حوارات ولقاءات

يوسف للإعلام تايم: جنيف لايعطل أي إجراء دستوري..وانتصار الجيش يؤكد إمساكه بزمام الأمور


الاعلام تايم - ميسم صالح


إجراء الإنتخابات التشريعية في هذه المرحلة يؤكد أن الدولة السورية مدركة بأن مايجري في جنيف من حراك سياسي لايمكن أن يعطل أي إجراء دستوري... والسماح لأفراد الجيش بالانتخابات هو نتيجة التضحيات الكثيرة التي قدمها...فكان له الحق في اختيار ممثليه في البرلمان".... 


وفي تفاصيل اللقاء مع موقع الاعلام تايم اعتبر مدير التلفزيون العربي السوري نضال يوسف  أن من أولويات مجلس الشعب في هذا الدور التشريعي هي تعزيز صمود الشعب السوري وبالذات اقتصادياً من خلال تحسين المستوى المعيشي والتدخل الإيجابي الحقيقي بالأسواق .


و أضاف، "إن أهمية نجاح انتخابات مجلس الشعب في سورية في هذه المرحلة بالذات  تكمن بأنها "أولا" تعتبر لبنة أساسية في جدار النصر الذي بات قريباً على تلك الهجمة غير المسبوقة في التاريخ، و"ثانيا" تدلل على أن الدولة السورية بإجرائها لهذا الاستحقاق الدستوري الأهم إنما هي مدركة بأنها دولة متماسكة وقوية ولم تؤثر عليها تلك الحرب فيما يتعلق بواجباتها الدستورية والسياسية الموجهة للداخل السوري".


وأوضح   يوسف  بأن أولويات مجلس الشعب في هذا الدور التشريعي هي تعزيز صمود الشعب السوري وبالذات اقتصادياً من خلال تحسين المستوى المعيشي والتدخل الإيجابي الحقيقي بالأسواق عبر مؤسسات الدولة أو سن تشريعات جديدة من شأنها أن تفتح آفاق اقتصادية أوسع خاصة مع الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب قضية السوريين العادلة، والقضية الأخرى الموازية هي الاهتمام الكبير بإعادة الإعمار وسن تشريعات تهدف إلى تسهيل تلك العملية أيضا بالتعاون مع الدول الصديقة والحليفة، إضافة إلى العمل الحقيقي والجاد بتسهيل عودة المهجرين إلى ديارهم، و استكمال المسار السياسي لحل الأزمة بما يتناسب ويتماهى مع الصمود الأسطوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوري


وعن دلالات السماح لأفراد الجيش العربي السوري المشاركة في الانتخابات قال يوسف :  "الجيش العربي السوري يمثل شريحة كبيرة من الشعب السوري والعديد من أفراد الشعب السوري التحقوا بصفوف الجيش والقوات المسلحة نتيجة ما تتعرض البلاد له من مخاطر، وهذه الشريحة المهمة بذلت الكثير من التضحيات إن كان لجهة الاستشهاد في سبيل الوطن أو الإصابات التي تعرضوا لها، فرأت الدولة السورية أن من واجبها منح هذه الشريحة التي قدمت تضحيات أكثر من أي شريحة أخرى هذا الحق في اختيار ممثليها للبرلمان، بالرغم من أن كل شرائح الشعب السوري بذلت التضحيات كل من موقعه، ومبدأ مشاركة القوات المسلحة مبدأ معمول به في كثير من دول العالم".


وعن انتصار الجيش العربي في تدمر قال يوسف: "هذا الانتصار يؤكد أن الجيش مازال يمسك بزمام المبادرة حتى بعد تخفيض عديد القوات الروسية العاملة في سورية بعد محاولة البعض التضليل في هذا الشأن".


وتابع، " إن هذا الانتصار يؤكد أن الجيش ما زال يمسك بزمام المبادرة، خصوصاً مع مع ما جرى ويجري من تضليل بخصوص استغلال قضية تخفيض عديد القوات الروسية العاملة في سورية والترويج بأن الجيش العربي السوري غير قادر على تحقيق أي انتصار جديد بعد ما أسموه تقليص دور روسيا العسكري في سورية، وهذا بالتأكيد يشكل انقلابا على المعطيات العسكرية والسياسية فعسكريا أثبت الجيش العربي السوري بانتصاره في تدمر أنه قادر على بسط سيطرته على أي بقعة في الجغرافيا السورية ولا يوجد أي منطقة ضمن هذه الجغرافيا تستعصي عليه، وسياسيا يعطي رسالة إلى أن الدولة السورية متماسكة وقوية فهي مهتمة باجراء الحوار السوري – السوري برعاية الامم المتحدة من أجل الحل السياسي للازمة فيها وبنفس الوقت هي ماضية في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره".

 

و في سؤال عن أخطاء السياسية الأوروبية في المنطقة قال يوسف : "نحن نعتقد أن حلف الناتو محكوم بعلاقات مع دول حليفة له في المنطقة كتركيا لذلك كل تعليق فيه رأي إيجابي لما يجري في سورية من انتصارات على الإرهاب يلتزم فيه التحفظ, وفرنسا كما هو معروف هي على رأس الدول التي حاربت سورية ودعمت وساندت المجموعات الإرهابية المسلحة لوجستيا وماديا من أجل تحقيق أجندات ليست فقط سياسية وإنما اقتصادية وهي الآن تتخبط في سياسات غير واضحة الرؤى وتعتبر في أسوأ مرحلة تمر بها, وفرنسا بالفعل أيقنت أنها أخطأت في التعامل مع الأزمة السورية خاصة أنها باتت تحصد نتائج دعمها واستثمارها بالإرهاب ولكنها الآن تعلم أن الأمور باتت في نهاياتها لذلك تناور لتحقيق بعض المكاسب إن كانت سياسية أو اقتصادية".


وعن دور  واشنطن في الأزمة السورية ومشاوراتها مع موسكو، قال مدير التلفزيون: " بالعموم سياسة أمريكا معروفة منذ زمن وهي نسف الجسر الذي تعبر عليه وأي تطور أو تحول بمسار الأزمة في سورية أو في المنطقة لن يغير في تعاطيها مع ملفات المنطقة وأهمها دعم الكيان الصهيوني وتغذية الصراعات الطائفية و القبلية والاثنية ولكن يجب أن نشير إلى أن أمريكا أدركت بعد كل تلك السنين من عمر الأزمة في سورية بأن الشعب والقيادة في سورية أبدوا صمودا غير مسبوق في تاريخ الحروب وأدركت أيضا أنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة بل هناك قوى سياسية وعسكرية وتكتلات اقتصادية مهمة في المنطقة والعالم كمجموعة دول البريكس التي تعتبر روسيا واحد من أهم اللاعبين في المنطقة، ولكن يجب أن لانغفل أن واشنطن باتت تعرف أن ايران هي دولة مهمة جدا في المنطقة ولها ثقل عسكري واقتصادي وسياسي، ونتيجة التقارب السوري الروسي الإيراني وظهوره بشكل جلي جعلها تنكفئ إلى حد ما وتعطي الدور الأكبر لروسيا في حل الأزمة ولكن وجودها إلى جانب روسيا هو ما نستطيع أن نسميه الحفاظ على ماء الوجه أولا وثانيا لكي لا تخرج من المنطقة خالية الوفاض، خاصة أن الرئيس أوباما كان قد صرح مؤخراً بأن أمريكا ستنسحب من الصراعات في الشرق الأوسط".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=43&id=33736