الإعلام تايم - الأخبار لن يقلق طوني بلير لكونه سيسجن قريباً. وهو أصلاً لم يكن يخشى المساءلة أو المحاسبة أو العقاب عندما كان شريكاً في مؤامرة تدمير العراق. وهو في هذه الحالة ليس سوى العنوان، لكتاب يجعل غالبية المسؤولين الذين تعاقبوا على حكم بريطانيا، من العائلة المالكة الى الحكومات والجيوش والمصارف والإعلام والأجهزة الأمنية، كل هؤلاء، شركاء، ليس فقط في جريمة العراق، بل في مئات الجرائم المرتكبة من قبل هذه الامبراطورية على مدار التاريخ.
هكذا هي الحال في الغرب. هذه هي المحاسبة والديمقراطية اللتان يتغنون بهما. هذا هو القانون الذي يريدون من كل البشر التطلع إليه. هي قاعدة، أن الرجل الأبيض يملك الحق الحصري في أن يقرر خطوة ما، سواء كانت شراء سيارة أو تدمير بلاد أو نهب شعوب. وعلى الجميع الترويج لأفكاره، ومساعدته في جريمته، وفي كل مرة يريدون لنا، نحن الضحايا، أن نشكرهم، لأنهم استفاقوا، وقرروا الاعلان عن ارتكاب "أحدهم" خطأً ما في تاريخ ما. ولكن، تظل الأمور على ما هي عليه. سيبقى بلير نجماً يتقاضى مقابلاً لظهوره في هذا البلاط أو هذه الجامعة، كما تحول جورج بوش إلى فنان، يغرف من إنسانيته وهو يرسم اللوحات، بينما يستمر الكذاب كولن باول في جمعه السيارات القديمة، وهو يحاضر في مراكز الأبحاث عن المستقبل، والأنكى، أن يكون له مدرسته... أما ماذا تعلم، فلا داعي للسؤال؟
هل نتوقف عن الدهشة بديموقراطية الغرب الزائفة التي تسمح بالجريمة، لكنها تمنع العقاب؟
السؤال الحقيقي هو عندنا نحن، وكيف علينا التصرف مع بلير: بلير ١، وبلير ٢، وبلير ٣… إلى آخر المطاف؟ وكيف لنا أن نستفيق للحظة، ونقرر حاجاتنا؟ وأن نراقب كيف يواجه هذا الاستعمار؟ ومن لا تعجبه إيران، ثقافة أو نظاماً أو سياسة، فليراقب كيف واجهت وتواجه هذا الغرب، وكيف تفرض على الرجل الأبيض أن يتعامل معها بغير ما يتعامل به مع سائر شعوب الأرض. حتى الذين ينظرون إلى إيران كعدو، ما عليهم سوى الاستفادة من أدوات تفكير وعمل هذا العدو، لأجل ابتداع الآلية التي يواجهون فيها هذا الغرب المتعطش للدماء، سواء من دماء أبنائه الذين يرسلهم إلى الموت في أرضنا، أو مئات الألوف منا نحن.
هل يقدر أحد بيننا على الخروج، ورفع شعار مقاطعة هذا الاستعمار الغربي؟ هل يقدر أحد منا على أن يتحمّل المسؤولية، ويقول إنه لا يريد التعامل مع هذه الدول إلى أن يقضي الله أمراً؟ |
||||||||
|