من المعيب أنه كلّ ما دَقّ الكوز بالجرّة ، يخرج أحد البيادق المأجورة ، لكي يطالب بـ" طرد " السفير السوري وكأنّ السفير السوري، يعمل عند أبيهِم، فلْيذوقوا ولْيخجلوا على أنفسهم، قَبـْلَ أنْ ترفع سورية وسفيرها في عمان من مستوى الكلام عن التواطؤ والتأمر الذي جرى على سورية ، من بوّابة الأردن .

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=3707