الإعلام تايم - الوطن
ويتشاطر الجانبان رعايته بحكم وقائع الميدان السوري ومتغيرات الواقع الدولي.
وإذا كان معروفاً أن دولاً غربية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وإقليمية كالسعودية وتركيا وقطر ومن يدور في فلكهما أججت الإرهاب في سورية على مدى السنوات الماضية وتواصل دعم الإرهابيين سراً وعلناً وتوفر الغطاء السياسي والدبلوماسي واللوجستي لهم على قاعدة تنسيق المصالح مع الكيان الإسرائيلي مباشرة وعبر بوابة النظام الأردني، فإن أسئلة يطرحها مراقبون وسياسيون أميركيون وغربيون إزاء تعقيدات المشهد السياسي الراهن. وما يثار فيه وتتسلل من شقوقه الدامية ألاعيب سياسية. وفي مقدمة تلك الأسئلة:
ولا جدال في أنه إذا كانت ما تزال هناك بعض الخروقات التي يتلعثم حيالها الجانب الأميركي لأسباب تتعلق بحركة إعادة التموضع الجديد بحيث لا يفقد أوراقه السياسية، وفق الحسابات السياسية لحلفائه، فإن الإرهاب أصبح واضحاً في القرارات الدولية ومحدداً في التفاهمات الروسية الأميركية وما نجم عنها من اتفاقات، ما يعني أن أي محاولات لتسييس الإرهاب أو اللعب على تقسيمه بين أخيار وأشرار هي محاولات فاشلة وبذلك فإن أي تحرك سياسي، دعت إليه باريس كلاً من وزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر والإمارات هو حكماً تحرك مشبوه باتجاه أحلام التقسيم أو الفدرلة أو الكانتونات يزيد النار اشتعالاً، ويمكن اعتباره تمرداً على الرغبة الأميركية التي لن تقبل بحال أن تكون منفذاً لسياسات لا ترسمها مصالحها ومعطيات تموضعها الجديد على مسار العملية السياسية في جنيف ومرتكزها الرئيسي القرار 2254 لحوار سوري- سوري بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة يفرضها هذا الطرف أو ذاك من منظومة حلف الإرهاب حيث ما تزال أنظمة الحكم في السعودية وتركيا وقطر متمردة إزاء تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وتخفي أدواراً خبيثة عبر أدواتها الإرهابية في سورية بانتهاكات متزايدة لنظام التهدئة الذي شمل حلب وريفها وخاصة أنه نظام متكامل مع صلب التفاهمات الروسية الأميركية سواء فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب أو فيما يتعلق بالعملية السياسية في جنيف، وهما مساران إذا تعطل أحدهما، فإن آثاراً سلبية ستصيب الآخر.
ولعله منطقياً، أن تتجه الأنظار باتجاه فرص استئناف جنيف أمام الألاعيب السياسية والتصعيد الإرهابي المبرمج، ما يدفع للتساؤل: لا يبدو الطريق معبداً لاستئناف جنيف 3 أعماله، فالنيات وحدها لا تكفي، وخاصة أن مثلث الإرهاب السعودي التركي القطري جعل القرارات الدولية الناظمة للعملية السياسية في جنيف رهائن سياسية يترجمها وفدهم الذي أرسلوه إلى جنيف 3 بدليل دبلوماسية الهاتف بين لافروف وكيري وما كشفت عنه خلاصة محادثات المبعوث الأممي مع كيري في جنيف بطلب لعقد اجتماع الشهر الحالي لمجموعة العمل الدولية لدعم سورية. ما يتيح فرصة الدوران لعجلة جنيف المتوفقة بفعل الشروط المسبقة والألاعيب السياسية التركية السعودية، ويخلص أميركا من حمولات الإرهاب الإضافية التي تشوه سمعتها كدولة عظمى ولاسيما أن إعلان نظام التهدئة، أكد أن الإرهاب واحد وإن تعددت أسماؤه وأن داعميه ومشغليه أصبحوا عراة أمام العالم ويجب إخضاعهم للالتزام بقراراته الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتجريم التعامل معه تحت الفصل السابع. ولا شك بأنه لم يعد في حسابات السوريين قلق هذا أو ذاك وأن يذرف البعض دموع التماسيح، بعد أن اختاروا فعلهم البطولي عنواناً لإرادتهم الوطنية في الحرب على الإرهاب، والفرق شاسع بين الأفعال والأقوال. لذا فإن السوريين جيشاً وشعباً بقيادة الرئيس بشار الأسد يرسمون بصمودهم ودماء شهدائهم في حلب وغيرها من الجغرافيا السورية حقائق المشهد السوري القادم في السياسة والميدان، فالجيش العربي السوري امتلك زمام المبادرة ويؤكد في كل ساح وحين أن خيل فرسانه معقود بنواصيها الخير طال الزمن أم قصر. |
||||||||
|