تحقيقات وتقارير

مسلسل الحرائق المكسيكي بمصياف...مع انتظار العقوبات بحق مفتعليها


الإعلام تايم -  لبانة علي

الغابات  ثروة وطنية كونها من أهم الموارد الطبيعية ولها دور كبير في الحفاظ على التوازن البيئي، والتنوع الحيوي وإمداد الأرض بالأكسجين وحماية التربة من الانجراف، كما تشكل موئلاً طبيعياً للكثير من الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات ويضاف هذا كله أنها متنزهات يؤمها السياح وعلى ما يبدو يوجد من نسي قيمتها وأهميتها، والدليل واضح  من خلال التعدي الجائر عليها.

 

مسلسل الحرائق المفتعلة المكسيكي، في أجمل مناطق وغابات مصياف الحراجية والطبيعية، جاء ليستفيد منه تجار الحطب الذين يستغلون الظروف الأمنية في المحافظة لمصالحهم الشخصية الضيقة ومنافعهم الذاتية، حتى لو كان الثمن أجمل غابات الوطن !!. في البداية عندما كثرت مظاهر التعديات على الثروة الحراجية  كان السبب هو لجوء الناس إلى الحطب كوسيلة للتدفئة في ظل نقص المشتقات النفطية ولاسيما أن مصياف تمتاز بمناخ قاس وبارد شتاءً، وسهل الأمر على ارتكاب المخالفة من قبل الأهالي أن معظم الغابات تقع قرب التجمعات السكنية  والبيوت .. ومع هذا كان الوضع مقبولاً رغم القلق على تدهور الثروة الحراجية إلى أن تحولت التعديات من قطع الأشجار إلى افتعال الحرائق وبشكل مريع لا يدع مجالاً للشك بأنه يأخذ طابع المؤامرة على البيئة والمؤامرة على الوطن لأنها لا تقل خطورة عن تلك الأعمال التي يقوم بها "الإرهابيون".

 

الحرائق العام  تعدت الاحتطاب وتجارة الحطب، لأنه لم يقتصر على الحراج وإنما وصل إلى الحاق الأذى بالممتلكات العامة  فكادت النيران أن تصل إلى بيوت الناس في القرى القريبة، هذا ما  أكده عدد من الأهالي  لموقع "الإعلام تايم"  في اتصال هاتفي معهم فالنيران التي أضرمت بفعل فاعل، تقف وراءها الجهات ذاتها المستفيدة من حرائق العام الماضي، يقول "أبو حسين" وهو من سكان احدى القرى المجاورة  للغابة التي احترقت : "على مرأى منا مئات الأشجار التي لا يمكن تعويضها مطلقاً، ولم نستطع فعل شيء، لقوة اضطرامها ولضعف إمكاناتنا، فنحن لا نملك سوى "سطول" المياه!!. فقد بقينا 4 أيام دون ماء وكهرباء نتيجة الحرائق فقد التهمت  النيران الكابلات الكهربائية التي تغذي قرانا مما أدى لتعطيل مضخات المياه التي تعمل على الكهرباء".

ولمزيد من المعلومات عن الحرائق  أجرى موقع "الإعلام تايم" اتصالاً هاتفياً مع رئيس مركز إطفاء مصياف المهندس مدين علي  وتم  سؤاله عن الحرائق التي حصلت في المنطقة فقال:" الحرائق هذا العام جاءت مبكرة فعادةً الحرائق تحصل في شهر حزيران وما بعد حيث فاقت نسبة الحرائق هذا العام الأعوام الماضية ، ووصلت أعدادها إلى 25 حريقاً بمناطق عدة  بدأت بتاريخ 21نيسان وانتهت بحريق بمنطقة اللقبة في الرابع من أيار, وكان أضخمها حريق "غابة البستان"  بين قرية البيضا و الرصافة الذي التهم مساحات واسعة من أشجار الصنوبر والبلوط والأكاسيا وغيرها..، لم نستطيع تقدير المساحات المحروقة بشكل دقيق لكن تقريباً حوالي 700 دونم تم حرقها .

هل عرف مصدر الحرائق أهو بفعل فاعل أم ماذا؟؟ أجاب علي: نعم هو بفعل فاعل لأن الحرائق كانت تُفتعل حوالي الساعة 4 فجراً والـ8 مساءً، وعناصر الأمن الجنائي الآن تقوم بملاحقة 3 أشخاص تم التأكد من تورطهم بافتعالى الحرائق في المنطقة كما تم استدعاء عدد من العاملين في مركز الإطفاء وحماية الحراج للتحقيق معهم .

وحول الإجراءات المتخذة الآن لحماية ما تبقى من الغابات قال علي: " قمنا بتشديد الحراسة وزيادة عدد الحراس حتى وصل العدد إلى 50 حارس أقل شيء في كل منطقة وهذه هي المرة الأولى التي تصل هذا العدد من الحراس ، وأيضاً طالبنا  بزيادة عدد صهاريج الإطفاء حيث يوجد  5 صهاريج  في المركز واحتمال زيادة الاعداد في الأيام القادمة".

مصياف لمن لا يعرفها منطقة جبلية حراجية تغطي الغابات جزءاً كبيراً من مساحتها وهذا يستدعي الاهتمام بها أكثر وتزويدها بأعداد إضافية من صهاريج الإطفاء لأنها منطقة واسعة حراجياً، صحيح أنه يتم المؤازرة من محافظات أخرى ولكن لا تكاد تصل السيارات حتى يكون الحريق قد التهم ما التهمه وكما يقول المثل "اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب"..

فـــ إلى متى سيستمر مسلسل الحرائق دون معاقبة الفاعل، واتخاذ العقوبات الرادعة بحقه ، وإلى متى ستستمر الإجراءات القاصرة والإمكانات المحدودة في مصياف.......؟.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34716