نافذة على الصحافة

لماذا يعتمد مستقبل سورية على القتال في حلب؟


الاعلام تايم - ترجمة نور الهدى حسن

 

كتبت صحيفة بيزنس انسايدر businessinsider مقالاً عن حلب وجاء فيه:

 

أصبحت حلب النقطة المفصلية في جولة العنف الجديدة خلال الحرب السورية رغم استئناف محادثات جينيف 3 التي كانت مقررة في 13 نيسان الجاري.

 


أشعلت الانتهاكات المستمرة لهدنة وقف إطلاق النار القائمة من قبل فصائل المعارضة وموالي الحكومة السورية وقود الاندلاع الأكبر للعنف شمال سورية حيث تم الاتفاق على تطبيق الهدنة في 27 شباط الماضي، مهددةً  بالانجرار نحو انهيار أشمل للهدنة الهشة.


من المتوقع أن يتزايد مستوى العنف في شمال حلب خلال الأسابيع القادمة فيما تتنافس تركيا والولايات المتحدة على متابعة نهجها وتركيز الجهود بقيادة التحالف لقطع الخطوط الأرضية للتواصل بين مدينة الرقة والحدود السورية-التركية.
عملت تركيا على تمكين وتقوية مجموعات المعارضة في محافظة حلب لكي تفشل أي مكاسب برية يحرزها الحزب السوري الكردي الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة في حربها مع داعش.


احتفظت الحكومة السورية وحلفاؤها بمواقعهم في مطار كويرس الذي يخوض الجيش العربي السوري من خلاله معاركه على الأماكن التي تسيطر عليها داعش في حلب.


سيصل هذا التنافس المحلي للسيطرة على حلب والصراع الجيوسياسي الأكبر بين أمريكا وروسيا وإيران وتركيا وانعكاساته إلى درجة غليان خطيرة في الأشهر القادمة.


1- استئناف الاعتداءات في جنوب حلب:

سيطر فصيل القاعدة في سورية (جبهة النصرة)  والإئتلاف من مجموعات المعارضة الأخرى بما في ذلك الجيش السوري الحر الذي تدعمه الولايات المتحدة على البلدة الاستراتيجية العيس في جنوب حلب في الأول من نيسان إثر اشتباكات تضمنها ما لا يقل عن ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة.


أدان الجيش العربي السوري في بيان له هذا الاعتداء باعتباره خرق كبير لهدنة وقف الاعتداءات وهدد بإعادة السيطرة على البلدة، فيما اعتبرته المجموعات المعارضة ردة فعل مبررة لقيام قوات موالية للحكومة السورية باختراقات وقف إطلاق النار عبر البلاد.


حشدت القوات الداعمة للحكومة السورية قواتها لشن هجوم مضاد وسط انتشار تقارير حول استئناف روسيا حملتها الجوية في حلب.


وأعلنت إيران إرسال مستشارين من القوات المسلحة التقليدية في انعطاف بارز لتدخلها في سورية.


اشتد تصعيد العنف العسكري المتفاقم في الخامس من نيسان بعد قيام مجموعة أحرار الشام السلفية الجهادية البارزة بإسقاط طائرة حربية سورية في العيس.


تأتي هذه الحادثة وسط شيوع شائعات عن نية تركيا والسعودية وعناصر أجنبية أخرى بتزويد المعارضة بعدد قليل من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف بينما تبدأ روسيا بحملتها الجوية في سورية.


2- مناوشات الأكراد والمعارضة في حلب:
اشتبك فصيل قوات سورية الديمقراطية (المؤلف من قوات الحماية الكردية السورية وفصائل موالية له من المعارضة) مع جبهة النصرة وفصائل معارضة أخرى في حي الشيخ مقصود في مدين حلب في الخامس من نيسان، فيما اتهمت مجموعات معارضة قوات سورية الديمقراطية بالتعاون مع الحكومة السورية لقطع أوتستراد الكاستيلو الرئيسي الذي يعد طريق إمداد للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب.


أشعلت التوترات الطويلة الأمد مع الأكراد السوريين عنفاً مفتوحاً في الأشهر القليلة الماضية بعد قيام القوى الديمقراطية السورية بمساعدة الجيش العربي السوري بقطع خط التواصل الرئيسي بين مدينة حلب وتركيا في شباط 2016.


3- تقدم المعارضة المدعومة من تركيا على الحدود السورية التركية:
استولت غرفة عمليات "حوار الكلس" المكونة من تحالف يضم مجموعات معارضة مدعومة من الولايات المتحدة وتركيا على بلدة الراي شمال حلب في 7 نيسان التي كانت تحت سيطرة داعش، حيث تعتبر الراي طريقاً رئيسياً للتهريب غير المشروع عبر الحدود للمقاتلين الأجانب وتؤمن الإمدادات لداعش في سورية.


يأتي التقدم كجزء من الهجوم المستمر على طول الحدود السورية-التركية الذي أدى لاستعادة 16 قرية من داعش على الأقل منذ31 آذار.


كثفت تركيا من توفير شحنات الأسلحة ونيران المدفعية على الحدود وأشكال أخرى من الدعم للقوات المعارضة شمال حلب خلال الأشهر الأخيرة في محاولةٍ محتملةٍ لتحول دون تحقيق وحدات الحماية الكردية السورية المزيد من المكاسب في المنطقة الحدودية.


4- الولايات المتحدة وتركيا يتنازعان على عمليات محاربة داعش:
أعلنت قوات سورية الديمقراطية التحالف المؤلف من وحدات الحماية الكردية (واي بي جي) وفصائل المعارضة المتحالفة التحضيرات لعملية عسكرية قادمة لاستعادة منبج الواقعة تحت سيطرة داعش  شرق حلب.


تُعد منبج المحور الرئيسي للمقاتلين الأجانب والإمدادات التي تعبر الحدود السورية التركية مما يمثل هدفاً رئيسياً لقوات التحالف الأمريكي في جهودها لعزل مدينة الرقة.


رغم ذلك تواجه العملية عقبات كبيرة، كما قاومت  قبائل التركمان والعرب المحليين عدة مبادرات للمشاركة في العملية بسبب زعمهم تعرض المدنيين للمعاملة السيئة في المناطق التي قامت وحدات الحماية بتطهيرها سابقاً.


وفي الوقت نفسه، ربط الرئيس التركي دعمه للعملية بمطلب مشاركة فصائل عربية تتبع لمذهب معين للتنصل من علاقاتهم مع قوات سورية الديمقراطية إضافةً لمطالبة الولايات المتحدة بتقديم دعم جوي إضافي لجماعات معارضة تدعمها تركيا في شمال محافظة حلب.


عقدت الولايات المتحدة اجتماعاً تقنياً مع تركيا في 4 نيسان لمناقشة العملية التي تبقى مسألة خلافية نظراً للروابط بين  الوحدات الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني  الذي تعتبره تركيا مجموعة إرهابية يشن حالياً تمرداً نشطاً في جنوب تركيا.

 

 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=34375