وجهات نظر

باختصار : اختصار الميدان في طهران

زهير ماجد


الإعلام تايم -الوطن


اجتماع كبير لثلاثة من كبار وزراء الدفاع في العالم ضمته العاصمة الإيرانية، وعندما نقول المكان ونحدده نعرف معنى الاجتماع وضروراته ودوره وما سيصل إليه الثلاثة وزراء دفاع روسيا وإيران وسورية كان متوقعاً أن ينضم إليهم وزراء دفاع من دول أخرى مؤمنة بدورهم وبالأسباب التي دعتهم لهذا اللقاء المتمايز.

 

قد لاتكفي عبارة مقاتلة الإرهاب لجمع الوزراء، بقدر الحاجة لتصنيع خط سير يؤدي إلى شكل ثابت لعلاقات على مستوى القمة .. وهي مرجعية تقود أعنف حروب هذا العالم وأكثرها شراسة وربما المرشحة للمزيد من الدم والتخريب في المستقبلين القريب والبعيد، لذلك لابد أن ينجح اللقاء ويثمر كما وصفه وزير الدفاع السوري، ومن جهته، فإن وزير الدفاع الروسي كان قد سبقه في التعريف وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي اعتبر أنه تم إعطاء التنظيمات المسلحة وقتاً أكثر من اللازم ، وأن الهدنة التي أعطيت لها ساعدتها على التسلح أكثر ..

 

واللقاء الذي تم أمام سمع العالم، بل أمام مراقبة الولايات المتحدة، اختبر إمكانية أن يتحول إلى دوري .. فالثلاثة مسؤولون عن حرب كبرى، وعن جبهة تحتاج لخطة طويلة الأمد، ولابد بالتالي من مباحثات وجها لوجه، خصوصاً من الجانب الروسي الذي صار عليه عبء تأمين القوة النارية الجوية، وتأمين الغطاء الجوي، إلى ماهنالك من مؤثرات أساسية لابد من تداركها .. خصوصاً وأن الصيف الحالي الذي بدأ، سيكون ساخناً جداً كما وصفه أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وكما هو مرشح أن يكون ايضاً، والذي منه كما يتم إعطاء المعلومات فيه، ان جبهة " النصرة " تحشد لمعركة كبرى وضارية لتغيير الموازين في كل من حلب واللاذقية، وبعض المعلومات أيضاً أن هنالك مخططاً لهجوم كبير على العاصمة دمشق .. وليس هذا كله، فالأمر أعقد من ذلك، ولابد أن الوزراء الثلاثة، وهم محملون بتوجيهات قيادتهم السياسية ومراقبتها، أن يكونوا قد درسوا تأسيس قيادة موحدة هي في الأصل متوفرة في الميدان لكن يجب أن تكون لها ثوابت تتضمن شروطاً أبعد من الميدان العسكري.

 

لعله كما سيقال اختصار للميدان في طهران .. فلو حصل الاجتماع في دمشق لكان له مفهومه، وكذلك في موسكو، أما أن يكون في طهران، فالأمر له معناه أيضاً. فهل لذلك علاقة بما ستكون عليه المرحلة المقبلة من شكل المعارك وما ستتضمنه، خصوصاً إذا ماكنا أمام استحقاقات خطيرة، سواء كان الميدان السوري في مرحلة الدفاع أم في الهجوم الذي هو أفضل أنواع الدفاع كما هو دائماً المفهوم الروسي للمعارك التي يراد لها أن تكون ناجحة.

 

وفي النهاية، حيث لانهاية لمضمون اللقاء الذي لايحتاج بعده إلى تفسير، من أنه تكريس لقطبية متحدة، مقابل عالم متوحش تديره عقول متوحشة وتموله أيد متوحشة، وفي هذا الجو الذي يقاد بتلك البربرية، لابد من خط يرسم تاريخاً إلى أمام وليس مرحلة .. فما تتعرض له سورية يعرف الروسي أنه غداً عنده، فيما يعرف الايراني أن خسارة سورية يعني الكثير في استراتيجيتها الكبرى التي تعتبر دمشق مفتاحها والقلب منها، ولهذا ستتكرر اللقاءات التي أصلاً لم تتوقف بأشكال مختلفة في رحلة المصير المدوي للدول الثلاث.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=35915