الحدث السياسي

السفير آلا: سورية تدعم كل جهد حقيقي يهدف إلى مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة


الاعلام تايم - جنيف

 

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا دعم سورية لكل جهد حقيقي يهدف إلى مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة التي تشكل الحامل الفكري لإرهاب تتنامى مخاطره دولياً وباتت مكافحته أولوية عالمية.


وقال السفير آلا في بيان له خلال مؤتمر جنيف بشأن منع التطرف العنيف إن "التطرف العنيف ظاهرة متعددة الأبعاد ولذلك فإن استراتيجيات مكافحته والوقاية منه يجب ألا تستند إلى الانتقائية في تحديد أو تجاهل العوامل الجذرية المسببة له مثل الإحتلال الأجنبي والتمييز وكره الأجانب أو أن تتبنى مفاهيم مغلوطة ومصطنعة".


وأوضح السفير آلا "أن غياب تعاريف متفق عليها دولياً لمفاهيم الإرهاب والتطرف العنيف يثير الكثير من الإشكاليات ويؤدي إلى الخلط وعدم التمييز بين المفهومين ومع تأكيدنا على أهمية الملكية الوطنية لخطط مكافحة التطرف العنيف والوقاية منه فإن التنصل من تحديد التعاريف وترك ذلك للقوانين الوطنية يثير إشكاليات اختلاف مقاربات الدول لهاتين الظاهرتين ويتناقض مع التوجه للتعامل معهما على المستوى الدولي".


كما شدد على أن التصدي الجاد والحازم لمخاطر الإرهاب والتطرف يتطلب احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وضمان الالتزام بتنفيذ ترسانة واسعة من الاتفاقيات الدولية ومن القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب وتمويله والتحريض عليه ومساءلة حكومات الدول التي تنتهك تلك القرارات الملزمة عبر دعمها للإرهاب وتحريضها عليه ونشرها للكراهية والتمييز واللا تسامح في خطابها السياسي والإعلامي ومناهجها التعليمية.


وتابع "إن استمرار نشاط تجنيد الإرهابيين وتسهيل تدفقهم للقتال في سورية وحصولهم على دعم مالي وعسكري معلن يقدم أوضح الأمثلة على الازدواجية التي تمارسها حكومات معروفة تزعم تبنيها لخطط مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في وقت تستمر فيه بتبني الإيديولوجيات التي تغذي التنظيمات الإرهابية وبتطبيق نفس ممارساتها المتطرفة وفي تدريس المناهج التي تحض على التطرف والإرهاب".


وأوضح السفير آلا أن المدخل الصحيح لمكافحة الإرهاب والتطرف يستوجب بداية الابتعاد عن المعايير المزدوجة والتخلي عن محاولات الاستفادة من دعم الإرهاب كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية ولاستهداف الأنظمة الوطنية والتدخل في الشؤون الداخلية للغير وهي سياسات أدت إلى زعزعة استقرار العديد من الدول ونشوء المعاناة الإنسانية لمواطنيها واستفحال مخاطر انتشار الإرهاب وتصاعد موجات اللجوء والهجرة.


وأشار السفير آلا إلى أن المناقشات حول تقرير الأمين العام وخطة العمل التي اقترحها للوقاية من التطرف العنيف أبرزت التوصيات والمقترحات المهمة التي تضمنها لكنها أظهرت كذلك ملاحظات حولها واختلافات في المقاربة حول مسببات التطرف والإرهاب وسبل التعامل معها واستراتيجيات مكافحتها والوقاية منها داعيا إلى الأخذ بكل الآراء والمواقف والمشاغل التي عبرت عنها الدول الأعضاء وتجنب فرض رؤية أحادية ضماناً للخروج بتوافق واستجابة دولية فاعلة في التصدي للمخاطر المتنامية للإرهاب وللايديولوجيات المتطرفة التي تغذيه وتنهي التعامل الانتقائي الراهن مع الإرهاب وتوصيفه كإرهاب جيد ومعتدل أو إرهاب سيئ ومتطرف بحسب الأغراض التي يحققها والأماكن والشعوب التي يستهدفها.


كما شدد على أن الإرهاب الذي ضرب باريس وبروكسل ونيجيريا ومصر ومالي ولاهور ولبنان هو الإرهاب ذاته الذي يحصد حياة الأبرياء في دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن السورية منذ أكثر من خمس سنوات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=33583