وجهات نظر

الموت لسليمان الحلبي !! .. عن سوق العبيد والجواري

نارام سرجون


الإعلام تايم - مقالات وآراء


مشكلة العبيد أن عبوديتهم لاتتوقف ولاتنتهي بنيلهم الحرية وتحرر معاصمهم من الحديد إذا مابقيت السلاسل في أرواحهم .. فأرواحهم التي تبقى في السلاسل تبقى مبهورة بالسادة أصحاب السلاسل .. والعبد المبهور بالسيد يبقى عبداً له مهما تباهى بمعصميه الطليقين .. سلاسل الحديد في اليدين تسقط أما سلاسل الروح فلا يذيبها إلا الثوار الذين يقودهم الحكماء .. الكارثة الكبرى أن يقود العبد ثورة الحرية ويأمر الجاهل الجهلاء .. وتصبح الجواري تقود الجواري .. هؤلاء يزيدون زرد السلاسل حول الروح فتنشأ من هنا أرواح العبيد وممالك العبيد ..

 

مصنع العبودية العربية والإسلامية هو في ذلك المكان المسمى الخليج العربي (المحتل) الذي يصنع ثقافة العبودية ويتصرف كوكيل حصري لبيع وتسويق القيود الروحية والسلاسل وثقافة العبيد .. تفتش في وسائل الإعلام الخليجية ومحطاتها الفضائية وتجد انبهاراً بالغرب وتقليداً أعمى .. ولغة القرآن الفصيحة تتراجع وتتقهقر إلى لغة الأنغلوساكسون  ويحدثك الخليجي بنصف لسان وتتلاشى نصف الكلمات العربية لأن الكلمات الانكليزية تبتلعها وتجد دماغك أمام كل عبارة يذهب ذات اليمين وذات الشمال بين الترجمة واللاترجمة .. فأول كلمة عربية والثانية انكليزية والثالثة عربية والرابعة انكليزية .. ولاتدري بعد ذلك أن كانت الكلمة العربية هي انكليزية معربة ..

 

أما الدين في فضائيات العبيد فيتحول إلى سجون وأقفاص وأصفاد .. ففي كل محطة فضائية هناك جلاوزة وجلادون من رجال الدين ينتظرونك بلحاهم الشعثاء ووجوههم القبيحة وآرائهم البدائية وتفكيرهم المريض .. ويبرزون لك في كل نصف ساعة في أي موضوع مثل دعايات المنظفات وأدوات المطبخ ودعايات البيتزا .. حتى تحولت الدعاية في الدين الإسلامي إلى مايشبه دعاية المنظفات وعصّارات الفواكه .. ولعل الملفت للنظر أيضاً هي عملية تحطيم الرموز الثقافية والفكرية العربية لإحلال شخصيات تافهة للغاية محل العمالقة فتصبح الراقصة المجنونة الاماراتية "أحلام" معروفة أكثر من نازك الملائكة وتويتراتها السخيفة أشعاراً للجيل .. ويصبح فيصل القاسم فيلسوفاً بمقام سقراط .. فيما تشن جبهات الإسلاميين هجمات متواصله على ماتسميه الشاعر الماجن الرقيع والكافر نزار قباني وتبحث في شعره عن الكلمات الكافرة .. والغريب أن هذه الجبهة نشطة للغاية وتنشر اشياء بلا نهاية لتحطيم العصر الجميل والمثقف وتحويل رموزه لدى الجيل الحالي إلى أشياء مقيتة كريهة بتكرار الهجوم عليها وتحقيرها ..

 

الأخطر من كل ذلك هو تحول كل وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصانع للأخبار تروّج بحرفية عالية تفوق وكالات الأنباء لكل القضايا الإشكالية وبتزوير متقن .. وهي ماهرة في طرق الابتزاز والتشهير التي توجه الضمائر والعقول وتتكامل مع عمل الفضائيات .. فإن لم تصدق الفضائيات وقررت مقاطعتها فان وسائل التواصل الاجتماعي لك بالمرصاد وهي تتحرك بشكل يثير الشبهات .. فهي لها قدرة هائلة على التشويه والضغط النفسي على الضحايا الذين لايستجيبون لاتجاهها أو يميلون إلى حياد لايروق لتلك المحركات الرهيبة للمجتمع .. ومايلفت النظر هو توجيه حزمة هائلة من الحسابات الوهمية بمئات الآلاف نحو هدف ما إما لإسقاطه شعبياً أو لدعمه أو لإحراجه أو ابتزازه .. وتوجيه تلك الحزم من الحسابات الوهمية إلى قضايا لتتحول الى أزمات نفسية اجتماعية تدار من غرف عمليات خليجية بإشراف "إسرائيلي" وخبرة بريطانية هائلة في الدعاية السوداء لإرهاق الضحية نفسياً ومن ثم إعداد الأرضية لاستئناف الهجوم فضائياً بحجة أنها تناقش قضية أثارت الرأي العام ووسائل التواصل الاجتماعي "البريئة" .. والرأي العام في الميديا الاجتماعية هو في الحقيقة حسابات وهمية تنتجها غرف العمليات الفيسبوكية والتويتر وانستغرام التي تقوم بتوزيع الأفكار على شكل موجات تسونامية لاتردّ ولاتصدّ .. يتلقفها الناس ويتفاعلون معها أو تجرفهم فإذا بها قنابل عنقودية تتفجر بينهم أو غازات كيماوية تفتك بفطرتهم وإنسانيتهم ولاأدل على ذلك إلا تلك الفقاعة المسماة جمهورية فيصل القاسم التي تعد بالملايين والتي ثبت لاحقاً أنها أرقام وهمية وحسابات تنتجها هذه المكاتب لأنها ترسل عبر مئات آلاف الحسابات الوهمية ثقافة رثة يتقنها العبيد وتنسبها إلى جمهور يقوده القائد الهمام فيصل القاسم ..

 

هذه الغرف الاجتماعية هي قلب الهجوم اليوم في أي قضية سياسية قبل الفضائيات فهي تمثل سلاح المشاة بأعداد غفيرة فيما الفضائيات تمثل تلك القاذفات التي تساند سلاح المشاة .. فمنذ فترة قصفت تركيا والسعودية عبر سلاح المعارضة مدينة حلب وقتلت المئات من السوريين .. ولكن الميديا الاجتماعية سرقت الضحايا ودمهم وسرقت البيوت المهدمة ووزعتها بين الأمم على أنها قصف الطيران الروسي والسوري .. وأرغمت الفنانين والممثلين على التبرع بالكلمات والقمصان الحمراء والشعارات .. سواء بكلام محايد أم بكلام معارض .. المهم أن عين العالم نظرت إلى حلب لا إلى داعش والنصرة ولا إلى السعودية وجرائمها في اليمن .. ولكن عندما تقصف الطائرات الأمريكية مدنيين سوريين تصاب الميديا الاجتماعية بالخرس والصمم رغم أن آلافاً من السوريين قتلوا بقصف طيران التحالف الأميريكي ..

 

وكذلك رغم حجم الموت في تفجيرات طرطوس وجبلة فان أحدا لم يلبس قميصاً أحمر ولم يكتب (كلنا طرطوس وجبلة) ولم يتبرع أحد من أصحاب القمصان الحمراء بقميصه لطرطوس .. ورغم عشرات آلاف الضحايا في تفجيرات يومية في بغداد والبصرة ومدن العراق فإن أحداً لم توقظه التفجيرات بل أيقظته معركة الفلوجة ومعركة تكريت وظهرت هاشتاغات (الدعاء للفلوجة) رغم أن الفلوجة وتكريت هما من معاقل داعش الكبرى كما الرقة .. وفي حكاية مجاعة مضايا فإن ذات الرواية وذات المكاتب التي تصنع الهاشتاغات تحركت .. حيث وجهت حزم الميديا الاجتماعية سبطاناتها إلى مضايا وليس إلى دير الزور أو الفوعة ويتحول المنشور إلى فيروس يصيب كل من له حساب ويحاسب من لم يصدر عنه أي بيان أو رد فعل .. ويصبح الجوع في دير الزور صامتاً مثل مجاعات أطفال الأفارقة الذين يموتون بصمت وتختلط عظامهم مع عظام الحيوانات الافريقية النافقة عطشاً وجوعاً .. ولكن الجوع في مضايا يصبح قضية سويسرية وهمّا سويديا وإهانة بحق الإنسانية وكأن سكان نيويورك يتصورون جوعاً من حصار النظام السوري لشواطئ أمريكا !! .. ويصبح كل انسان لديه حساب على وسائل التواصل الاجتماعي معرضا للعدوى والا سقط إنسانياً .. أو كان بليد المشاعر .. مثل حكاية الامبراطور العاري أن لم تشارك في مديح ثيابه فأنت غبي ولاتراها ..

 

ومنذ أيام حدثت واقعة في مدينة المنيا المصرية وهي حادثة يمكن أن تقع في أية حارة أو قرية بين عائلتين مسلمة ومسيحية .. ولكن الميديا الاجتماعية حولتها إلى قضية كبرى بين الأقباط والمسلمين .. وصارت تبتز بها الحكومة المصرية التي صارت تدرك أن الخطوة اللاحقة هي تحويل القضية إلى الفضائيات لاستكمال القصف وإيقاد الحرائق .. ولكن الحكومة المصرية لاتزال تتصرف للآسف بمنطق من يخضع لكافور الأخشيدي .. العبد الذي يملك المال والملك .. وهي تركت الحبل على غاربه للإعلام السعودي يتغلغل في المجتمع المصري والمجتمع الأزهري إلى جانب ميديا اجتماعية إسلامية لتحوله إلى مجتمع كافور الأخشيدي أو مجتمع سلمان بن عبد العزيز .. وهو يبث غازات كيماوية وغازات أعصاب بين المصريين .. بانتظار ساعة الصفر .. التي تتحدد في سورية .. فإن سقط الجدار السوري الذي تحتمي به مصر فإن مصر ستتلقى الطعنة ويتم تفجير الصاعق الديني بين الأقباط والمسلمين في غمضة عين ..

 

أذكر أنه منذ عدة سنوات أقيمت في القاهرة فعالية احتفالية بمناسبة مرور 200 سنة على حملة نابوليون .. وكان الحضور يحتفلون بالاحتلال الفرنسي لمصر ويعتبر أنه كان حدثاً مفصلياً يجب الاعتراف بفضله على مصر .. وعدد المتحدثون مناقب الحملة الفرنسية التي فتحت للمصريين خزائن الكنوز الفرعونية وأطلقت شرارة المعرفة وبدأت عصر التنوير ومشروع محمد علي باشا القولي .. يومها ثارت ثائرة الوطنيين المصريين الذين استهجنوا هذا التمجيد للاحتلال بحجة أنه كان في بعضه خير لأنه تجاهل في النهاية أنه احتلال واستعمار من أجل فرنسا فقط وليس من أجل مصر على الإطلاق .. وأنه لايوجد أي مبرر أخلاقي يسمح بتبرير وجود احتلال من أجل أي هدف كان .. لأن الاحتلال عبودبة مقنعة لأهل الأرض ..

 

لكن هؤلاء إن احتفلوا اليوم فسيجدون مئات آلاف الحسابات الوهمية القادمة من الخليج المحتل والتي ستنشر بين المصريين التي تشجع وتؤيد وتلبس القمصان التي كتب عليها (كلنا حملة فرنسية) .. وهاشتاغ (كلنا نابوليون) .. و هاشتاغ (الموت لسليمان الحلبي) .. و(الجنرال كليبر شهيد مصر) ..

 

المعارضة السورية لم تشذ عن هذا الطريق وكانت تدعي تحرير سورية من الحكم الأسدي كما تقول ومن حكم الملالي الايرانيين والهلال الشيعي .. ولكن كل مشروعها كان من أجل اعادة انتاج فكرة الترحيب بالاستعمار العثماني الذي تحول اليوم إلى عباءة من عباءات الناتو .. أي العثمانيون يحتلون الشرق دينياً والناتو يحتل العثمانيين ويضبط إيقاع حركتهم ..

 

وبذلك ظهرت طبقة من الشخصيات العامة السورية في سوق العبيد والجواري الذين أعادوا انتاج العبودية العثمانية وتمجيد المرحلة العثمانية .. فكتب زكريا تامر أسوأ وأردأ مايكتبه مثقف وكاتب قصة من تعليقات سوقية بذيئة مخجلة لاتصدر إلا عن بائعة هوى .. بل كتب عن الوطنيين السوريين الذين يدافعون عن بلادهم أنهم يشبهون البغال لأنهم مثل الذين جرّوا عربة الجنرال غورو في دمشق ترحيباً به يوم اقتحم دمشق وهم اليوم برأيه يجرون عربة النظام السوري .. ولكنه نسي أنه نفسه يجرّ اليوم العربة العثمانية والسعودية لاقتحام دمشق مثل كل البغال العثمانية ..

 

واستمات صادق جلال العظم في الدفاع عن الدولة التركية العلية ومشروعها السني الذي سيسقط المشروع الشيعي .. وذهب علي فرزات وفنانون ومثقفون آخرون مثل أي إخواني إلى آقصى زاوية في سوق العبيد وهو مقيد بالسلاسل .. بل أن رنا قباني في مقابلة مع فضائية تركية لعنت عصر القوميات الذي فصلنا عن الرحم العثماني حيث الباشاوات الذين حكموا دمشق وأنشؤوا فيها التكايا والأسواق العثمانية والعدل العثماني "الجميل" .. ولكن جاء من بعدهم عهد القوميين والناصريين البغيض وجيل البعثيين المغامرين .. واليوم تعيد الثورة السورية الأبن للأب العثماني .. طبعا لم تنس هذه الجارية العثمانية قبل أن تعبر عن حنينها لبني عثمان ولمشانق جمال باشا السفاح أن تتسلق على أكتاف عمها نزار قباني وكأنها تنال منه التفويض لمديح بني عثمان لمجرد أنه عمها وهو الذي كان أكثر مايكره في شعره هو سلاطين بني عثمان ويعتبرهم من أسوأ الأقدار التي تعرضنا لها وكان أكثر مايحتقر في عهد بني عثمان عهد الجواري اللواتي أحطن بالسلاطين في كل أشعاره .. ولاتغفل الجارية العثمانية أن تمتطي ظهر شاعر كبير آخر هو محمود درويش لتذكر الجمهور أن شاعر فلسطين كان زوجها وهي إن تحدثت عن العثمانيين فأنها تمثله أيضاً .. وطبعا غاب عن الحديث زوجها باتريك سيل لأن الزوج الأخير أميل للحكم "الأسدي" ولذلك تم تذويبه (بالأسيد) العثماني في الحديث .. وعندما تحتاج المرحلة إخراجه من قبره للاستعانة به لنشر فكرة ما ستتذكر أنها تزوجت يوماً باتريك سيل ويتم تذويب محمود درويش ونزار قباني في الحموض والقلويات التي تطبخ بها الجارية ثقافة الجواري والعبيد ..

 

هؤلاء هم من يتقدم الدواعش وجيوش الجولاني ويشقون لها الطريق إلى قلوبنا وعقولنا .. والسؤال الذي يلح هنا هو هل يمكن أن يأتي زمن يولد فيه جيل من الفلسطينيين والسوريين والعرب والمسلمين الذين يشكرون الله على قيام "دولة إسرائيل" ويصلون شكراً لله أن نكسة حزيران لم تمكن عبد الناصر من "إسرائيل" ويحملون صور أنور السادات كما حملها الجنود "الإسرائيليون" (الصورة المرفقة) في حرب تشرين 73 عندما وافق على وقف إطلاق النار وترك تصفية ثغرة الدفرسوار التي لو حدثت لكانت أكبر محرقة للدبابات "الاسرائيلية" في التاريخ بتدمبر 400 دبابة؟؟ طبعا هذا الجيل الفلسطيني بدأ يصنع وكانت أولى صادراته الجاسوس عزمي بشارة الذي خدم"إاسرائيل" كما خدمها بن غوريون .. حيث تمكن هذا الجاسوس من اختراق العقل العربي الإسلامي وتحميله بحلم الدولة الإسلامية التي تفتك بالدولة الوطنية وأن التحالف مع "إسرائيل" ضرورة إسلامية لقيام دولة الشريعة .. وصار ابن تيمية كما يقول ثائراً لايشق له غبار .. أما عبد الناصر فمغامر فاشل..

 

هناك عمل كبير مطلوب من الوطنيين في كل الدول التي تتعرض لهذه الفيروسات ولابد من إيجاد كتل إعلامية وورشات عمل تقدم أفكاراً لامتصاص هذا الموج الصناعي .. الروس سبقونا واخترقوا الميديا الاجتماعية وبدؤوا بإطلاق محطات على اليوتيوب ناطقة بالإنكليزية وأطلقوا عشرات المواقع على النت ويروجون لها لكي تتمكن من أن تتصدى للميديا الاجتماعية وأسلحتها الفتاكة وتقوم بتبديد جهدها وتشتيته .. بل إن متابعيها الغربيين صاروا يشكلون طبقة لايستهان بها وهم بدؤوا في مغادرة وسائل الإعلام الغربية في رحلة البحث عن المعلومة الصادقة فقد صارت هناك قناعة بين نخب الغرب أن مايقال في الإعلام هو كل شيء الا الحقيقة .. واقتنص الروس هذه اللحظة وبدؤوا في اجتياح مواقع التواصل وانشاء المواقع الاخبارية ..ولايمر أسبوع إلا ويرسل لي أحد الأصدقاء الأوروبيين مواقع جديدة فيها رواية مختلفة عن الأزمة السورية لاتشبه روايات الجزيرة والبي بي سي ولاروايات الفسيبوك العربي وجمهورياته الوهمية ..


علينا أن نتحرك وأن نفكر في إحراج الخصم والبحث عن صواريخ باليستة اجتماعية تدمر سوق العبيد .. والجواري .. الذي ينشر ثقافة العبيد والعبودية .. وأن نحرر العبيد والجواري .. ونفك السلاسل التي تربط أرواحهم وأرواحهن ..

 

وقد كتب أحد الحكماء لصديقه عندما رأى ثورة للغوغاء والعبيد والجهلاء الذين يتبعون الجهلاء: إني لأرى الثوار وقد ملؤوا الدنيا بالثورات ... إن الثورة تجتاح العالم .. وهذا يعني أن الظلم كان قد اجتاح العالم .. لكن لا تبتهج يا صديقي فلن يحصل شيء .. فالثوار العبيد الذين يقودهم العبيد هم أولئك التواقون كي يصيروا ظلّاماً من حيث لا يدرون كتوق العبيد إلى التسيد بحجة الحرية .. أولئك لم تتعبهم العبودية لكن ثمن سكوتهم صار بخساً وهم يريدون الآن أكثر ... إنه صراع على عرش الظلم وتنافس على احتكار القوة.. وغداً ستذكرني يا صديقي عندما يتحول الثوار ذوو العيون الغاضبة .. والحناجر الصارخة ....والقلوب الهائجة .... والأفكار المتلاطمة كجبال الموج ...إلى أسياد خلف الأسوار .. تحميهم الكلاب والسيوف والرماح والبنادق والجنود .. وسيصير لهم أزلام ... وسيصير من في خارج الأسوار ... ثواراً ..

إن العبيد لايستحقون الحرية إذا كانوا لايقبلون بقيود الحديد ولكنهم لايرفضون أغلال الذهب .. وإن العبيد لايستحقون الحرية اذا مارأوا أن سلاسل الفولاذ في المعصمين كريهة ولكن الأغلال زينة في العنق اذا كانت من ذهب ..

 

وتذكر أن لافرق بين العبد الذي تجرّه بسلاسل الحديد والعبد الذي تجرّه بسلاسل الذهب .. وإن العبيد لايستحقون الحرية قبل أن يحطموا أسواق العبيد .. وأرواح العبيد في أرواحهم

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=35517