الإعلام تايم- الأخبار عادت "المفخخات" وفتح الجبهات إلى الميدان السوري. لم تعد المعارك "هامشية" ضمن "الرد على الخروقات". "غرف عمليات" أعادت تسخين الجبهات بالمفخخات والحشود العسكرية، فيما كانت مفاوضات "جنيف" تطوي فصلاً جديداً من الفشل بإعلان "هيئة الرياض" تعليق مشاركتها فيه وصل المجتمعون في جنيف سريعاً إلى الطريق المسدود. لم تحقّق اللقاءات المتكررة أي اختراقات. الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا يعلم أنّ بمجرّد وضع الوفدين السوريين على طاولة واحدة يتشكّل صاعق التفجير لـ"جنيف 3". أسلوب نقل الرسائل والاستماع إلى كل طرف والسعي خلف واشنطن وموسكو للضغط على الوفدين لم ينجح حتى الآن.
في النتيجة، ما تغيّر أنّ أعضاء الوفدين انتقلوا إلى المدينة السويسرية وحافظوا على أدبياتهم ذاتها. "الهيئة العليا للمفاوضات" تريد طرح مسألة الحكم الانتقالي أولاً، بينما الوفد الحكومي ذهب "لنقاش مسألة حكومة وحدة وطنية فقط»، حسب ما يقول مسؤول دبلوماسي سوري رفيع لـ"الأخبار".
دبلوماسي سوري: التعبير عن تعقيد المفاوضات تظهّر في الميدان على نحو كبير منذ هجوم "جبهة النصرة" وحلفائها على نقاط الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي أوائل الشهر الجاري. ورغم أنّ "النصرة" ظهرت في صورة من "يسبح عكس تيار الفصائل"، غير أنّ معظم المجموعات لم تكن بعيدة عن الأجواء التصعيدية، وإن بصورة سرية. ويمكن تقسيم المجموعات المسلحة في الميدان وفقاً لنظرتها إلى "جنيف" والمسار السياسي بالعموم إلى قسمين أساسيين: يرفض أوّلهما أي حل سياسي، ويراه "مؤامرة". ويشتمل هذا القسم على كل "الفصائل الوازنة" باستثناء تيار صغير داخل "حركة أحرار الشام الإسلامية"، وهو جناح مهمّش (ولا يمتلك من القوّة ما يؤهّله حتى للتفكير في الانشقاق). فيما يضم القسم الثاني مجموعات ترى في "جنيف" فرصة يمكن التعاطي معها بجدية لإنهاء الحرب. ويُصنّف معظم هذه المجموعات "متوسط القوة"، ولا يمتلك ما يخوّله شنّ معارك منفردة، بل يصلح فقط لـ"تقديم المؤازرة والدعم". وبطبيعة الحال، إنّ تأثير هذه المجموعات في تلك "المعادية لجنيف" يكاد يكون معدوماً، وهي في الغالب منفعلةٌ لا فاعلة. وكان لـ"حركة أحرار الشام" دور أساسي في فتح المعارك الأخيرة، وقد وجّهت إلى "جيش الإسلام" رسائل غير معلنة، مفادها أنّ "معارك كبيرة ستُفتح قريباً، بكم أو من دونكم ولن ننتظر مهزلة جنيف". وتبدو هذه الرسائل أكثر الضغوطات التي تعرّض لها الأخير جديّة ودفعته إلى إعادة التفكير في "لعبة الحبلين" التي كان يحاول عبرها المزاوجة بين الميدان والسياسة. وشكّلت هذه المعطيات محفّزاً أساسياً لممثله في "هيئة الرياض" محمد مصطفى علوش ليدلي بكلامه الأخير حول "إشعال الجبهات".
وهذه الجبهات ظهرت أمس كيوم عادي من أيام الحرب السورية، رغم التأكيدات الأممية والدولية للحفاظ على الهدنة.
وفي هذا السياق، جاء كلام رئيس الوفد السوري بشار الجعفري ليل أمس، حين قال إنّ "قرار تعليق الحوار قرار مسبق والذرائع كاذبة"، لافتاً إلى وجود "قرار سعودي وتركي بإفشال مباحثات جنيف عبر أعضاء مجموعة الرياض". |
||||||||
|