نافذة عالمية

سياسيون روس.. واشنطن وتركيا والخليج تلعب دوراً وقحاً مستهتراً إزاء سورية


وصف عدد من المحللين والباحثين السياسيين الروس السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة والبلدان الغربية عموماً ودول الخليج وتركيا إزاء سورية بالوقحة والمستهترة، لافتين إلى أن هذه البلدان والممالك تدعم وتساعد المجموعات الإرهابية المسلحة التي تضم عشرات الآلاف من المرتزقة الذين جاؤوا من بلدان عربية وإسلامية وأوروبية وحتى من أقاليم روسية.
وحذر الباحثون والمحللون خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس تم تكريسه لافاق انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف 2 من خطر تحويل سورية إلى بؤرة للإرهاب الدولي وانتشار الأزمة في سورية إلى بلدان الجوار وإلى روسيا قائلين "إن الوضع في سورية مؤهل لممارسة تأثير خطر جدا على المنطقة والعالم كله وهذا ما نشاهده في العراق ولبنان منذ الآن".
وأوضحوا أن الولايات المتحدة لا تستطيع التخلص من ضغوط السعودية وقطر غير المهتمتين إطلاقا بحل الأزمة في سورية أو حل قضايا الملف النووي الإيراني لان الاستقرار في المنطقة يقوي مواقع سورية وإيران ويضعف بالعكس من ذلك مواقع السعودية وقطر والولايات المتحدة.
وبينوا أن الولايات المتحدة تقول من جهة إنه يجب حل الأزمة في سورية ولكنها تعمل في الواقع على عرقلة هذا الحل بالتواطؤ مع السعودية وقطر وتركيا عارضة بذلك ممارسة ازدواجية المعايير التي تثير الاستنكار والاشمئزاز لدى غالبية دول العالم.
وأكد المشاركون في المؤتمر أن وضع "ائتلاف الدوحة" ومن يقف وراءه شروطا معينة لحضور مؤتمر جنيف 2 ومشاركة إيران فيه يعني إفشال هذا المؤتمر قبل انعقاده لأن قراراته لن تكون فعالة إذا لم تشارك إيران في اتخاذها باعتبارها دولة إقليمية ذات وزن كبير سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وأشاروا إلى أن الإرهابيين والمتطرفين ليسوا بحاجة إلى مؤتمر جنيف ولا هدف لهم سوى إسقاط الحكومة السورية الشرعية وإقامة دولة إسلامية وان اجتماع اسطنبول لائتلاف الدوحة وتأجيل اتخاذ قرارهم حول المشاركة في المؤتمر يدلان على عدم الرغبة في إنجاح أعمال هذا المؤتمر.
وأعرب الباحثون والمحللون عن الأمل في أن يكون العام الجديد عاماً إيجابياً في السياسة الدولية وخاصة ما يتعلق بالوضع في سورية وحذروا من انه إذا لم يتم حل الأزمة فيها فان الأسرة الدولية ستواجه وضعا عالميا شديد الخطورة.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال ستانيسلاف ايفانوف الباحث في معهد الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية: "إن واشنطن والرياض والدوحة تلعب دوراً سلبياً في حل الأزمة في سورية على أساس سلمي عادل وهذا ما نلاحظه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة من خلال الحرب الإرهابية الشرسة حيث حولت قوى الإرهاب الدولي وبعض البلدان الأجنبية سورية إلى ميدان تجارب لتحقيق غطرساتها ومهماتها وغاياتها الأنانية الضيقة".
وأشار الباحث إلى أنه ليس سرا أن العائلات المالكة في السعودية وبعض ممالك الخليج الأخرى تعتبر القيادة في سورية خصما لها وتبذل جميع الجهود لتدمير سورية وقتل شعبها ولا تتورع في ذلك عن استخدام المجموعات الإرهابية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وقوى الإرهاب الدولي على هذا النحو أو ذاك.
وأوضح إيفانوف أن ما نشاهده اليوم في سورية ليس حربا داخلية بل أعمال عدوانية من قوى التدخل الخارجي والبلدان الأجنبية التي تحدد درجة عمق هذه الأزمة وان العالم بأسره ينظر بقلق وألم عميقين إلى قتل السوريين وتهجيرهم وتدمير منازلهم.
وأضاف الخبير الروسي أن ما يسمى "ائتلاف الدوحة" جرى تشكيله في حينه بصورة مصطنعة من قبل اميركا والسعودية وقطر لإضفاء نوع من الشرعية الكاذبة على المجموعات والقوى التي تقاتل ضد القيادة السورية وكان الهدف من وراء تشكيل هذا الائتلاف يكمن في شرعنة هذه العملية وضمان قنوات تمويل الإرهابيين والمرتزقة وتزويدهم بالأسلحة والذخائر والمقاتلين.
وأشار إلى أن اجتماع اسطنبول لائتلاف الدوحة اظهر التناقضات والتناحرات داخل هذا الائتلاف عشية مؤتمر جنيف 2 وعدم استعداده للحوار ورغبته في مواصلة الحرب حتى آخر مواطن سوري لأنهم لا يبالون أبدا بمصير سورية وأبنائها وآراء الأسرة الدولية بل يريدون الحرب التي يجري تمويلها وإدارتها من قبل حكام الرياض والدوحة وواشنطن وأنقرة وغيرهم من أعداء البشرية.
وفي مقابلة مماثلة مع مراسل سانا قال بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية "إن موقف الغرب إزاء حل الأزمة في سورية يتصف بالازدواجية والتحايل إذ يعلن الغرب عن موافقته على عقد مؤتمر جنيف حيث تعتبر الولايات المتحدة احد رعاة هذا المؤتمر ولكننا نرى من ناحية أخرى ان بلدان حلف الناتو الأساسية لا ترغب في إيجاد حل سياسي لهذه الازمة وهذا أمر واضح للعيان إذ ان الهدف الرئيسي الذي يسعى الغرب لتحقيقه هو تقويض القيادة الشرعية في سورية".
وأشار دولغوف إلى أن ما يضعه من يسمون أنفسهم المعارضين السوريين من شروط مسبقة لحضور المؤتمر ومشاركة إيران فيه يجري لان الغرب يدعم هؤلاء ويلعب بهم كالدمى وذلك من أجل تحقيق أهدافه في الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في سورية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=3397