الإعلام تايم - مقالات وأراء 

يعتقد الكثير من الأخوة المواطنين إن عملية الانتخاب لعضوية مجلس الشعب لاختيار ممثليهم هي من السهولة بمكان بحيث لا تتعدى إبراز البطاقة الشخصية ومن ثم استلام قائمة بالمرشحين ليقوم باختيار بضعة أشخاص يمثلونه إذا ما كانوا ضمن قائمة أو شخص ما ، طبعاً والمؤثرات الجانبية لهذه العملية تكمن ببضعة أشخاص من الذكور والإناث يقومون من أمام مراكز الاقتراع بالترويج للمرشحين مقابل مكاسب مادية أو معنوية أو عائلية أو مؤسساتية ....الخ .

 

حقيقة الأمر أن الموضوع هو أخطر من ذلك بكثير .... ولابد أن يكون عند شريحة المواطنين اللذين يحق لهم الاقتراع ثقافة أكثر عمقاً لانتخاب ممثلينا بعيداً عن كل الطرق المتبعة سابقاً الكلاسيكية والتقليدية والسطحية جداً، وكنت قد أشرت سابقاً في إحدى الزوايا الصحفية إلى ضرورة تطوير ثقافة الاقتراع لممثلينا على جميع الصعد من خلال دورات وندوات وبروشورات واستثمار للمراكز الثقافية ووسائل الإعلام لهذا الغرض ، وذلك بهدف الوصول إلى ممثلين فاعلين على جميع المستويات ولديهم خبرة كبيرة اقتصادية واجتماعية وقانونية لتمثيل شرائحهم الاجتماعية بالشكل الأمثل .

 

لذلك فإن صوت كل مواطن بعد هذه الظروف الاستثنائية التي مرت بها سورية ، لابد أن يكون بمكانه الصحيح بعد دراسة متأنية من خلال معرفة إمكانيات كل مرشح بعيداً عن دعايته الإعلامية ، وهذه مسؤولية كل مواطن إذا ما أردنا تغيير واقع الحال ونصل إلى برلمان قادر على تمثيلنا وتحسين ظروفنا على جميع الصعد .

 

وهنا أريد أن أشير إلى أن المحافظات أصدرت تعاميم خاصة لوضع ملصقات المرشحين الدعائية في أماكن محددة وبعيداً عن جدران المؤسسات العامة والخاصة وخصصت لهم أماكن لهذه الملصقات، إلا أن بعض المرشحين لم يتقيد بهذه التعليمات لا هو ولا مساعديه في حملته الانتخابية ، وهذا إن دل إنما يدل على الاستهتار بالأنظمة والقوانين ، ونقول إذا كان بعض المرشحين غير قادرين على الالتزام بمثل هذه التوجيهات البسيطة الصادرة عن مؤسساتنا الرسمية وقاموا بمخالفتها فور صدورها ، فهل سيكونون قادرين على تمثيل شريحتهم الانتخابية ؟! وهل سيكونون مفيدين لهذه الشريحة وتحقيق مصالحها ؟!.

 

وهناك الكثير من الأسئلة التي ممكن أن تطرح في هذا المجال ، وأنا وبشكل شخصي لن أنتخب أي شخص أو مرشح قام بمخالفة تعاميم المحافظات وتجرأ وألصق لصاقاته الدعائية في الأماكن المخالفة ، لأن مثل هذا المرشح لم ولن يمثلني ودمتم.