وجهات نظر

باختصار: "يا ماما قلبي بيوجعني"!


الاعلام تايم_الوطن العمانية

هل سمع أردوغان نداء ذاك الطفل الحلبي وهو يحتمي بأمه ويوجعها بكلامه الطفولي وإحساسه العفوي. لعله نسي أن للتاريخ آذانا تحفظ، وأن الرب مطّلع على كل شيء، وأن حلب التي وضعها في دائرة الموت بعد أوامر صارمة منه، سوف تستيقظ غداً غير ناسية ولن تغفر.

ليست المرة الأولى التي تتأوه فيها مدينة المدن حلب وتطلب الرحمة دون أن تتنازل عن قيمها التاريخية التي حاربت فيها كل لصوص التاريخ من هولاكو إلى تيمورلنك .. هي مدينة الصبر الذي يفوق كل صبر وانتظار .. كل حلبي على علم بأن الجيش العربي السوري يستعد لأكبر عملية ضخمة يتم فيها دحر "جيش" أردوغان الإرهابي وغيره من الجيوش المعتمدة في أكبر إساءة لحلم الإنسان على الأرض.

هذا الصغير الذي ناجى أمه ووجهه مليء بالدم، سيرتد مشهده على كل الذين غرسوا النقمة في قلوب الأطفال ليكونوا نواة ثأر قادم. هؤلاء اللاعبون بالدم في حلب وفي غيرها، كيف لهم أن يناموا وأن يحلموا، لكني يقينا أعرف أنهم بلا قلب وبلا ملامح روح، وبلا حب، سوى أنهم يقرؤون الحاضر بعقل بارد، دم أطفال الآخرين سيان بالنسبة إليهم.
اللعبة المكشوفة على أهل حلب سوف تورط كل من أذاها وسمح لهذا الموج من القذائف أن يحرق قلوب أهلها قبل أن يدمر مساكنهم، وأن يخرج طفولتها من أمل مقيم في نفوسهم بإمكانية الحياة، إلى جعل كل طفل قنبلة جاهزة للتفجير في مرحلة الشباب ضد كل من ارتكب الإثم والخطيئة بحقه.

أعرف تلك المدينة ولنا فيها مثقفون وشعب طموح وعقل ماهر، كما لنا فيها تلك الجماليات المزروعة في كل ركن من أركانها وهي تتحدث عن قدم المدينة، وعن أنها جارة التاريخ في رحلته المتعددة الأشكال والصور.. بل حلب هي ذاك النهم للمثول في الزمان عبر كل أوقاته، وتشهد بذلك قلعتها الشهيرة التي احتضنت المدينة من كل أطرافها لتكون الوجه الذي يقول زمنية مؤسسة في صلب الأرض.
قلب ذاك الطفل الصغير يوجعه، وهو قلب سوف يكبر على الوجع من المرتكبين بحقه، من كل من رماه بقذيفة أو رصاصة، ومن الذي أمره بأن يفعل شر الموبقات .. فأطفال حلب وكل أطفال سورية أشد من توجع في حرب شنت على وطنهم الطيب، تريد أن يكبر هذا الوطن بلا هوية، وبلا وجه مشرق عاشه طوال زمنه، وبلا جيش له حلم البقاء على كونه قلب العروبة النابض، بل بلا شعب تربطه لحمة يصعب انفكاكها كما يشتهي المتآمرون.

قلوب الأطفال السوريين تردد قولة الطفل الحلبي، وهؤلاء يستعدون للسنوات المقبلة وفي ضميرهم سورية الثابتة التي عاشوها أملا مع حافظ الأسد، واستمرارا مع بشار الأسد، لن يتغيروا عن العهد ولن يتراجعوا عن الأمانة .. مصير بلادهم ووطنهم وأمتهم بين أيديهم، هكذا علمهم حافظ الأسد، وهكذا بشرهم بشار الأسد، هكذا يعيشون ولهم في حلم الحقيقة ما يرضيهم الآن وغدا.
اللعبة التركية المكشوفة سوف تمضي كما مضت كل ألاعيبها .. ستعبر المحن، هي مرحلة الصبر العظيم، ولتكن العيون شاخصة على الجيش العربي السوري الذي تستعد أسوده لأكبر عملية ستكون سابقة في تاريخ كل المعارك الكبرى من أجل تحرير حلب.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=34351