وجهات نظر

باختصار: الكذاب

زهير ماجد


الإعلام تايم- الوطن


قرأت وأعدت قراءة ماقيل عن قبول رئيس وزراء العدو نتنياهو في موسكو مبادرة السلام العربية التي أطلقت من مؤتمر القمة في بيروت عام 2003 والتي رد عليها أرييل شارون بمذبحة ارتكبها في مخيم جنين بالضفة الغربية.

كالعادة، لم أصدق أن صهيونياً ما يفكر بكلمة سلام أو يهواها أو يتمنى حصولها، فهي نكرة بالنسبة اليه، بل هي أكره الكلمات التي لايحب سماعها عن أية بقعة في العالم فكيف عندما تطلق في المنطقة، وإذا بها تعني الصراع مع الفلسطينيين والعرب.

من هنا نفهم تكذيب مكتب نتيناهو لما جاء على لسان الوزير الروسي لافروف من قبول نتنياهو المبادرة المذكورة ودون تعديل أيضاً .. وإذا كان من عادة رئيس وزراء اسرائيل تكذيب خبر كهذا وكان متوقعاً، فلا يملك هذا الرجل سوى أن يكذب، وخصوصاً في قضايا حساسة. إذا كانت أجمل الكلمات برأيه هي الحرب، فهو يربطها بتعبير صهيوني معروف معناه اضرب واصعق وارعب. كل حروب إسرائيل قامت على هذا المفهوم، إنها خطة البرابرة الذين عادة، لايتركون عند عدوهم سوى الصدمة التي ترهبه فيستسلم طوعاً.

لا يحتاج نتنياهو قياساً بظروف المنطقة العربية الى أي كلام عن سلام، حاجته فقط إلى إنشاء المزيد من المستوطنات التي حولت الضفة إلى غابات من الاسمنت المسلح بأشكال أمنية تم هندستها سلفاً بهذه الطريقة لكي توأم مستقبل المستوطنين حيال أية أزمة مع الفلسطينيين ،في كتابه " مكان تحت الشمس " يقر بان الصراع هو المجال الوحيد في المنطقة .. إضافة الى مفهوم صهيوني ثابت يقول " إذا أردت السلام فعليك أن تستعد للحرب " .. الحرب عقيدة صهيونية، فكل صهيوني على علم بأنه يقطن مكان صاحب الأرض الحقيقي، يتنسم هواء فلسطين، ويشرب ماءها، يأكل خيراتها، يتجول في أرجائها .. كل يوم هو إضافة الى تلك الامتيازات التي لن تدوم .. لم يكن خطأ ماقاله أحمد الشقيري حول رمي اليهود في البحر، لأنها الحقيقة التي سيتم تنفيذها سواء في البحر أو في البر أو من خلال الجو بحيث لن يبقى من يطفيء أضواء المطار الصهيوني وراءه.

يتطلع نتنياهو حواليه فلا يجد سوى عرب يقتلون بعضهم بعضاً، وهي ترجمة فعلية لحماية كيانه ومستوطنيه .. فلماذا يقبل بسلام وهو يعيش أبهى ربيع في تاريح كيانه، والكلام في موسكو يمكن شطبه بكل بساطة ولن ينزعج الروس منه، وكثيراً مافعله قادة صهاينة قبله، بل ربما سمع الروس كلامه ولم يفهم أنه سيكذبه بطريقة غير مباشرة ، فهو عادة يحاسب نفسه، وقد يحاسبه آخرون، ألم يقتل اسحق رابين من أجل سلام كان لن يحصل وصدقه القاتل.

لقد عشنا وشفنا، وستعيش أجيال لتسمع وترى ، لكن الصهيوني كلما كذب وزاد فجوراً، عبر عن نفسه وعن عقيدته، وخصوصاً اتجاه العرب. فلا يصدقن عربي صهيونياً إذا ما مارس مرة لبوس متراجع عن حقيقته السرمدية المؤسسة على قتل العرب وتهجير المزيد من الشعب الفلسطيني وتغيير خارطة المنطقة وتفاصيلها المعروفة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=35981