وجهات نظر

باختصار : الأشقر الأميركي وفدرلة سورية

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن العُمانية

 

يعجبني كثيراً ماكتب عن أن الولايات المتحدة الأميركية لاتصل إلى الصح إلا بعد أن تكون ارتكبت الخطأ تلو الخطأ، ربما تراكم الأخطاء هو المنفذ الذي تبحث عنه أميركا في المعالجات عموماً .. لاشك أن الأمر ينطبق على خيار الرقة والتجربة الأخرى للحرب الطاحنة بين "داعش"  والأكراد ، كما حصل في عين العرب.

 


ربما لم يلفت تلك الإشارة التي وضعها مقاتل أصفر الشعر بسحنة أميركية على صدره وتحمل شعار "سورية الديمقراطية " وهو يقف فوق دبابة متجهة إلى شمال الرقة لقتال " داعش " .. مقدمة لفهم نوايا الدولة الأعظم قبل أن يغادر بيتها الأبيض الرئيس أوباما.

 


ذاك الرئيس الذي يسعى الى ترتيب ملفات سيكون من الصعب فتحها مع الرئيس الأميركي الجديد أيا يكن.

 


يسود الاعتقاد من خلال تبني الولايات المتحدة لتلك القوة الكردية، أن حصتها من الحرب على سورية قد حان اقتطاقها، وهي تسمح لها بأن تقترب من النية القائلة بأن أفضل علاج للحل السوري هو الفدرلة، وخير مايحقق ذلك الأمر إعطاء الأكراد السوريين مقدمة تنفيذ مثل هذا المشروع أو الحل الذي كان سبق للرئيس بشار الأسد أن رأى فيه كارثة على سورية، وربما على المنطقة أيضاً.

 


وبالمتخيل لهذا المشروع الذي يتم ترتيبه بهذه الطريقة السافرة التي يشترك فيها إلى جانب الأكراد ما يقارب الخمسمائة أميركي يقال عنهم مستشارون لكنهم في الحقيقة من نخبة المقاتلين في الجيش الأميركي.

 


يعرف الأميركي قبل غيره، أن تشتيت شمل "داعش"  الموجود في الرقة ليس سهلاً، ولهذا قيل أن المعركة هي فقط في شمال المدينة السورية الجميلة، لكن من يحسم في الشمال تنفتح أمامه الوسط ثم الجنوب فالشرق والغرب، إنها لعبة الخطط التي تقرأها جيداً القيادة السورية في دمشق، وتعرف أبعادها، ولسوف لن تقبل بانجاز مهما قيل فيه، يضر بوحدة سورية التي تبناها حتى الأميركي في مؤتمر فيينا، وجاءت تعبيراً ملزماً وصارماً .. بل هي فكرة الروسي المركزية التي لاحياد عنها، إضافة الى كل من يشارك في الحرب على الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري.

 


هل تكون حرب الرقة المفترضة بقيادة قوات سورية الديمقراطية وتخطيط الأميركي واحتضانه ومشاركته، صورة الأميركي البشع في الحرب على سورية ووجهه المتخفي وراء أقنعة متعددة ، أوهي الأخطاء التي يرتكبها الأميركيون في تراكمها الذي يفيض أخطاء ، من أجل وضع الحل السوري أمام الأمر الواقع.

 


وصفت وزارة الخارجية السورية الوجود العسكري الأميركي في شمال سورية بأنه تدخل مريب له أبعاده غير المأمونة.


لعل كل حراك أميركي في أزمات المنطقة وخصوصاً في سورية والعراق، يثير مخاوف من أبعاده ، فكيف عندما تكون مشاركة مباشرة في قتال جنباً إلى جانب الأكراد، أو استيلاء على قرار العراق بمنع معركة الموصل لأن للاميركي فيها خطة خطيرة الأبعاد كما هو حال خطتها في مدينة الرقة السورية.

 


ذلك الأشقر الأميركي الذي يجلس فوق دبابة تتحرك باتجاه الرقة، لايمكن مشاركته بلا مقابل أو حباً بمساعدة سورية، بقدر ماهو أكبر من استعراض للقوة، وصولاً إلى الجانب المخفي من الحرب الأميركية على سورية،  ومن ثم في العراق.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=35462