الإعلام تايم- الوطن أَلَمُ حلب، ودماء شهدائها المباركة سوف يكونان بوابة الخلاص لسورية كلها، وليس الأمر من باب المعنويات فقط، إنما من باب المؤمن بأنها مدينة الصمود الأسطوري التي ستحرق كل مخططاتهم، ومشاريعهم لإسقاط سورية عبر هذه البوابة التاريخية.
لم يبق شيء إلا وجربوه من التجويع، إلى العطش، قطع الدواء، وحتى حرق الأسواق التاريخية، وتدمير العشرات من المباني الأثرية، واستهداف المدارس، والجامعة، والجامع، والكنيسة، وآخر شيء استهداف المشافي والمباني السكنية، وكل أحياء حلب بلا استثناء، والهدف واحد: إركاع أهل حلب الشامخين- الأباة، وجعلهم يستسلمون لما يريده القتلة والإرهابيون، وداعموهم.
– سؤال منطقي قد يُطرح: لماذا هذا الحقد على حلب، وأهلها، ولماذا هذا السعار الإعلامي، السياسي، الإرهابي الآن، وفي هذه المرحلة؟
الآن: ما الذي يجري بين واشنطن وموسكو؟
تدرك قوى العدوان على سورية أن استهداف "النصرة" وضربها وهي العمود الفقري لإرهابهم، سوف يعني فيما يعنيه أن الفصائل الأخرى الأقل قدرة على المواجهة سوف تجد نفسها في معركة خاسرة، وخاصة أن الذراع الأخرى أي "داعش" تعرضت لهزيمة منكرة في تدمر، ولذلك فإن واشنطن لا تستطيع الاستمرار في التهرب بعد اتهام لافروف لها بأنها لم تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق الروسي- الأميركي الأول حول "وقف الأعمال القتالية"، وبالتالي في حال عدم تنفيذها لالتزاماتها فإن هذا سيعني سقوط التفاهمات، وإمكانيات التسويات، مع موسكو، وهو ما لا تريده إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كما يبدو، لأن موسكو تريد من ذلك وقف عمليات الابتزاز الإعلامية، والسياسية والإنسانية تحت لافتة قصف مواقع "المعارضة المعتدلة"!!!
تدرك واشنطن أن عدم سيرها بالتفاهمات مع موسكو سوف يعني انطلاق العمليات العسكرية الواسعة ضد هذه التنظيمات الإرهابية حيث أعلنت روسيا أنها لن تضغط على دمشق من أجل وقفها، وخاصة أنها تجاوبت مع كل مبادرات التهدئة، وكانت النتيجة المزيد من قتل السوريين، وسفك دمائهم.
تقديري: إنه لا إمكانية لمنع معركة حلب الحاسمة لأن ما يجري ليس سوى محاولات تخدير لتنظيمات لا تفهم إلا لغة القوة، ولدول إقليمية عادت مرة أخرى إلى المربع الأول، وخاصة "المملكة الوهابية" التي لا تزال تتحدث بعد خمس سنوات مثل "أهل الكهف" ولم تفهم بَعدْ معادلة سورية، والسوريين، ولا يمكن إفهامها إلا بطريقة واحدة هي الطريقة التدمرية مع داعش.
ودليل ذلك أن إعلام النفط، والغاز عاد لتكرار أساليبه التي استخدمها قبل خمس سنوات، من دون أن يدرك أن ما يكتب في الغرب عن تورطه، وإجرامه، ودعمه للإرهاب أكثر مما يكتب ويُنشر في إعلامنا، فورقة التوت سقطت تماماً، وما نشاهده منظر مقرف لوحوش تريد أن تظهر على أنها بشر.
أدرك أن الكلام لن يُعيد شهيداً ارتقى ولن يُضمد جراح طفل، أو شيخ، أو امرأة، أو يزيل خوفاً، وقلقاً ولكنه سيعبر عن كل ما يعتمل في صدورنا، وما نفهمه، لنعرف عن أي معركة نتحدث، وأي أعداء نواجه، وطبيعة معركتنا.
المعركة قاسية، ومصيرية، ولكن لا خيار إلا الانتصار فيها، لأن هذا الانتصار سيكون انتصاراً للحضارة في وجه الهمجية، وللأخلاق في وجه المنافقين- والدجالين، وللسيادة في وجه التبعية، إنه انتصار التحدي، والصمود، صمود سورية، وصمود حلب الذي سيهزمهم بكل تأكيد. |
||||||||
|