في تصريحات تظهر نيات الإدارة الأمريكية تجاه سورية ومحاولاتها لتعكير الأجواء قبل انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" أمعن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مجدداً أمس الجمعة 17 كانون الثاني في إقحام نفسه بالشأن الداخلي السوري مركزاً على بيان جنيف1 بتكرار اسطوانة ما سماها "عملية الانتقال السياسي" وأن الهدف من المؤتمر الدولي هو وضع الأسس لذلك.
وفي تصريحات للصحفيين في واشنطن نقلتها ا ف ب قال كيري "لن يخدع أحد" من قبل الحكومة السورية حسب تعبيره وأن "الهدف من مؤتمر جنيف2 الذي ينطلق الأسبوع المقبل هو تطبيق جنيف1".
يشار إلى أن بيان جنيف1 أكد في أول بنوده على ضرورة "وقف العنف" في سورية ما يعني ضرورة مكافحة الإرهاب التي دون تحقيقها لا يمكن البدء بأي عملية "سياسية".
وكانت هيلارى مان ليفريت المسؤولة السابقة في البيت الأبيض أكدت في لقاء متلفز لها أن الحكومة السورية أبدت منذ بداية الأزمة في سورية استعدادها للحوار من أجل حلها وقامت بما عليها القيام به لكن المشكلة كانت دائما "لدى الولايات المتحدة والمعارضة السورية".
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر "جنيف2" حول سورية يوم الأربعاء المقبل في مدينة "مونترو" السويسرية ويتوقع أن يكون موضوع مكافحة الإرهاب على رأس أجندته إلا أنه وتماشيا مع السياسة الأمريكية المتحالفة واقعيا مع التنظيمات الإرهابية التي تعيث فساداً في سورية وتشكل تهديداً مباشراً للمنطقة والعالم تجاهل كيري المطلب الدولي الأكثر الحاحاً المتمثل بمحاربة الإرهاب واعتبر إصرار سورية على جعله أولوية في جنيف مجرد "محاولة تحوير هدف" مقدما بذلك رسالة تطمين للتنظيمات والجماعات الإرهابية.
واجتر الوزير الأمريكي سياسة التعجرف الأمريكية التي اعتاد العالم سماعها على الدوام قائلاً "إن لدى إدارة بلاده "خيارات" عدة بالنسبة للأزمة في سورية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار خلال مؤتمر صحفي أمس الأول مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو إلى أن قمة الثماني في السنة الماضية توجهت إلى القيادة السورية و"المعارضة" لاستئصال الإرهاب من الأراضي السورية، مبيناً أن "هذه المواقف المشتركة يشاطرها "المجتمع الدولي" وهي الأهداف التي نسعى إلى تنفيذها أثناء المساهمة في حل الأزمة في سورية أما الطرق فيحددها السوريون أنفسهم كما ينص على ذلك بيان جنيف عام 2012".