وجهات نظر

باختصار : ماذا يخبيء الغرب في جعبته غير "داعش" !

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية


اليوم " داعش" وغداً لاندري ماهو الاسم الحركي لتنظيم جديد باسم الإسلام .. بضاعة يتم تسفيرها في كل مكان عربي يراد له أن يعيش الأزمات والاشكاليات التي لاتنتهي، هي حرب على العرب كما اعتدنا تسميتها ومعرفتها، بل هي الانتاج الذي تم في مصانع الغرب و"إسرائيل"، ومن ينتج هكذا سوءاً، يمكنه الكثير وهو موجود ومتوفر في الخزائن، ويبدو أن العرب يعيشون على اللفظة يتحركون بالعناوين فقط دون سبر الأغوار، وتلك هي حال السواد الأعظم من الناس، كما يبدو ان من أطلق كلمة الرعاع على الجماهير العريضة كان محقاً.

 


عندما أطلق على الحرب الشعبية كلمة حرب طويلة الأمد، فهمنا أن هذا الاختراع لنوع من الحروب سيغير المفاهيم العسكرية كلها .. اكتشفنا أن الشعوب تتحرك بردات فعلها، وسرعان ماتحبط عند أول صدمة، فتراها تترك كل ماتحمست من أجله، ويقيناً، فإن جملة طويلة الأمد سحبت من التداول للمعنى الأساسي لها، ووضعت لها صفة حرب الإسلامويين على الإسلام والمسلمين باعتبارها أطول الحروب التي ستعيشها شعوب الأمة، وستقاد من خلالها إلى أقسى حالات العنف، وتدمير البنى الوطنية وشتى مفاهيمها، لابد من مسح تاريخ كامل للشعوب كي تبدأ من حيث حاضرها، فلا تعود الى الماضي بجمالياته ، وانما تستقي احلامها من واقع رديء تظن انه الثابت عبر الزمان.


لا أريد إخافة الناس بفكرة أن حروب اليوم لن تنتهي على عجل، هي جزء من قاموس مختلف الأسماء لمعطى واحد، عنوانه تدمير المنطقة شكلاً ومضموناً، شكلاً بما عليه من عمران وتحضر، ومضمونا ًبما تحمله من أفكار لغد أفضل ، يتم استبداله بغد بشع وأكثر بشاعة. والبشاعة هنا متفوقة تماماً على كل ماتراه العين وتسمعه الاذن وتحاول حاسة الشم أن تتلذذ بشمه.


الزمن الجميل صار صفة لمرحلة مرت ولن تعود، ولربما قد يقال بعد سنوات عجاف ومضطربة إنها الزمن الجميل المقصود لما ستكون عليه حال الأمة من بشاعة. صدقوني أنا لا أبالغ ونحن نواجه عدوا ًبات متمرساً في تحضير كل ماهو كارثي لامة باتت تتحرك بأعصابها المضطربة وليس بعقل راجح الذي كان زمنا مضى وانقضى ولن يكتب له العودة اطلاقا، واقول اطلاقا لأني اضع يدي على ماتحت الظاهر الذي رغم سوئه سيكون أفضل من الآتي .. بل ربما يصبح  "داعش" على بربريته جميلا أمام الاستحقاق الذي يليه.

 


من عادة الدول صاحبة المكانة والقوة مثل أميركا أن تبني القادم على نموذج تطبقه، وعندما ينجح تأتي بما هو أدهى منه لكن من رحمه، والتجربة أكبر برهان.


فالبداية في تخريب الواقع العربي بدأت من تونس، أكثر أقطار العرب بعداً عن التغيير كما كان يظن، ثم أكمل السنياريو في مصر بنهايات مختلفة فيها اضافات، جاءت مكتملة تماماً في ليبيا مع أضافاتها الصارخة، ثم اخذت التجارب هذه مجتمعة واريد لها أن تنفذ في سورية فاصطدمت بقوة الدولة والنظام والشعب والجيش، لذلك لم تسقط حتى الآن، مازالت تأخذ اشكالاً مختلفة، إلا أن كل أشكالها باتت مكشوفة قبل أوانها.


وسيبقى السؤال : ماذا يخبيء الغرب في جعبته بعد "داعش"...
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=36267