نافذة عالمية

أمريكيون يتخوفون من تجنيد أمريكيين و غربيين للقتال في سورية


فيما تواصل الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخباراتية تقديم الدعم والتدريب للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وآخره ما أعلنت عنه الجمعة 10 كانون الثاني في النظر باستئناف ما تصفه بـ "المساعدات غير المميتة للمعارضة السورية" جاءت تقارير جديدة لتثبت انقلاب السحر على الساحر من خلال تحول هذه التنظيمات الارهابية ضد الجهات الداعمة لها في واشنطن من خلال محاولات لتجنيد وتوظيف وتدريب أمريكيين وغربيين لشن هجمات إرهابية داخل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأجنبية.

وجاءت هذه التحذيرات على لسان مسؤولي استخبارات ومكافحة إرهاب أمريكيين كشفوا في تصريحات نقلتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن المجموعات الإرهابية المسلحة والمتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية تحاول تحديد وتجنيد وتدريب أمريكيين وغربيين سافروا إلى سورية من أجل تنفيذ هجمات إرهابية عند عودتهم الى بلدانهم.

وأوضح المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم "أن هذه المحاولات تعد من أحدث التحديات الناتجة عن الأحداث الجارية في سورية ليس فقط بالنسبة لأوروبا ولكن للولايات المتحدة بشكل خاص" حيث يتوجه عدد كبير من الغربيين للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.

ووفقاً لتقارير استخباراتية أمريكية رسمية فإن "70 أمريكياً إما سافروا أو حاولوا السفر إلى سورية من أجل الانضمام إلى صفوف المجموعات الارهابية المسلحة هناك في حين تقدر أعداد الأجانب من جنسيات مختلفة الذين يقاتلون إلى جانب الإرهابيين في سورية بالآلاف."

ومع شعور الولايات المتحدة بالتهديد المتزايد الذي تشكله المجموعات الإرهابية التي عملت واشنطن وأجهزتها الاستخباراتية على تمويلها وتجنيدها وتزويدها بالأسلحة وانقلاب هذه المجموعات على الذين ساعدوها أكد جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية (اف بي آي) "أن تعقب الأمريكيين العائدين من سورية أصبح أحد أهم أولويات المكتب فى مكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى" أن المكتب يركز على محاولة تحديد مساعي هؤلاء الأمريكيين ومن يجب التحدث إليه أو تتبعه او اتهامه."

وتحسباً لعودة عدد من الأمريكيين من سورية إلى الولايات المتحدة وللتهديد الذي يمكن أن يشكلوه يقوم مكتب التحقيقات بعمليات مراقبة على مدار الساعة لهؤلاء الأفراد وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين.

وقال مسؤول أمريكي بمكافحة الإرهاب أن السلطات الأمريكية "تدرك أن تنظيم القاعدة يستغل الأراضي السورية لتحديد الأشخاص الذين يمكن تجنيدهم ليعمد فيما بعد لتقديم تدريب إضافي يصبحون بواسطته أكثر تطرفاً ويستخدمهم بالتالي كجنود مستقبليين ربما في الولايات المتحدة."

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي ليس الوضع بأفضل منه في حليفتهم الولايات المتحدة حيث يشاطر المسؤولون الأوروبيون نظرائهم الأمريكيين بالمخاوف ومشاعر القلق ذاتها ولا سيما أن أعداد الإرهابيين الذين يتوجهون من أوروبا إلى سورية للقتال يتزايد بشكل مطرد.

ووفقاً لمحللين وخبراء فان أكثر من 1200 أوروبي غادروا بلادهم متوجهين إلى سورية للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية الموجودة هناك وقد حذر منسق الأتحاد الأوروبى لمكافحة الإرهاب غيليس دو كيرشوف في وقت سابق من "أن عدداً من هؤلاء الأوروبيين عادوا بالفعل إلى بلادهم وهناك حالات لا يزال فيها الأفراد يسافرون ذهاباً وإياباً إلى سورية."

ويشير محللون سياسيون الى أن مصادر تمويل تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق لا تختلف عن مصادر تمويله في سورية واليمن وليبيا وهى ليست بخافية على الإدارة الأمريكية بل يتم بعلمها وتحت أنظارها حيث تقوم سلطات أل سعود بهذا الدور بالتنسيق مع واشنطن بغية زعزعة أمن المنطقة وإشاعة الفوضى فيها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=3405