الإعلام تايم - الوطن
خطاب (الاتحاد) الأخير للرئيس الأميركي باراك أوباما، ومقابلته مع مجلة (ذي أتلانتيك) في آذار 2016؛ خرج منها بأن الولايات المتحدة تعتبر اليوم قوة عرجاء، وغير موثوقة في السياسة العالمية.
كيف ينظر أوباما للنجاحات والإخفاقات في إستراتيجية الولايات المتحدة في العالم منذ نهاية الحرب الباردة؟ في رأي الرئيس أوباما أن الدبلوماسية الأميركية تبدو أحياناً فعالة عندما يتم دعمها من القوة الصلبة (العسكرية) مع رغبة في التهديد باستخدام القوة عند الضرورة.
في هذا السياق يأتي دفاع أوباما عن قراره بالتراجع عن قراره المُتردّد بضرب أهداف عسكرية سورية في عام 2013، حيث ساعده الرئيس بوتن، في قمة العشرين في بطرسبرغ يومها، بالخروج من أزمته… أوباما اليوم يؤكد قناعته ورفضه الشديد فكرة أن تراجعه عن تنفيذ تهديده بضرب سورية؛ قلص صدقية الولايات المتحدة في المنطقة… وهنا، يبدو أوباما مصمما على الاعتراض على المبادئ التي اعتمدها الرؤساء الأخيرون في الولايات المتحدة واعتبروها مهمة من خلال ممارسة القوة الأميركية… معتبراً أن القواعد القديمة لم تعد قابلة للتطبيق.
متجاوزاً مقولة: إنه على القوة العظمى دعم تهديداتها، ليحترمها أصدقاؤها وتخيف خصوم الحلفاء والناتو، الولايات المتحدة تعتبر أن التحالفات في أوروبا وآسيا… عنصر أساسي لقوتها العالمية. ولعل هذا هو السبب في أن انتقاد أوباما لبريطانيا وفرنسا، بأنهما "من الراكبين بالمجان" في تنفيذهما حملة حلف الناتو التي أدت لتدمير ليبيا في عام 2011، وكانت نتائجها عكسية.
الولايات المتحدة تساهم بـ75% من ميزانية حلف الناتو. كان الخطأ في ليبيا، في رأي أوباما، أن قراره السماح للولايات المتحدة بلعب دور ثانوي في مهمة حيوية لحلف الناتو لأول مرة في تاريخه. ينتقد خصوم أوباما ؛ تركيزه على ما لا ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله، بدلا من التركيز على ما ينبغي لها فعله وبالتالي يشيرون إلى قيود وضعها على السياسة، أوباما كان واضحاً عندما أكد أن هذا هو الوقت للعودة إلى الدبلوماسية. بالمقابل منتقدوه يقولون؛ أوباما لم يعترف بأن الجمع بين الدبلوماسية مع القوة العسكرية ليس بقايا من "قواعد لعبة كانت تمارسها واشنطن".
سيغادر أوباما منصبه تاركاً خلفه بعض البصمات يعتبرها إنجازات عالمية مهمة…
ومن جهة أخرى، فإن أوباما إذ يعتذر عن أميركا، يفترض في نفسه تمثيلاً قوميّاً لمسؤوليّة جماعيّة أميركيّة. وهذا الزعم التمثيليّ ينطوي على تنقية للذات الأميركيّة بما يجعلها، خطأً، وكأنها منزّهة عن ارتكاب الشرّ والخطيئة.
يُنظر المراقبون للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط على أنها سياسة ملتبسة ومشوشة، بل مشلولة.
نظرة تحليلية عميقة للموقف الأميركي من منظور المصالح لا من منظور المبادئ الإنسانية، تشير إلى أن المصلحة الإستراتيجية الأهم للأميركان في الشرق الأوسط تقوم على حماية وضمان أمن إسرائيل أولاً وأخيراً كما أن سياسة أميركا القائمة على الخداع (من طريق القيادة من الخلف) يحكمها نوع من الوهم ؛ لاستنزاف الإيرانيين والروس في سورية، وجرهم إلى أفغانستان أخرى.
|
||||||||
|