تحقيقات وتقارير

المعلم في الجزائر.. الرسائل والدلالات؟


الاعلام تايم_ منار ديب

شكلت زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى الجزائر "مفاجئة" كما وصفتها بعض الاوساط السياسية والإعلامية العربية، بما تحمله هذه الزيارة من رسالة سياسية، في سياق تحولات المواقف الغربية من الأزمة السورية والانسحاب الروسي الجزئي.


ربما تثير هذه الزيارة بما سيتبعها من تنسيق وتعاون في سبيل مكافحة الإرهاب  العديد من الاسئلة والاستفهام من قبل البعض، ممن لا يفقهون بالسياسة الا القليل لأنه واذا ما عدنا إلى تاريخ العلاقات الجزائرية السورية سيتبين للجميع أن الجزائر من الدول العربية التي لم تقطع علاقاتها رسمياً بالجمهورية العربية السورية كغيرها من الدول التي تصنف بأنها "عربية" بمجرد وجودها ضمن الخريطة، والتي لطالما دعت من خلال مسؤوليها إلى حل سياسي للأزمة في سورية، بالإضافة الى أنها من الدول العربية التي جاهرت بمساندتها للمقاومة ولم تتستر تحت غطاء الجبن والخنوع للغرب، وهذا تجلى في موقفها الاخير من المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله، حيث رفضت تصنيف الاخير بالإرهابي ولم تقبل بالقرار الخليجي، وهذا ما أكده التصريح الذي أدلى به السيد المعلم أثناء وصوله الى مطار الجزائر العاصمة ويلخص معالم التطور الجديد القديم في السياسة الجزائرية عندما قال: "إن الجزائر وسورية يقفان في خندق واحد ضد الارهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول".

زيارة المعلم للجزائر ليست الاولى بالنسبة للمسؤولين السوريين بل سبقها في عام 2014  زيارة لرئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام نهاية العام 2014.


الزيارة المفاجئة تصدرت الوسائل الاعلامية، فبعض المواقع كتبت:
وليد المعلم فجأة في الجزائر؟ هل بدأ الحصار العربي والدولي على سورية يتكسر بعد استعادة تدمر؟ وما هي العاصمة العربية التي ستحط طائرته في مطارها بعد الجزائر؟


هذه الزيارة للمعلم والتي أتت تلبية لدعوة نظيره الجزائري قد تكون فاتحة كسر للحصار السياسي والدبلوماسي، فالعاصمة الجزائرية تأتي إضافة كبيرة لعواصم أخرى تقيم علاقات دبلوماسية مع سورية مثل موسكو وطهران ومسقط، وبكين، وأخرى في امريكا اللاتينية، تمردت على الغطرسة الامريكية وسياساتها الاقصائية.

ملخص الزيارة التي استمرت 3 أيام تدل على التعاون والتنسيق الذي لم ينقطع في القضية الاساسية وهي ضرورة الاستمرار في مكافحة الارهاب حتى القضاء عليه بعدما أصبح آفة تهدد المنطقة والعالم، والتأكيد على الموقف الموحد للبلدين الشقيقين من الإرهاب .


وتأكيدا على عمق العلاقات السورية الجزائرية اوضح الوزير الأول الجزائري أن موقف الجزائر والقيادة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تجاه سورية هو موقف ثابت في الوقوف مع سورية مهما كلف الثمن وأن هذا المبدأ لا تراجع فيه.


الجزائر لن تكون النهاية.. فإلى أي بلد سيتوجه المعلم لاحقاً..؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=33354