الإعلام تايم - الأخبار
استعدادات عالية الوتيرة يشهدها معسكر الجيش السوري وحلفائه على معظم جبهات «عاصمة الشمال»، فيما تتسارع الاتصالات على غير مسار تمهيداً لـ«فتح أبواب الجحيم»، يأتي ذلك بعد تطورات أمنية وميدانية تشير إلى قرار إقليمي بإنهاء الهدنة. منذ دخول اتفاق «وقف الأعمال القتاليّة» في حلب حيّز التنفيذ، كان «عدم الرضى» هو الانطباع السائد لدى عدد من القادة الميدانيين في الجيش السوري، والقوات المتحالفة معه. جاء الاتفاق حينها ليُفرمل تقدّماً غيرَ مسبوق للجيش والحلفاء في «عاصمة الشمال» وعلى ثلاثة محاور مهمّة:
كانت الخطط العسكرية لفتح جبهة الريف الغربي في انتظار اللمسات الأخيرة، والمسلّحون داخل مدينة حلب يعدّون الساعات المتبقيّة قبل «خنقهم» كليّاً، «الهدنة جاءت في غير وقتها»، وفقاً لكلام قائد ميداني سوري، رغم ذلك، «فضّلت القيادة السوريّة إتاحة المجال أمام الحلول السياسية، وصدرت الأوامر بالالتزام التام إلا في حالة الدفاع عن النفس والردّ على الانتهاكات»، حسب ما يؤكد المصدر لـ«الأخبار». المؤشرات على تعثّر المسار السياسي بدأت بالتزايد خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنّ القرار السوري كان «التزام الهدنة العسكرية حتى ولو دخل المسار السياسي طور التجميد»، يضيف المصدر تأسيساً على ذلك، اكتفت القوات العسكرية بـ«معالجة الخروقات، وإعادة تثبيت السيطرة، كما حصل في حالة خناصر مثلاً». لكنّ تطورات اليومين الأخيرين تجاوزت تماماً حيّز «الخروقات»، خاصة مع التثبت من «مشاركة مجموعات كانت داخلةً في اتفاق وقف القتال».
رغم ذلك، تؤكّد معلومات متقاطعة حصلت عليها «الأخبار»، عبر مصادر عدّة، أنّ «القرار السوري لغاية ليل الأحد ظلّ يدور في فلك معالجة الخرق الحاصل في الريف الجنوبي، واستعادة المناطق التي خسرها الجيش هناك»، قبل أن «تتبدّل الحال يوم الاثنين مع تواتر المعلومات عن نية المجموعات المسلّحة فتح جبهات أخرى على غير محور حلبي»، مصادر عسكريّة كانت قد رجّحت في وقت سابق أنّ «الوقت حان لمواصلة العمليات العسكرية في حلب»، مع الإشارة إلى أنّ أيّ «قرار من هذا النوع تُعلنه القيادة في الوقت المناسب» («الأخبار»، العدد 2845).
عملياً قرار الردّ لم يُتّخذ بعد. اجتماعات عديدة عُقدت وستعقد في الأربع والعشرين ساعة المقبلة لتحديد طبيعة الرد ورقعته وحجم المشاركة الروسية ونوعها، حسب ما علمت «الأخبار».
وحسب المصادر، فإنّ ما جرى في ريف حلب الجنوبي يوم الجمعة الماضي كان عبارة عن هجوم منسّق على جبهة بطول أربعين كيلومتراً، صاحبته كثافة نارية مركزة وهجمات سريعة منسّقة بدقة عالية.، وهذا الهجوم ترافق مع هجوم مشابه في اللاذقية، ومحاولة للقيام بعمل في ريف حماه الشمالي، هذه المعطيات تترافق مع توقعات الجيش وحلفائه بتحرّكات أمنية وعسكرية في محيط دمشق.
«النصرة»: لن يوقفنا شيء على الصعيد ذاته، أكّد قياديّ «جهادي» أنّ «المعارك في الريف الجنوبي لن يوقفها شيء»، المصدر المنتمي إلى «جبهة النصرة» قال لـ«الأخبار» إنّ «الإخوة في بعض الفصائل وضعونا في صورة محاولات إغرائهم بالتخلي عن معركتهم المقدّسة، لكننا لا نتوقّع منهم الرضوخ». في الوقت نفسه، أكّد المصدر أنّه «حتى ولو ارتكب بعض الإخوة هذا الخطأ القاتل واستجابوا لما يُمارس عليهم من ضغوط، فإنّنا لن نتوقّف، وسيخسر الإخوة دينَهم ودنياهم».
... وتقدّم لـ«الفصائل» في الريف الشمالي
إلى ذلك، واصلت المجموعات المسلّحة أمس تقدّمها في ريف حلب الشمالي على حساب تنظيم «داعش»، وتمكنت المجموعات من السيطرة على قرية تل سفير، ووضعت بلدة الراعي الخاضعة للتنظيم موضع الحصار، وسط مؤشرات على قرب تحولها إلى ساحة لمعارك ضارية بين الطرفين. وتسعى المجموعات إلى السيطرة على البلدة بوصفها خطوة أولى على طريق بسط سيطرتها على أكبر مساحة ممكنة من المنطقة الحدوديّة بدعم تركي. وعلى صعيد متصل، أعلنت صفحات تابعة لـ«داعش» أنّ المدفعيّة التركيّة استهدفت مساء أمس عدداً من القرى والبلدات الحدودية، على رأسها جكّة والطوقلي وراعل (شمال صوران). |
||||||||
|