بطل من سورية

الشهيدة شذا سليمان .. تفوقت في حياتها وسمت بشهادتها


الإعلام تايم - نزيهة حسن


ولدت الشهيدة شذا سليمان في مدينة طرطوس عام 1986 لعائلة سورية تميزت بالوطنية والقيم العالية والأخلاق الفاضلة، فنشأت وترعرعت على هذه القيم وسط شقيقتيها الكبرى والصغرى. وتميزت شذا خلال دراستها الابتدائية في مدرسة الشهيد سمير علي بتفوقها على أقرانها ونالت رضا معلميها وحب رفاقها فحققت المراتب الأولى والدرجة العالية وحصلت على الريادة في مادتي الرياضيات والفصاحة والخطابة لتتابع مسيرة تفوقها في المرحلتين الإعدادية والثانوية.


ويقول والد الشهيدة المهندس معين سليمان أن ابنته "نالت في عام 2004 شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) بتفوق وأكملت دراستها الجامعية في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (البحوث العلمية)، لتتخرج من المعهد المذكور باختصاص هندسة نظم الكترونية بدرجة جيد جداً وتتابع عملها في المعهد كمعيدة. وكان لها نشاطات متعددة ومتميزة خارج أوقات دوامها في المعهد بالإضافة إلى تفوقها في عملها، فحظيت بمحبة وتقدير رفاقها وزملائها في المعهد".


ويضيف الوالد المكلوم .. "صاحبة الطموح والتميز لم تكن لتقف عند حد، بل كانت تتطلع بشوق إلى متابعة تحصيلها العلمي ونيل شهادة الدكتوراه في مجال عملها... هذا الحلم الذي قنصته يد الإرهاب الغادر عندما استهدفها إرهابيون مرتزقة وهي في طريقها إلى عملها التدريسي في المعهد بتاريخ 31 آذار 2013 لينتهي بذلك الحلم ويتوقف في تلك اللحظة دورها في إعداد أجيال متسلحة بالعلم ومتابعة مسيرتها في خدمة الوطن .. ولتمتزج دماؤها مع دماء شهداء الجيش العربي السوري".


يقول والد الشهيدة شذا "إن الجرح كبير والألم كذلك .. لكنها الحرب على سورية وعلى عقولها وكوادرها التي تم استهدافها منذ اليوم الأول بالاغتيال والتفجير والقنص .. إن تصفية العقول والقدرات الثقافية والفكرية وحتى الفنية هو إرهاب معتمد تقوده القوى الصهيونية وبأدوات داخلية مرتزقة لتفكيك سورية وجعلها بلد ضعيف.. ولكن سورية قوية قادرة على الاستمرار والتجدد .. وهي تستحق منا كل تضحية."


والدة الشهيدة المدرسة والمربية الفاضلة جمانة يونس تحدثنا وهي تلاحق بعيونها الدامعة لوحات فنية معلقة على جدران المنزل .."هذه من أعمال الفنانة الشهيدة شذا ...بأصابعها الطرية وريشتها الناعمة وفكرها المبدع رسمت هذه اللوحات.. لهذه الأشياء كلها قتلوها.. لأنهم الجهل والظلام ونحن العلم والنور.. لذلك هم يستهدفون  الكوادر والكفاءات العلمية ...يريدون إيقاف العملية التربوية والتعليمية في سورية.. لكنهم فشلوا لأن معلمي سورية سيتابعون تعليم أبنائهم  حب الوطن وفداءه والتضحية من أجله"


هنيئاً لسورية بهذا الشعب الصابر المؤمن .. الشعب الذي يقدم أغلى ماعنده لحماية الوطن .. الشعب الذي يربي أبناءه على قيم البطولة والتضحية والإخلاص للوطن. الرحمة لأرواح شهداء سورية قناديل الظلام وسبيل الخلاص والنصر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=53&id=34896