تحقيقات وتقارير

في ذكرى تحريرها.. القنيطرة جسرنا الى الجولان


الاعلام تايم_فاطمة فاضل

"حررنا صورتنا الحقيقية من كامل ما لحق بها من زيف وتشويه..  فأصبحت الصورة التي تجسد كل الفداء وكل التضحية وكل البطولة".. عبارة وغيرها الكثير  قالها القائد الخالد حافظ الاسد في حرب تشرين التحريرية.. كانت منطلقاً لتحرير زهرة الجولان مدينة القنيطرة التي يصادف اليوم الـ26 من حزيران ذكرى الـ42 لطرد المحتل الصهيوني من أرضها، وليشكل تحريرها منطلقاً لمسيرة التحرير لكل الأرض العربية المحتلة.


القائد الذي قال في 26/ حزيران/1974.. اليوم الذي رفع فيه علم الوطن فوق سماء القنيطرة معلناً عودتها الى حضن الوطن من براثن المغتصب الصهيوني: "إن إرادة الشعب لا يمكن أن تقهر، وإن الوطن فوق كل شيء"، كان هدف تحرير الجولان هو شغله الشاغل على مدار ثلاثة عقود من الزمن.


"بعزيمتنا وقوتنا نكتب تاريخنا ونرسم طريقنا.. وما كانت طريقنا الا طريق الخير والعدل والسلام .. حقوقنا لا نفرط بها وأرضنا المحتلة لا نساوم عليها وعلى هذا الاساس ننشد السلام .. من أراد عليه أن يدرك عدالة مطلبنا وصواب موقفنا".. قالها القائد الخالد الذي اعتبر نكسة 5 حزيران منطلقاً لخلق توازن استراتيجي مع العدو الصهيوني والهدف تحرير الاراضي العربية التي احتلتها "اسرائيل".


تصريحات المسؤولين الصهاينة في الفترة التي سبقت حرب تشرين، والمشاريع المتعددة التي أعلنتها القيادة الصهيونية، ووقوف الولايات المتحدة بجانب "اسرائيل" والقدرة التسليحية العالية، لم تقف عائقاً في وجه تضحيات الجيش العربي السوري الذي حرر القنيطرة بعد سنوات سبع عجاف أمضتها في الأسر والاحتلال.


القائد الخالد أعطى الامر.. الخطة التي رسمتها القيادتان السورية والمصرية كانت برأي النقاد العسكريين خطة عسكرية رغم أنها بسيطة جاءت حسمية في الوصول الى الهدف، وكان عنصر المفاجأة الاستراتيجية الذي حققته القوات كالزلزال كما وصفه القادة الصهاينة..


في أيام الحرب الاولى طلبت روسيا وعبر سفيرها في دمشق وقف القتال بشرط انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلية، الى ما قبل خط الخامس من حزيران لكن واشنطن رفضت، هذا التعارض الحاد بين القطبين الروسي والاميركي أوصل جلسة مجلس الامن في ذلك الوقت الى انفضاض دون التوصل الى قرار.. الى أن صدر القرار338 القاضي بوقف إطلاق النار والانسحاب الصهيوني.. وكالعادة الاحتلال الصهيوني لم يلتزم..


في أيار 1974 جولات مكوكية لوزير الخارجية الاميركي هنري كيسنجر بين دمشق والاراضي المحتلة في فلسطين، في محاولة منه لوقف الاشتباكات.. بعدها تم الوصول الى اتفاق فصل القوات حيث رضخت "اسرائيل" للطلب السوري بانسحاب القوات من مدينة القنيطرة و تم توقيع اتفاق فصل القوات في31/ايار/1974وتضمن منطقة يتراوح عرضها 500م_4كم تعمل فيها قوات طوارئ دولية المعروفة باسم"الاندوف".


تحرير مدينة القنيطرة أثبت للعالم أجمع همجية الاحتلال ووحشيته حينما ارتكب جريمة تاريخية إنسانية باتخاذه قرار تدمير المدينة وهي فارغة من سكانها كي لا يعودوا إليها، جريمة حوّلت مدينة السلام والوئام والمحبة إلى مدينة أشباح وركام لم يفرق بين البيوت ودور العبادة وحتى المستشفيات في أصدق تعبير عن مدى الحقد والعنصرية اللذين يسكنان هذا العدو الهمجي.


مهما حاول المحتلون طمس الهوية والحضارة، لن يستطيعوا ففي مدينة القنيطرة أبلغ مثال.. مدينة الركام عاصمة الجولان التي أراد الصهاينة محوها عن خريطة المنطقة.. لكن هيهات.. فها هي تعود لتضج بالحياة من جديد ولتبقى جسراً للتحرير الشامل والسلام على أمد التاريخ، فتحريرها قاد الى الإعمار و الى الحياة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=36414