حذرت السلطة الفلسطينية، الأربعاء، من عواقب إشعال فتيل حرب دينية في المنطقة، وذلك عقب إقدام صهاينة ما عرف " تدفيع الثمن " بإحراق مسجد في الضفة الغربية.

وندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، بإشعال النيران في مدخل مسجد بلدة ديراستيا بسلفيت، شمال الضفة الغربية، وقيامهم بخط شعارات عنصرية على جدرانه.

وقال الهباش إن :"ما جرى بحق المسجد عمل عنصري، يعبر عن اضطهاد ديني صريح ضد الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه، وينذر بحرب دينية شاملة في المنطقة".

وقالت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن "محاولة اقتحام وإحراق المسجد تعد انتهاكاً صارخاً لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات، واعتداء على ممتلكات المواطنين".

وأضافت الهيئة أن "الحادثة تعد اعتداءً يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، وانتهاكاً صارخاً لحرية العبادة، مثلما يشكل انتهاكاً صريحاً لالتزامات إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن "سلطات الأمن الإسرائيلية تعتقد أن مجموعات المستوطنين، التي تطلق على نفسها اسم تدفيع الثمن، تقف وراء حادثة حرق المسجد".

وكان مستوطنون أضرموا النار الليلة الماضية في بوابة مسجد الإمام علي بن أبي طالب ، في قرية دير استيا شرق قلقيلية، الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن احتراق جزء من المسجد، الا أن الفلسطينيين تمكنوا من طرد المستوطنين الجناة، ونجحوا في إخماد الحريق.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن سلطات الاحتلال تعمل على جرف محيط بلدة دير استيا، بهدف توسيع المستوطنات الصهيونية المجاورة لها، وقد يكون الاعتداء الحاصل على المسجد، جزءاً لا يتجزأ من الضغوط المفعلة ضد الفلسطينيين في المكان، ربطاً بتوسيع المستوطنات.

من جهة ثانية اقتحم مستوطنون ساحات الأقصى عبر باب المغاربة، بقيادة المتطرف "يهودا غليك"، وقاموا بجولة في ساحاته، فيما اعتقلت قوات الاحتلال مواطناً من ساحات المسجد الأقصى، ومنعت 4 سيدات من الدخول اليه، كما شنت هذه القوات حملة مداهمات اعتقلت خلالها 16 فلسطينياً في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، وتوغلت بشكل محدود في قطاع غزة، بينما نفذت الطائرات الحربية غارات وهمية فوق القطاع .
وذكر شهود عيان أن شرطة الاحتلال اعتقلت إيهاب الجلاد، مرشد سياحي في مصاطب العلم، أثناء عمله مع مجموعة من الطلبة في ساحات الأقصى.

وذكرت مصادر الاحتلال أن 10 من المعتقلين في الضفة جرى اعتقالهم من قرية عزون في قلقيلية، وجرى تحويلهم "للجهات الأمنية من أجل التحقيق معهم".
الى ذلك توغلت آليات الاحتلال، صباح أمس، في أرض "أبو سمرة" قرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة .

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن أربع آليات للاحتلال توغلت في المنطقة، مشيراً إلى أنها شرعت بعملية تجريف وتمشيط بأراضي المواطنين، كما شنت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" غارات وهمية عدة في أجواء محافظات قطاع غزة، وأشارت المصادر إلى أن دوي أصوات الانفجارات التي سمعت في ساعات متأخرة قبل منتصف الليل تبين أنها غارات وهمية.