نافذة على الصحافة

رأي اليوم تتساءل حول اعترافات بن جاسم لصحيفة بريطانية


الاعلام تايم_رأي اليوم

في قراءة معمقة لحديث رئيس وزراء المشيخة القطرية السابق حمد بن جاسم "المتفجر" لصحيفة "الفايننشال تايمز"، تساءلت صحيفة رأي اليوم الاردنية أنه"من الذي أعطى الضوء الاخضر لتدخل قطر في الازمة السورية؟ ولماذا أزاحتها السعودية من مقعد القيادة؟ وهل نفهم أن الخلاف القطري السعودي سيعود الى السطح؟ ولماذا انقلبت قطر و"جزيرتها" على حليفها "القذافي" ومن الذي أفسد طبختها في ليبيا؟

الصحيفة الاردنية، اعتبرت أن مقابلة بن جاسم بمثابة اعتراف لتورط قطر في عدد من قضايا الشرق الاوسط، ملمحة الى دوره حيث كان يصول ويجول في المنطقة ممثلا لدولته واميره، ويدعم هذا الطرف، ويعادي ذاك، ويفجر حربا هنا، ويزعزع استقرار دولة هناك، ويمتلك صواريخ عابرة للقارات ممثلة في قناة "الجزيرة"التي هيمنت على العقل العربي لأكثر من عشرين عاماً تقريباً، وفجرت ثورات، ويسيطر بالكامل على الجامعة العربية، ويجمد عضوية دولة هي من مؤسسي تلك الجامعة.

وأضافت الصحيفة أن هذه الاعترافات يجب أن تكون أرضية لأبحاث ودراسات العديد من المؤرخين والدارسين، بل لتشكيل لجنة تحقيق عربية أو دولية لمعرفة كل الظروف والملابسات، فهناك دول تعرضت للتدمير وما زالت، ومئات الآلاف قتلوا.

وقالت الصحيفة أنه كان على "الفايننشال تايمز" أن تستوضح من بن جاسم، بداية الدور القطري في الازمة السورية وأسبابه، وهوية هذا الدول، و"الجهة"التي أعطت دولة قطر "الضوء الاخضر" للتدخل في هذا البلد، بالمال السلاح، وتأسيس ما سمي"المجلس الوطني" كجسم معارض، والوقوف خلف فرار العسكريين.

وتساءلت الصحيفة أيضاً حول اعتراف آخر أدلى به بن جاسم للصحيفة البريطانية هو كيفية إزاحة السعودية لقطر من أمام مقعد القيادة في الملف السوري، وكيف، وبتوجيهات من ؟ ولمصلحة من؟ ولماذا ظلت قناة "الجزيرة" على الحياد تجاه لأكثر من ثلاثة أسابيع، على عكس موقفها مما حدث في تونس ومصر وليبيا، ثم دخلت بكل قوتها وأسلحتها، وجيشت الجيوش الاعلامية ضد الدولة، ودعمت حفنة من اللصوص وقطاع الطرق اعتبروا أنفسهم "ثائرين"؟

كما تطرقت الصحيفة الى نقطة أخرى قائلة لا يضيرنا أن نتفق مع بن جاسم بأن الايرانيين أذكى من العرب كثيرا، وبمعنى آخر ربما العرب هم الأغبى بين شعوب الارض، فهاهم يقدمون الخدمات مجانا لامريكا ومشاريعها في المنطقة، ويدعمون اقتصادها، ويوفرون الوظائف لعاطيلها، وفي نهاية المطاف تطعنهم في الظهر، وتذهب الى خصمهم الايراني رافعة الرايات البيضاء، الذي كان مفاوضا بارعا صبوراً "مرمغ" انوف مفاوضيه الغربيين في التراب حتى حصل على أفضل صفقة ممكنة حفظت له كرامته، ورفعت الحصار عنه، وأعادت له أمواله، واحتفظ ببناه التحتية النووية كاملة، وبات قوة إقليمية عظمى تفرض أجنداتها على دول المنطقة والعالم.

وأوضحت الصحيفة أن هناك محطات كثيرة أخرى يمكن التوقف عندها، ويظل السؤال الاهم هو كيفية الوصول الى الحقائق حول الادوار والدوافع، والغرف المغلقة، التي كانت تدير "ثورات الربيع العربي" ولمصلحة من، والنتائج التي ترتبت عليها في تحويل دول عربية مستقرة الى دول فاشلة، وتراجع قضية العرب الاولى فلسطين الى أدنى الاهتمامات العربية والدولية، وتجريم ظاهرة المقاومة كظاهرة "إرهابية"، وإذكاء نيران الفتنة الطائفية.

وختمت الصحيفة مقالها بقولها "سؤال أخير يظل قائماً ولا بد من طرحه، وهو أننا نشتم من المقابلة أن هناك خلافا سعوديا قطريا توارى جمره تحت الرماد مؤخرا، وربما هناك من ينفخ فيه، حتى يشتعل مجددا، ولعل الهجوم الكبير الذي شنه مفتي الاخوان يوسف القرضاوي على الرئيس عبد الفتاح السيسي، واتهامه "ببيع" جزيرتي "صنافير" و"تيران" للسعودية، ومطالبته للشعب المصري بالثورة ضد هذه الصفقة بعد صمت طويل، مؤشر يؤكد هذا الخلاف، أو إحدى بداياته.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=34108