وجهات نظر

باختصار : "إسرائيل" والإرهاب

زهير ماجد


الإعلام تايم - الوطن

لم تتح فرصة "لإسرائيل" مثلما اتيحت خلال السنوات الأخيرة من عمر الجحيم العربي الذي مازلنا عالقين به الى اليوم. فإضافة الى التردي الحاصل في البنى العربية، التي كان من إنتاجها أيضاً خروج تنظيمات كـ " داعش " و"النصرة " ومشتقاتها من روح المفهوم الصهيوني لتقدم الولاء العملي "لإسرائيل" بأكثر مما هي ذراع لها.

 

وجد "الإسرائيلي" ضآلته في تلك التنظيمات التي قدمت له ماكان يحلم به على مدى سنوات استيطانه لفلسطين. إذا كان هذا "الإسرائيلي" من أحد طباخي الواقع العربي الحالي، فلا بد أنه أشرف أيضا على النتاج الإرهابي الذي تعصف به المنطقة.. المصلحة "الإسرائيلية" إذن أن يرقى هذا الإرهاب الى مستوى أكبر وأعم كي تتمكن من خلاله من نشر المزيد من الفوضى. كل مايضر بالمصلحة العربية ينعش الوجود "الإسرائيلي".

 

النظرية القائلة بان أميركا أم الإرهاب ربما فيها بعض الصحة، لكن "الإسرائيلي" عامل مهم في إنتاجه أيضاً وفي ترسيم امتداداته وفي اللعب على أن يظل متوقداً كي تظل هي بمنأى عن أي خطر عربي، فإذا عرفنا أن لا أخطار عربية عليها سوى وجود حزب الله وسورية، بعد أن تم تدجين الجميع، وتذويب النار الثورية التي كانت مشتعلة في الرأس الفلسطيني، فإن الكيان العبري سيظل مرتاحاً طالما تعصف بالمنطقة العربية ماهو متمثل في الواقع الحالي من نمو للإرهاب، أي نجاح خططها على الأقل في المدى القريب.

 

لاشك أن عناصر الأزمات الحالية في العالم العربي سيكون لها تأثير بعيد المدى إذا مااعتبرنا أنها قابلة للانتهاء غداأ، فكيف اذا ترتب لها مزيد من الحرب والتوتر والفوضى والتخريب والقتل واشاعة الإرهاب في مدى أوسع. بعض التحليل يعتبر أننا مازلنا في أول سلم ذاك كله اعتمادا حتى على المتغيرات التي قد تعرفها أميركا في انتخاباتها الرئاسية المقبلة، وهو رهان من أكثر من جهة سواء" إسرائيل" أو بعض العرب وتركيا أيضاً.. رهان من هذا النوع يفترض أن يغير الأميركي من أسلوبه في المنطقة فيعيد النظر بمواقف صارمة من سورية وغيرها وحتى من إيران مما يؤدي إلى خلط جديد للأوراق، قد لاندري أين ستكون الحسابات من الموقف الروسي قادرة أو ثمة اختراع آخر لأتعابه مجدداً في ملفات اخرى.

 

في كل الأحوال تعيش "إسرائيل" عصرها الذهبي، إذ ثمة من يقاتل عنها ويموت خدمة مجانية لها، بل إن هذا الإرهاب يهبها الحياة المديدة، وفي كل وجود له يمنحها المزيد من الإقامة على أرض فلسطين العربية.

 

"الإسرائيلي" متنبه لهذه المسألة لأنها تعنيه كيفما التفت. صحيح أنه لايريد عرباً معادين بعد اليوم، وأن الطريق إلى هذه النقطة الفاصلة في حياة كيانه بات هنالك من يحمل لواءها، إلا أنه بطبعه غير الواثق، يريد سحق الأمة كي يراها في قمة انهيارها، وفي خرابها الأعم، عندها قد يرتاح.. فهو لايريد ولو عربي واحد مازال يتنفس عداوة لها، عدواة قد تعيد إنتاج موقفاً عربياً أوسع وأشمل.

 

لهذا كله وجدت "إسرائيل" أنه بدلاً من حروبها المباشرة مع العرب من أجل إخضاعهم، يمكن لها تحقيق هذه الغاية بالطريقة التي تحدث الآن بإطلاق الإرهاب فكراً وشكلاً فيما يقوم الآخرون بتمويله كي يظل في حضنها بالتالي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=33618