تحقيقات وتقارير

جريمة جونيه في لبنان.. عبودية جنسية لسوريات والمتورطون شخصيات سياسية وأمنية نافذة


الإعلام تايم - سناء علي 

75 فتاة غالبيتهن سوريات، بأكبر شبكة اتجار بالأشخاص في الشرق الأوسط تم الكشف عنها قبل أيام بمنطقة جونيه في لبنان، قصص من أبشع ما يمكن أن يسمعه الإنسان سُرّبت من كواليس الشبكة آنفة الذكر. كالسجن والضرب والجلد والتعذيب والإرغام على ممارسة الدعارة بسراديب تحت الأرض، وعمليات إجهاض غير شرعية، حيث نقلت وسائل إعلامية معلومات عن اعتراف طبيب لبناني متورط في الشبكة أيضاً بإجراء ما يزيد عن مئتي عملية إجهاض غير شرعية للفتيات في شروط غير صحية أبداً مما تسبب بإصابتهن بأمراض جنسية وجلدية ونفسية.

 

من المعروف أن شبكات الاتجار بالأشخاص وخاصة إذا كانت كبيرة بالشكل الذي هي عليه شبكة "جونيه" من المستبعد أن تكون بإدارة محلية، مع احتمال ارتباطها بعدة أذرع دولية يلعبون أدوار السماسرة في استقدام الفتيات وتهريبهن إلى موقع.

 

الجريمة، وكما سربت مصادر مطلعة للإعلام تايم فإنّ منظمة حقوقية لبنانية قالت أنها تمتلك أدلّة على ضلوع شخصيات سياسية وأمنية نافذة في لبنان بشبكة جونيه ويقومون بتغطيتها والتسترّ عليها، كما أن هناك أمور تحدث أكبر من الدعارة أو توازيها بالبشاعة وهي التجارة بالأطفال.

 

رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي اللبناني العقيد جوزف مسلم علق على الجريمة بحسب ما نقلت إحدى الصحف اللبنانية المحلية: " في البداية كان يتم جلب الفتيات من سورية من خلال وسطاء هم رجلين وامرأة، يتم إيهامهن بالعمل في أحد المطاعم وما أن تصل الفتاة إلى لبنان حتى يتم سجنها داخل المبنى وتؤخذ منها أوراقها الثبوتية والهاتف لتبدأ رحلة المعاناة والإجبار على ممارسة الدعارة لعشرين ساعة يومياً ومن ترفض يتم تعذيبها وجلدها".

 

تحمل الشابات أحلامهن بعيش أفضل حالاً مما هنّ فيه وتسافر إلى البلد الشقيق بحثاً عن فرصة عمل، حيث تتم مؤخراً عمليات استدراج العديد من الفتيات واستقدامهن إلى لبنان عن طريق الإعلانات المبوبة في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي. بعد استغلال حاجة الفتيات للعمل والضحك عليهن بوعود عمل زائفة، ليتم تهريبهنّ بطرق غير شرعية عبر المعابر الحدودية حتى أن قصصاً صادمة أكثر تتحدث عن زيجات مشبوهة تنتهي بالفتيات المخدوعات في تجارة الجسد.

 

يعدّ الاتجار بالبشر ثالث أكبر جريمة بالعالم بعد تجارة المخدرات والأسلحة وذلك من ناحية المردود المادي، عقوبتها بحسب القانون اللبناني تتراوح من 5 الى 15 سنة،

 

إن العدد الذي خرج إلى الإعلام هو عدد أوليّ قد يتجاوزه إلى أضعاف وبارتباطات ونشاطات أخرى، والشبكة بهذا العدد الأولي تعتبر الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط منذ عشر سنوات، فلماذا لم تستنفر المنظمات والهيئات الإنسانية بعد هذه الفضيحة؟ بماذا تختلف أسواق النخاسة والاسترقاق والاستعباد التي ينظمها "داعش" وتهزّ العالم عن هذه الفضيحة الأخلاقية والإنسانية؟ لما هذا التعاطي الخجول مع القضية لبنانياً وسورياً وحتى دولياً ؟

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33497