تحقيقات وتقارير

مجدداً.. مجلس الأمن يكبح حلم "إسرائيل": الجولان أرض سورية


الإعلام تايم_فرح مخيبر

"ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".. مقولة يجب أن تتحول إلى فعل وسياسة في أبجدياتنا اليومية، فجميعنا يدرك تماماً أن حكومة الاحتلال لن تقدم الجولان السوري المحتل على طبق من فضة، والرسائل الصهيونية من وراء عقد الجلسة الأسبوعية للحكومة الصهيونية قبل أيام في أراضي الجولان، يراد منها تكريس الاحتلال والهيمنة في الجولان.

وعلى الرغم من أن الطموح الإسرائيلي في هذا المجال ليس جديداً، إنما المستجد فيه هو الإعلان الصريح عنه عبر حركة على أرض الواقع، لكن محاولات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باءت بالفشل حين رفض مجلس الأمن الدولي قرار ضم الجولان إلى كيان الاحتلال، مؤكداً "عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة".

هنا لابد من الاشارة إلى أن الرسالة الصهيونية التي قرر نتنياهو إيصالها  إلى المجتمع الدولي بأن انسحاب "إسرائيل" من الجولان "ليس مطروحا على الإطلاق، في الحاضر ولا المستقبل"، اصطدمت بجدار منيع في الأمم المتحدة التي اعتبرت أن تصريحات نتنياهو واستجداء عواطف المجتمع الدولي هو تطاول على قراراتها السابقة التي تطالب بالانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان. 

جاء ذلك الرفض الأممي بعدما سارعت دمشق إلى إدانة اجتماع حكومة الاحتلال في الجولان، مؤكدة أنه باطل شكلاً ومضموناً. ودعت وزارة الخارجية، في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، "الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل الفوري لإدانة عقد مثل هذا الاجتماع اللامسؤول، وللمطالبة بعدم تكرار هذا العمل الأهوج، وخاصة أنه يعقد على أرض سورية محتلة".

أسباب عديدة دفعت بكيان الاحتلال لتكرار محاولاته المستمرة في استغلال الأحداث الجارية في سورية منذ أكثر من خمس سنوات، لتحقيق ما تصبو اليه منذ عشرات السنين، كان آخرها محاولة انتزاع اعتراف وشرعنة دولية لاحتلالها للجولان واعتباره جزءاً لا يتجزأ من أراضي الكيان الإسرائيلي.

فالعلاقة العلنية لكيان الاحتلال مع رموز ما يسمى "المعارضة السورية" من خلال الزيارات المتكررة وإرسال التهاني في المناسبات التي تخص الكيان، وخاصة ذكرى النكبة 1948 والنكسة 1967، وجد فيها نتنياهو فرصة ذهبية مع علمه المسبق بالموافقة الضمنية لأولئك الذين يحملون بقيادة مستقبل سورية، للتنازل عن الجولان.

واللافت هنا أنّ حكومة الاحتلال لم ولن تفوت هذا العصر الذهبي لمستقبل كيان الاحتلال، وقد وردتها رسائل تعطيها المزيد من الأمل في ضم أراضي سورية محتلة والطمع بالتمدد، وبحسب صحيفة "معاريف" الصهيونية أن رسالة تهنئة وردت من ما يسمى "فصائل معتدلة" جاء فيها " تمنياتنا بأن نشارككم في العام المقبل فرحة هذه المناسبة العظيمة في "السفارة الإسرائيلية" في دمشق.. نتطلع منذ زمن بعيد إلى إقامة أطيب العلاقات المميزة وعلی كافة الأصعدة مع جيراننا الإسرائيليين. مع أطيب تمنياتنا لدولة إسرائيل قيادةً وشعباً دوام الصحة والسعادة والتقدم والنجاح".

ولتمتين تلك العلاقة قام نتنياهو ووزير حربه موشيه يعلون برعاية الوجود المسلح لمختلف الفصائل الارهابية، وفتح الحدود لمعالجة المصابين من الارهابيين في المستشفيات الاسرائيلية، وذلك وفق تقارير الأمم المتحدة بأنّ مراقبيها قد حدّدوا "في مرّات متكرّرة" اتصالات بين "مسلّحين" وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود.

كما أنه وبحسب القناة الثانية في تلفزيون الاحتلال، هناك مخاوف كبيرة في "إسرائيل" من أن تؤدي مبادئ مبعوث الأمم المتحدة إلى المحادثات، ومن ضمنها أن الجولان أرض سورية، إلى سحب ما أسمته شرعية الوجود الصهيوني في الجولان. وعلى هذه الخلفية، سارع نتنياهو إلى عقد هذه الجلسة الإعلانية.

وفي ما يتناقض مع مساعٍ سبق لنتنياهو أن شارك فيها شخصياً للتفاوض مع سورية بشأن إعادة الهضبة، فقد عقد اجتماعاً، هو الأول من نوعه، لحكومته اليمينية في الجولان المحتل، وأكد أن خط الحدود الحالي لن يتغير مهما جرى خلف الحدود في سورية.

وقال نتنياهو بشكل صريح ومباشر، في جلسة تظاهرية لحكومته للتركيز على "إسرائيلية" الجولان السوري المحتل، إن هذه الهضبة ستبقى "إلى الأبد" تحت السيادة الإسرائيلية، مشيراً  بعدما شوّه التاريخ وأعلن أن الهضبة جزء لايتجرأ من "أرض إسرائيل" قديماً وحديثاً، إلى أنه  "مهما يحدث خلف الحدود، فإن خط الحدود نفسه لن يتغير"، وأضاف أن "الوقت حان، بعد 50 عاماً، لأن تعترف الأسرة الدولية بأن الجولان سيبقى دائماً تحت السيادة الإسرائيلية".

مراقبون قالوا إن "موقف نتنياهو يستند الى قراءة إسرائيلية ترى في الظروف الإقليمية والدولية الحالية فرصة من أجل ترسيخ احتلال الجولان والضفة، ودافع  لرفض تقديم ما يراه أثماناً استراتيجية.

انعقاد جلسة للحكومة الصهيونية في الجولان السوري المحتل لم يكن مفاجئاً خاصة لمن يعرف الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني وسعاره المستمر لضم الجولان المحتل، فالاحتلال قائم والممارسات القمعية والإرهابية والتوسعية ما زالت مستمرة بحق أصحاب الأرض، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الآونة، ما الفرق بين اجتماع حكومة بنيامين نتنياهو واستمرار بقاء جنوده على أرض الجولان؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=34293